أدلى الرئيس السوري أحمد الشرع بتصريحات قوية ردًا على موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة من فلسطين بشكل نهائي، مؤكدًا أن الفكرة تتعارض مع القيم الإنسانية والقوانين الدولية.

رفض قاطع لفكرة التهجير

في مقابلة إذاعية أجراها الشرع من دمشق مع الإعلامي البريطاني أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والوزير البريطاني السابق روري ستيورات ضمن برنامج "بودكاست"، أكد أن إخراج الفلسطينيين من أراضيهم "ليس من الأخلاق البشرية ولا السياسية"، مشيرًا إلى أن أي محاولة من هذا النوع ستواجه رفضًا واسعًا من كل البلدان سواء العربية أو غيرها.

تهجير الفلسطينيين.. جريمة مستحيلة التنفيذ

وشدد الرئيس السوري على أنه لا توجد أي قوة تستطيع إرغام الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، معتبرًا أن أي خطوة بهذا الاتجاه تمثل "جريمة كبيرة جدًا"، لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع. وأضاف: "لا أعتقد أن مثل هذا المخطط سينجح، لأن الشعوب لا تقبل بالتفريط في أوطانها مهما كانت الظروف صعبة".

دروس الماضي تثبت استحالة المخطط

وأوضح الشرع أن التاريخ حافل بمحاولات لتهجير الفلسطينيين، لكن جميعها باءت بالفشل. واستشهد بالمعاناة التي تعرض لها سكان قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، حيث واجهوا على مدار أكثر من عام ونصف القتل والدمار، ومع ذلك لم يستسلموا لفكرة الخروج من أرضهم.

الندم على الخروج.. درس تاريخي للفلسطينيين

وأشار إلى أن تجربة العقود الماضية أثبتت أن "كل من خرج ندم"، موضحًا أن الفلسطينيين تعلموا من تجارب أجدادهم أن الصمود هو السبيل الوحيد للحفاظ على حقوقهم. وأضاف: "على مدار أكثر من 80 عامًا، أدركت الأجيال الفلسطينية المتعاقبة أن البقاء على الأرض هو الخيار الوحيد، وأن أي تهجير لن يكون إلا بداية لمعاناة جديدة".

موقف دولي مترقب وتصعيد محتمل

تأتي تصريحات الشرع في ظل تصاعد الجدل حول القضية الفلسطينية، وسط مطالبات دولية بالتصدي لأي محاولات لفرض تهجير قسري. ومن المتوقع أن تثير هذه التصريحات ردود فعل واسعة على المستوى الإقليمي والدولي، مع استمرار تداعيات الأزمة في غزة.