يشهد سوق الأسهم السعودية حالة من الترقب والتفاؤل الحذر مع بداية الأسبوع الجديد، حيث يتوقع المستثمرون استمرار الزخم الإيجابي في القطاعات الرئيسية، رغم التحديات التي تفرضها تراجع أسعار النفط. يأتي هذا الترقب بعد مكاسب قوية حققها القطاع المصرفي في الفترة الماضية، مما دفع الأنظار نحو قطاعات أخرى مثل الطاقة والبتروكيماويات، في انتظار نتائج الأعمال الفصلية.

الاستقرار النسبي للمؤشر العام

أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية "تاسي" الأسبوع الماضي بارتفاع طفيف بلغ 0.15%، ليغلق عند مستوى 12,433 نقطة. هذا الارتفاع يعد الرابع على التوالي، وهو ما يعكس استمرار الزخم الإيجابي للسوق، رغم ضعف النشاط الشرائي في الجلسات الأخيرة. ورغم انخفاض حجم التداولات، إلا أن أكثر من 80% من الأسهم المدرجة في المؤشر تتداول فوق متوسطها لمدة 50 يومًا، وهو ما يعزز التفاؤل في المدى القصير.

سهم "أرامكو" وتحديات تراجع النفط

من بين الأسهم التي تشهد اهتمامًا كبيرًا في السوق، يأتي سهم "أرامكو" الذي تراجع طفيفًا بنسبة 0.15% في الأسبوع الماضي، وهو ما يعود إلى تأثيرات تراجع أسعار النفط. تزامن هذا التراجع مع المخاوف العالمية المتعلقة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي أدت إلى زيادة القلق بشأن انخفاض الطلب على النفط. مع قرب إعلان "أرامكو" لنتائج أعمالها في 4 مارس، يتوقع المحللون أن تكون الأرباح مستقرة دون تحقيق نمو ملحوظ، في ظل الأسعار المنخفضة للنفط.

أسواق الطاقة تحت الضغط

تواصل أسعار النفط التراجع للأسبوع الثالث على التوالي، مما يضغط على أسواق الطاقة. ففي جلسة يوم الجمعة الماضية، استقرت أسعار خام برنت عند 74.66 دولارًا للبرميل، بينما أغلق خام غرب تكساس الوسيط عند 71 دولارًا للبرميل. هذا التراجع يعكس المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتأثيراته على الطلب على الطاقة، مما يزيد من التحديات التي تواجه الشركات في قطاع الطاقة.

ضغط على أسهم البتروكيماويات والشركات الكبرى

في قطاع البتروكيماويات، واجه سهم "المجموعة السعودية للاستثمار" ضغوطًا بيعية تراجعت بنسبة 1.7%، رغم تحقيق الشركة نموًا في أرباحها بنسبة 79% للعام الماضي. لكن، بسبب نتائج أقل من توقعات السوق، تراجعت أسهم الشركة. تواجه شركات البتروكيماويات تحديات في ظل انخفاض الأسعار وتباطؤ الطلب، ما يجعل التوقعات حول هذا القطاع أكثر حذرًا. في المقابل، يستمر الترقب لنتائج "أكوا باور" حيث تشير التوقعات إلى انخفاض في أرباحها بنسبة 27.7%، ما قد ينعكس سلبًا على سهمها.

نظرة مستقبلية للأسواق السعودية

من المتوقع أن تظل السوق في حالة ترقب خلال الفترة القادمة، مع تزايد التأثيرات الخارجية من تقلبات أسعار النفط والأوضاع الاقتصادية العالمية. يتوقع المحللون أن يظل المستثمرون حذرين في تقييم تأثيرات نتائج الشركات الكبرى على أداء المؤشر العام، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية التي قد تؤثر على مسار السوق السعودي في المستقبل القريب.