قتل أمس، ما لا يقل عن 54 شخصا في قصف شنته قوات الدعم السريع على سوق في مدينة أم درمان التابعة لإقليم العاصمة الخرطوم الكبرى. وبحسب شهود عيان فإن القصف جاء من منطقة غرب أم درمان تسيطر عليها قوات الدعم السريع، في حين تقع معظم أجزاء هذه المدينة تحت سيطرة الجيش السوداني.

واشتكى بعض المتطوعين في إسعاف المرضى من نقص الأكفان والمتبرعين بالدم وحمالات نقل المرضى.

وأفادت مصادر طبية السبت بمقتل 54 شخصا جراء قصف قوات الدعم السريع سوقا في أم درمان بضواحي العاصمة السودانية الخرطوم.

وقال مصدر في مستشفى النو طالبا عدم كشف هويته، إن الجرحى «ما زالوا يصلون إلى المستشفى» بعد الهجوم الذي نسبه إلى قوات الدعم السريع.

وأشار إلى أن حصيلة القصف بلغت 54 قتيلا بعدما كان أفاد في وقت سابق بمقتل 40.

وقال أحد الناجين «القذائف سقطت في وسط سوق الخضار بصابرين ما يفسّر العدد الكبير من الضحايا والمصابين».

فيما قال أحد المتطوعين في مستشفى النو «نحتاج إلى أكفان ومتبرعين بالدم ونقالات لنقل الجرحى».

ويعد المستشفى أحد آخر المرافق الطبية التي ما زالت تعمل في المنطقة، وسبق أن تعرّض مرارا لهجمات.

وبعد مراوحة استمرت أشهرا في الخرطوم، كسر الجيش الأسبوع الماضي حصارا كانت قوات الدعم السريع تفرضه على مقر قيادته العام في العاصمة السودانية.

في الوقت نفسه، أعلن الجيش استعادة مقر سلاح الإشارة وطرد قوات الدعم السريع من مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم.

وفي خطاب متلفز نادر، توعد قائد قوات الدعم السريع الجمعة بـ»طرد» الجيش السوداني من الخرطوم، مقرا للمرة الأولى وبطريقة غير مباشرة بالانتكاسات التي تكبدتها قواته في العاصمة.

وقال دقلو إن عناصر الجيش لن يستفيدوا من مقرّ القيادة أو معسكر سلاح الإشارة لفترة طويلة، متعهّدا بـ»طردهم»، كما حصل سابقا.

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

وأدى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.

منذ بدء النزاع واستهدافها بالقصف قبل نحو عامين، تحوّلت الخرطوم إلى ما يشبه معسكرا للمقاتلين.

وفي ولاية الخرطوم قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو 2024، وفقا لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وأفرغت أحياء بأكملها من السكان واستولى عليها مقاتلون مع فرار 3,6 مليون شخص من العاصمة، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. ويعاني ما لا يقل عن 106 آلاف شخص من المجاعة في العاصمة، وفقا لنظام تصنيف تدعمه وكالات الأمم المتحدة، فيما يعاني 3,2 مليون من الجوع عند مستويات حرجة.

وفي أنحاء البلد الواقع في شمال شرق إفريقيا، أعلنت المجاعة في خمس مناطق، معظمها في إقليم دارفور في غرب البلاد، ما من شأنه أن يؤثر على خمس مناطق أخرى بحلول مايو.