وثّق مقطع فيديو لحظة وصول الرئيس السوري أحمد الشرع إلى مدينة إدلب شمال سوريا، حيث ظهر وهو يتجول في شوارع المدينة لأول مرة منذ توليه الحكم. وأظهرت اللقطات الشرع وهو ينزل من سيارته، ويتفاعل مع السكان الذين تجمعوا حوله، وسط أجواء ترحيبية وحالة من الفضول حول تفاصيل هذه الزيارة غير المتوقعة.

زيارة مفاجئة وسط تصاعد الأحداث في الشمال السوري

تأتي زيارة الرئيس السوري إلى إدلب في ظل أوضاع أمنية متوترة، حيث تشهد المدينة تحركات عسكرية من قبل فصائل المعارضة المسلحة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام. هذه التطورات جعلت زيارة الشرع محط أنظار المحللين، خاصة أنها تعدّ الأولى من نوعها منذ استلامه مقاليد الحكم في البلاد.

إدلب.. بؤرة التوتر منذ انطلاق الثورة السورية

مدينة إدلب لها رمزية خاصة في الصراع السوري، إذ كانت من أولى المدن التي انطلقت فيها شرارة الثورة ضد نظام بشار الأسد. وفي 27 نوفمبر الماضي، شهدت إدلب تحركات عسكرية جديدة عندما أعلنت هيئة تحرير الشام، إلى جانب فصائل مسلحة متحالفة معها، عن بدء هجوم على مواقع تسيطر عليها القوات الحكومية في شمال سوريا. هذا التصعيد ألقى بظلاله على الزيارة التي قام بها الرئيس الشرع، ما دفع البعض للتساؤل عن دلالات هذه الخطوة.

رسائل سياسية وراء ظهور الشرع في إدلب

يرى مراقبون أن هذه الزيارة لم تكن عفوية، بل تحمل رسائل سياسية واضحة، أهمها رغبة الشرع في تأكيد سيادة الحكومة السورية على إدلب، رغم النفوذ القوي للفصائل المسلحة هناك. كما أن خروجه إلى الشوارع بشكل مباشر يعكس رغبة في إظهار الثقة وإرسال إشارات إلى الداخل والخارج حول استقرار الأوضاع، ولو بشكل نسبي، في هذه المنطقة المضطربة.

ماذا بعد زيارة الشرع؟

بعد انتشار الفيديو، تباينت ردود الفعل بين من اعتبر الزيارة خطوة في اتجاه فرض السيطرة على إدلب، وبين من رأى أنها مجرد محاولة رمزية لإظهار قوة السلطة الجديدة. لكن السؤال الأهم يظل: هل ستكون هذه الزيارة مقدمة لتحركات عسكرية أو سياسية جديدة في الشمال السوري، أم أنها مجرد استعراض إعلامي؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.