حددت أستاذة قسم الحوسبة والتكنولوجيا التطبيقية في جامعة زايد، الدكتورة فاطمة طاهر، 10 عوامل أساسية لإنتاج جيل من المبتكرين، وصنع طالب مبتكر، أبرزها إعادة تعريف المناهج وتطوير محتواها، وإدماج التحديات الواقعية في المناهج.
وأكدت لـ«الإمارات اليوم» أن دولة الإمارات تشهد تقدماً نوعياً في إنتاج الأبحاث في مجالات التكنولوجيا والابتكار، مشيرة إلى أهمية البحوث، لاسيما أنها تفرز نتائج مؤثرة تعيد صياغة الإنتاجية والإنجاز في المجالات كافة.
وقالت: «نحن في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا وتتزايد فيه التحديات العالمية، إذ أصبح الابتكار مفتاح النجاح في القطاعات كافة، ويفرض هذا الواقع على الجامعات مسؤولية كبيرة في إعداد أجيال مبتكرة قادرة على قيادة المستقبل وحل مشكلاته»، مضيفة أنه «لكي يصبح دور الجامعات أكثر فاعلية وتأثيراً في هذا الاتجاه، نحتاج إلى إعادة تعريف المناهج، لأن الابتكار يبدأ منها، وهنا تكمن أهمية تحديث محتواها، لتواكب المتغيرات المتسارعة، مع إدماج التحديات الواقعية في المناهج، مثل قضايا الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي وريادة الأعمال، وارتفاع سقف الحرية للطلاب لاختيار مواد دراسية خارج نطاق تخصصاتهم لتوسيع آفاقهم المعرفية».
وأفادت بأن البيئة الجامعية تعد التربة التي ينمو فيها الإبداع، داعية الجامعات إلى إنشاء مراكز ابتكار ومختبرات مزودة بأحدث التقنيات، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات، على ألا تقتصر على تطبيق الأفكار، بل تمتد للتطوير بالعمل الجماعي بين الطلاب من تخصصات متنوعة.
وأوضحت أن الإبداع ينمو في بيئة تحفّز التفكير النقدي، ويتحقق ذلك من خلال دمج أسلوب التعلم القائم على المشاريع والمشكلات (PBL) في العملية التعليمية، إذ إن هذا النمط يمكّن الطالب من مهارات التحليل والاستنتاج، لاسيما أنه قائم على تحديات متعددة ومتنوعة.
وعن أهمية دعم البحث العلمي وريادة الأعمال، قالت: «لا يمكن أن تزدهر الابتكارات من دون حاضنة، فهناك ضرورة ملحة لتوفير الجامعات برامج تمويل صغيرة للطلاب لتحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية، مع إنشاء حاضنات أعمال تربط الطلاب بسوق العمل، وتوجيه الأبحاث الأكاديمية لتلبية احتياجات الصناعة والمجتمع».
وأشارت إلى أن «الشراكات مع المجتمع والصناعة، تسهم في تعزيز الابتكار لدى الطلاب، وتوفر لهم التدريب العملي الذي يمكّنهم من تطبيق أفكارهم في الحياة العملية، وتعزز روح التنافس الإبداعي»، موضحة أن «الابتكار يحتاج إلى الشجاعة والتجريب، وعلى الجامعات أن تغرس في نفوس طلابها قيم المرونة، وتقبل الإخفاق كجزء من عملية التعلم».
وأكدت أهمية تحديث أداوت التقييم باستمرار، مع تبنّي وسائل بديلة عن التقييم التقليدي، مثل المشاريع الجماعية والحافظات الإلكترونية التي توثّق تطور أفكار الطلاب.
وقالت: «يعد أعضاء هيئة التدريس المحرك الأساسي لإطلاق شرارة الابتكار لدى الطلاب، وهنا يجب تدريبهم على أساليب تدريس حديثة، تركز على تحفيز التفكير الإبداعي»، مضيفة أن «الجامعات ليست مجرد مكان لاكتساب المعرفة، بل هي مختبرات لإعداد قادة المستقبل، وعبر تطوير المناهج، وتوفير بيئة داعمة، وتعزيز الشراكات مع المجتمع، يمكن لها أن تضع الطالب في قلب عملية الابتكار، ليصبح قادراً على تحويل الأفكار إلى واقع يغير العالم».
ورأت أن تقييم مستوى البحوث في مجال التكنولوجيا والابتكار في المنطقة، تحكمه عوامل عدة، أبرزها الإنتاج البحثي، وجودة الأبحاث، والتعاون بين المؤسسات الأكاديمية والحكومية والصناعية، وأثر الأبحاث على المجتمع والاقتصاد، مؤكدة أن دولة الإمارات تشهد تقدّماً نوعياً في إنتاج الأبحاث في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
وأفادت بأن هناك تحديات عدة تواجه الباحثين على مستوى العالم تحدّ من قدرتهم، أبرزها نقص التعاون الدولي الذي يشكل أحد تحديات الباحثين، لأن ضعف الشراكات مع المؤسسات البحثية العالمية، يقلل فرص الوصول إلى معارف وخبرات متقدمة، إضافة إلى نقص البيانات المطلوبة الذي يشكّل صعوبة بالغة للباحثين.
وحول قدرة الجامعات على التوازن بين الجانبين الأكاديمي النظري والتطبيقي في مجالات الابتكار، أفادت بأنها تحتاج إلى استراتيجية شاملة تستند إلى الدمج المنهجي بين التعليم والبحث والتطبيق العملي، لأن أحد أبرز التحديات الراهنة يكمن في أهمية تصميم مناهج متكاملة، وتوفير مختبرات ومراكز ابتكار متطورة، وتعزيز التعاون مع القطاع الصناعي.
وشملت العوامل الأساسية الـ10 لإنتاج جيل من المبتكرين، وصنع طالب مبتكر: إعادة تعريف المناهج وتطوير محتواها وإدماج التحديات الواقعية فيها، وارتفاع سقف الحرية للطلاب لاختيار مواد دراسية خارج نطاق تخصصاتهم، وتطوير البيئة المحفزة للابتكار بحيث تكون قابلة للتعديل وفق المتغيرات، ودعم البحث العلمي وريادة الأعمال، واستحداث برامج تمويل صغيرة للطلاب لتحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية، وإنشاء حاضنات أعمال تربط الطلاب بسوق العمل، وتوجيه الأبحاث الأكاديمية لتلبية احتياجات مجال الصناعة والقطاعات بمختلف أنواعها في المجتمع، وبناء شراكات مع المجتمع ورواد الأعمال في سوق العمل، وتطوير أدوات التقييم مع تبني وسائل بديلة للتقييم التقليدي، مثل المشاريع الجماعية والحافظات الإلكترونية التي توثّق تطور أفكار الطلاب، والارتقاء بالمستوى المهني لأعضاء هيئة التدريس الذين يعدّون المحرك الأساسي لإطلاق شرارة الابتكار لدى الطلاب، وتحويل الجامعات إلى حاضنات ومختبرات لإعداد قادة المستقبل.
خطط مستقبلية
ركزت الخطط المستقبلية للدكتورة فاطمة طاهر، على تطوير البحث العلمي والابتكار، وتعزيز مكانة جامعة زايد مركزاً رائداً للأبحاث والابتكار والمعرفة، وإعداد طلاب وباحثين قادرين على مواجهة تحديات المستقبل، وإنشاء مراكز بحثية بالتعاون مع جهات حكومية وصناعية، لتمويل المشاريع البحثية، وتوفير منح للباحثين المتميزين، وبناء علاقات على مستوى عالمي لدعم الأبحاث في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والتعلم الآلي، وإنشاء حاضنات أعمال ومسرعات ابتكار لدعم الطلاب والباحثين.
مهارات المستقبل
قالت الدكتورة فاطمة طاهر، إن كلية الابتكار التكنولوجي في جامعة زايد، تؤدي دوراً محورياً في تعزيز التعليم المرتبط بالثورة الصناعية الرابعة ومهارات المستقبل، عبر تطوير المناهج المتقدمة، وتعزيز مهارات المستقبل، والتعاون مع الصناعة، وتشجيع البحث والتطوير، وتعزيز ريادة الأعمال والابتكار، والتعلم مدى الحياة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق