«رحلة نيلية تاريخية».. نقل جثمان الآغا خان إلى مثواه الأخير في أسوان - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«رحلة نيلية تاريخية».. نقل جثمان الآغا خان إلى مثواه الأخير في أسوان - تدوينة الإخباري, اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 11:28 صباحاً

 صباح اليوم الأحد، ودعت مدينة أسوان في جنازة رسمية الأمير كريم الحسينى أغاخان، الأغاخان الرابع، والإمام الـ 49 للطائفة الإسماعيلية. 

وُلد "الحسينى" في 13 ديسمبر 1936 في سويسرا، وتوفي مساء الثلاثاء الماضي في مدينة لشبونة البرتغالية عن عمر يناهز 88 عامًا تم نقل جثمانه إلى أسوان وفقًا لرغباته الشخصية ليتم دفنه في مقبرة الأغاخان الشهيرة هناك.

الحضور الرسمي والتضامن الشعبي

تقدّم الجنازة الرسمية اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، والأمير رحيم أغاخان وأسرته، كما حضر المهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، والدكتورة حنان الجندى، المدير التنفيذى لمؤسسة أم حبيبة، وعدد من أفراد الأسرة والأطفال. تم استقبال الجثمان بمطار أسوان الدولي، حيث قامت الجهات الرسمية بتوفير كافة التسهيلات لإنهاء الإجراءات بسرعة، استجابة لتعليمات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء.

الرحلة النهائية عبر نهر النيل

تحرك موكب الجنازة من أمام مقبرة العقاد في أسوان، مرورًا بميدان الدكتور مجدى يعقوب أمام مجمع محاكم أسوان، ثم عبر عدد من المراكب النيلية إلى البر الغربي لنهر النيل. الوجهة النهائية كانت مقبرة الأغاخان الثالث، حيث سيتم دفن الأمير الراحل إلى جانب جده السلطان محمد شاه آغاخان.
في لفتة تضامنية، دقت أجراس الكنيسة في أسوان بالتزامن مع مرور جثمان الأمير الراحل خلال المراسم الرسمية، في رسالة من الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في المدينة. وكان رجال من أهل أسوان وأبناء النوبة يحملون النعش، يرتدون الملابس البيضاء، في مشهد مهيب يعكس التضامن والمحبة بين جميع أبناء المدينة.

تاريخ مقبرة الأغاخان

تعود قصة دفن الأغاخان في أسوان إلى السلطان محمد شاه الحسينى "الأغاخان الثالث"، الذي كان يعاني من الروماتيزم وآلام في العظام. ورغم ثروته الضخمة، فشل الأطباء في علاجه، لكن نصيحة أحد أصدقائه دفعته للسفر إلى أسوان. هناك، تلقى علاجًا طبيعيًا عبر دفن جسمه في رمال أسوان، مما ساعده على الشفاء. لذلك، أوصى بأن يُدفن في أسوان بعد وفاته، وتوفي في عام 1959. قام بتصميم مقبرته على الطراز الفاطمي، ويُعدّ تصميمها من أبرز الأعمال المعمارية في المنطقة.

المقبرة كتحفة معمارية

تم تنفيذ تصميم المقبرة بواسطة الدكتور مهندس فريد شافعى، شيخ المعماريين العرب، وهي تعد اليوم واحدة من أبرز المعالم السياحية في أسوان. الموقع الفريد للمقبرة، التي تقع على ربوة عالية في البر الغربي للنيل، جعل منها مزارًا سياحيًا شهيرًا. وتعرض المقبرة الآن العديد من الزوار الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على هذا المعلم الفريد.

الأغاخان واهتمامه بالزهور

كان الأغاخان يحب الورود، خاصة الحمراء، وكان يملأ الغرف التي يقيم فيها بالزهور. وقد ارتبطت قصة حبه للزهور بحبه لبائعة الزهور "البيجوم"، التي تحولت إلى زوجته.

 بعد وفاته، كانت زوجته "أم حبيبة" تزور قبره سنويًا وتضع وردة حمراء جديدة على قبره. هذا التقليد استمر لفترة طويلة بعد وفاته، مما جعل المقبرة مكانًا يحمل ذكرى خاصة للأغاخان وأسرته.

توفيت "أم حبيبة" في يوليو 2000، ودفنت بجوار زوجها في المقبرة نفسها وبهذا، تستمر قصة الأغاخان الثالث والرابع في أسوان، حيث تخلد المدينة ذكراهم في هذا المكان المقدس الذي أصبح جزءًا من تاريخها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق