أعلن الرئيس التنفيذي لشركات «سبيس إكس» و«تسلا» و«إكس»، إيلون ماسك، ووزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد نائب رئيس القمة العالمية للحكومات، عمر بن سلطان العلماء، تفاصيل إطلاق مشروع «دبي لوب» رسمياً.

جاء ذلك خلال جلسة مع إيلون ماسك ضمن القمة العالمية للحكومات 2025، حاوره فيها عمر بن سلطان العلماء عبر تقنية الاتصال المرئي.

وأوضح عمر سلطان العلماء، خلال الجلسة، أن «دبي لوب» مشروع أنفاق سريعة سيغطي المناطق الأكثر كثافة سكانية في دبي، ما يتيح للناس التنقل بين النقاط المختلفة بسلاسة تامة.

واستعرض إيلون ماسك تجربة مدينة لاس فيغاس الأميركية مع تقنية «النقل عبر الأنفاق» التي تنفذها شركته الناشئة «بورينغ» (Boring)، وقال: «نعمل حالياً على ربط المدينة بأكملها، بما في ذلك الفنادق الكبرى، ومركز المؤتمرات، والمطار، لذلك لا تحتاج للطيران إلى هناك لرؤيتها».

وأوضح ماسك أن الفائدة الحقيقية للأنفاق في الحياة اليومية هي أنها تخفف الازدحام في المناطق المكتظة، منوهاً بأنه «إذا كنتَ تعيش في مدينة ذات مبانٍ شاهقة ثلاثية الأبعاد، والطرق لاتزال ثنائية الأبعاد، فستواجه مشكلة مرورية دائمة، حيث يحاول الناس الانتقال من عالم ثلاثي الأبعاد إلى سطح ثنائي الأبعاد محدود المساحة، وهذا هو السبب الرئيس لازدحام الطرق»، ولحل هذه المشكلة أوصى ماسك بضرورة تحويل الطرق إلى ثلاثية الأبعاد أيضاً.

وأضاف ماسك: «يمكن تحقيق ذلك عبر المركبات الطائرة، أو المروحيات، أو الأنفاق، ولكن تكمن مشكلة النقل الجوي في أنه صاخب جداً، ويولّد تيارات هوائية قوية، كما أن فكرة وجود أجسام طائرة فوق رؤوس الناس باستمرار قد تكون غير مريحة، ثم هناك أخطار الأعطال، إضافة إلى حالات الطقس السيئ، حيث تتوقف حركة الطيران بالكامل، أما السفر تحت الأرض فلا يواجه أياً من هذه المشكلات، فالأنفاق محصنة ضد الطقس ما يجعلها بديلاً أكثر أماناً واستدامة».

وعن تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية في الاقتصاد، أوضح ماسك أنه «بمجرد أن نصل إلى روبوتات بشرية متقدمة وذكاء اصطناعي عميق، سنمتلك حينها مصادر غير محدودة من المنتجات والخدمات».

وتابع: «مع قيام شركة (تسلا) بتطوير أكثر الروبوتات (الشبيهة بالبشر)، يمكن توجيهها بواسطة ذكاء اصطناعي متقدّم على مستوى معالجة البيانات، يمكننا القول إنه لن تكون هناك حدود حقيقية للاقتصاد، ويمكننا صنع أي شيء».

وحول دور المال في المستقبل، أجاب ماسك: «المال في الأساس هو قاعدة بيانات دقيقة جداً لنظام تخصيص الموارد، لكن إذا لم تعد هناك ندرة في الموارد، فمن غير الواضح ما الدور الذي سيؤديه المال».

وقال: «خلال العقود القليلة الماضية، لم نشهد زيادة حقيقية في الذكاء البشري، لكن الذكاء الآلي يتقدم بسرعة فائقة. وأعتقد أن الذكاء البشري سيصبح تابعاً للذكاء الاصطناعي، وفي مرحلة ما، سيصبح الذكاء البشري مجرد جزء صغير جداً من إجمالي الذكاء على هذا الكوكب».

وشبّه الوضع بأنه قد يكون أقرب إلى قصة «أليس في بلاد العجائب»، حيث تكون هناك مجموعة صغيرة من البشر الأذكياء جداً، في حين يتراجع المستوى العام للذكاء.

وكشف إيلون ماسك عن موعد وقدرات نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد Grok 3، الذي تطوره شركته الناشئة «إكس إيه آي» (xAI)، ووصفه بأنه أقوى بكثير من النموذج السابق Grok 2.

وبيّن أن النموذج الجديد «قادر على إعادة مراجعة البيانات مراراً وتكراراً، لضمان الاتساق المنطقي، وإذا واجه النموذج بيانات خطأ فسيقوم بمراجعتها والتخلص منها تلقائياً، كما أنه لا يسجل واقعاً زائفاً، بل يعتمد على منطق محكم في التحليل والاستنتاج».

وأضاف: «نحن في المراحل النهائية من تحسينه، ومن المحتمل أن يتم إطلاقه خلال أسبوع أو أسبوعين، وسيكون متاحاً قريباً جداً، لكنني لا أريد التسرّع في إطلاقه، لضمان منح المستخدم تجربة رائعة».

وتطرق ماسك أيضاً إلى مشكلة التكنولوجيا في الحكومة الأميركية، وقال: «الحكومة تعتمد على شبكة ضخمة تضم آلاف أجهزة الكمبيوتر، كثير منها قديم جداً ويعمل ببرمجيات متقادمة، والأهم من ذلك أن هذه الأجهزة لا تتواصل مع بعضها بعضاً».

وأكد أن «الدعم الفني ليس مجرد رفاهية بل حاجة حقيقية، ولتحسين كفاءة الحكومة لابد من تحديث التكنولوجيا، فهناك كثير من الأنظمة البرمجية التي تحتاج إلى تحديث وبعضها يجب حذفه بالكامل، وأشياء كثيرة ينبغي أتمتتها».

عمر سلطان العلماء:

. «دبي لوب» مشروع يتيح للناس التنقل بين النقاط المختلفة بسلاسة تامة.

إيلون ماسك:

. لن تكون هناك حدود حقيقية للاقتصاد، ويمكننا صنع أي شيء.

. الذكاء البشري سيصبح مجرد جزء صغير جداً من إجمالي الذكاء على هذا الكوكب.