عاجل

لماذا أصبحت كرة القدم مملة؟ - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا أصبحت كرة القدم مملة؟ - تدوينة الإخباري, اليوم الأحد 13 أكتوبر 2024 07:53 مساءً

في السنوات الأخيرة، يعبر العديد من عشاق كرة القدم، خصوصًا من جيل الثمانينات والتسعينات، عن استيائهم من تراجع الإثارة في اللعبة، حيث باتت المباريات تبدو مملة وتفتقر إلى التنافسية. يمكن تفسير هذا التغير من خلال عدة عوامل أساسية تداخلت لتشكيل هذا الواقع

سيطرة الرأسمالية على كرة القدم

تعتبر الرأسمالية واحدة من أكبر الأسباب التي ساهمت في تحويل كرة القدم من رياضة شعبية قائمة على التنافس الشريف إلى صناعة تجارية مرتبطة بالأموال الضخمة. الأندية الكبرى باتت تُدار كشركات تجارية، وهدفها الأساسي تحقيق أرباح طائلة، سواء من خلال حقوق البث التلفزيوني، أو بيع القمصان، أو عقود الرعاية. أدى هذا الأمر إلى تركيز الثروة في أيدي عدد قليل من الأندية الغنية، بينما تُترك الأندية المتوسطة والصغيرة تكافح من أجل البقاء.

قد تؤدي هذه السيطرة الرأسمالية إلى فقدان عنصر المفاجأة في المباريات، حيث تهيمن الفرق الغنية على البطولات بفضل قدرتها على شراء أفضل اللاعبين في السوق، ما يخلق فجوة كبيرة بين الفرق القوية والبقية.

تصريحات رونالدو وروبيرتو باجيو

في هذا السياق، تأتي تصريحات النجم البرازيلي السابق رونالدو لتوضّح جزءًا من هذا الواقع. رونالدو انتقد صراحةً كيفية تحول اللعبة إلى "سوق انتقالات"، حيث أصبح اللاعبون مجرد سلع تتنقل بين الأندية حسب قدراتهم المالية، مع فقدان الروح الحقيقية للرياضة.

من جانبه، تحدث نجم الكرة الإيطالية السابق روبيرتو باجيو عن فقدان الشغف في اللعبة، حيث أكد أن كرة القدم الحديثة باتت تعتمد بشكل مفرط على الأموال والتحليل التقني للأداء على حساب المتعة والإبداع.

فلسفة الاستحواذ: غوارديولا نموذجًا

هذا، وأسهمت فلسفة المدربين الذين يركزون على أسلوب اللعب الاستحواذي في جعل المباريات أقل إثارة بالنسبة لبعض الجماهير. من بين هؤلاء المدربين، بيب غوارديولا، الذي يعتمد على الاحتفاظ بالكرة لفرض السيطرة على المباراة. رغم أن هذا الأسلوب قد يكون فعالًا ويحقق الانتصارات، إلا أنه في كثير من الأحيان يؤدي إلى تقليل الهجمات السريعة والمباشرة التي تضفي على المباراة إثارة وحماسًا.

هذه الفلسفة تجعل اللعبة بطيئة ومملة بالنسبة للجماهير التي تبحث عن اللعب الهجومي السريع، كما أن الاعتماد الكبير على التكتيك والتخطيط المعقد قد يفقد اللعبة بعضًا من عفويتها.

احتكار النجوم: منافسة أم استعراض؟

تجمع أفضل اللاعبين في أندية بعينها مثل مانشستر سيتي، باريس سان جيرمان، وريال مدريد، حوّل المنافسات إلى مسرحية مكررة. الأندية الغنية تلتهم المواهب من الأندية الصغيرة والمتوسطة، لتصبح البطولة المحلية أو حتى الأوروبية شبه محسومة قبل أن تبدأ.

التفوق المالي أتاح لهذه الأندية التعاقد مع أفضل اللاعبين والمدربين، فيما تجد الفرق الأخرى نفسها عاجزة عن الاحتفاظ بمواهبها، ما جعل المباريات تبدو وكأنها مواجهات بين عمالقة وصغار. وهذا بالطبع أدى إلى تقليل التنافسية في البطولات، مما جعل متابعتها أقل تشويقًا.

تخمة المباريات: فقدان القيمة وكثرة الإصابات

واحدة من أبرز المشكلات الحديثة هي تخمة المباريات. برمجة المباريات يوميًا تقريبًا، سواء على مستوى الدوريات المحلية أو البطولات القارية والدولية، قللت من قيمة كل مباراة. في السابق، كان عشاق اللعبة ينتظرون نهاية الأسبوع بشغف لمتابعة مباريات فرقهم، لكن اليوم، أصبحت المباريات متوفرة بشكل مفرط، ما جعل الحماس يتراجع.

هذا الجدول المزدحم لا يؤثر فقط على الجمهور، بل ينعكس أيضًا بشكل سلبي على اللاعبين، إذ تؤدي كثرة المباريات إلى الإرهاق الجسدي والذهني، مما يتسبب في كثرة الإصابات بين اللاعبين. ومع تزايد الضغط على الأندية لتحقيق نتائج جيدة في كل مباراة، بات اللاعبون يُدفعون لتقديم أقصى ما لديهم في كل مواجهة، ما يؤدي في النهاية إلى عواقب وخيمة على صحتهم البدنية.

خلاصة القول أن تعتبر كرة القدم الحديثة نتاجًا لتشابك عوامل اقتصادية وفنية أثرت على طبيعة اللعبة. سيطرة الرأسمالية، وفلسفة الاستحواذ، وتجميع النجوم في فرق محدودة، بالإضافة إلى الجدول المزدحم للمباريات، كلها أسباب جعلت كرة القدم أقل إثارة وحماسًا. ورغم أن بعض هذه التغيرات قد تكون إيجابية من ناحية تحسين الأداء والتنظيم، إلا أن فقدان الروح التنافسية التي كانت تميز اللعبة في السابق هو ما يجعل الكثيرين يشعرون بالحنين لأيام كانت فيها كرة القدم أكثر بساطة وتنافسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق