تركي الفيصل.. رسالة تؤكد أن فلسطين في قلب الأمة - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تركي الفيصل.. رسالة تؤكد أن فلسطين في قلب الأمة - تدوينة الإخباري, اليوم السبت 8 فبراير 2025 11:10 مساءً

لا تزال القضية الفلسطينية في قلب الصراع العربي-الصهيوني، ولا تزال المؤامرات تُحاك لطمس هوية الأرض وسلب حقوق أهلها.

تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأخيرة كشفت لنا الوجه الحقيقي للسياسات الاستعمارية الأمريكية، حيث اقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الدول المجاورة، متجاهلاً كل القوانين والأعراف الدولية، وساعياً لتنفيذ نكبة جديدة تحت غطاء مشاريع التجميل الاستيطانية.

هذا الطرح ليس جديداً، بل هو امتداد للمخططات الصهيونية التي لطالما سعت لإفراغ الأرض من أهلها وتهويدها بالكامل، وسط دعم أمريكي غير محدود.

إن ما يقترحه ترمب هو جريمة بحق الشعب الفلسطيني، وخيانة للقيم الإنسانية، واستهداف مباشر للأمن القومي العربي. فكيف يُعقل أن تُقتلع أمةٌ من أرضها لصالح عصابات استيطانية؟ وكيف يُقبل بأن يتحول الفلسطيني، صاحب الأرض والتاريخ، إلى لاجئ مرة أخرى في مخيمات الشتات؟

ووسط كل هذا الهجوم الأمريكي-الصهيوني، جاء موقف الأمير تركي الفيصل؛ ليجسد الموقف العربي الأصيل، حيث ظهر بالكوفية الفلسطينية، رمز العزة والصمود، مؤكداً أن الحل العادل للقضية الفلسطينية لا يكون بالتهجير، بل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأكد الأمير أن أي محاولات لتصفية القضية عبر مشاريع التهجير أو التطبيع الإجباري مصيرها الفشل؛ لأن الشعوب العربية لن تقبل بالتفريط في حق مقدس من حقوقها.

إن ظهور الأمير تركي الفيصل بالكوفية الفلسطينية هو إعلان واضح بأن العرب، بمختلف توجهاتهم، يدركون أن ما يجري اليوم ليس إلا حلقة جديدة من المخطط الصهيوني للسيطرة على الأرض وطمس الهوية. وهو رسالة إلى كل من يراهن على تصفية القضية الفلسطينية، بأن فلسطين ستبقى في قلب الأمة، وستظل الكوفية رمز النضال حتى تحرير الأرض من نهرها إلى بحرها.

في الوقت الذي يحاول فيه ترمب تسويق مشاريع تهجير الفلسطينيين، فإنه يواجه بنفسه 45 تهمة جنائية فيدرالية، تتعلق بالتآمر والاحتيال وعرقلة العدالة، ومن المستغرب، في ظل هذه التهم، أن يتحدث عن مستقبل الشعوب. ولكن رغم هذه الفضائح، يواصل دعمه الأعمى لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الملطخة يداه بدماء الفلسطينيين، والمتهم بجرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وما يثير الغضب أكثر، أن ترمب لم يكتفِ بدعم الاحتلال، بل أصدر أوامر بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بعد إصدارها مذكرات اعتقال بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين والتصديق على صفقات أسلحة جديدة بأكثر من 7 مليارات دولار.... وهكذا، يثبت ترمب مجدداً أن أمريكا ليست حامية للعدالة، بل غطاء للاستعمار الجديد، ومستعدة لسحق أي مؤسسة دولية تحاول تحقيق العدالة للفلسطينيين.

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى موقف موحد وصلب في مواجهة هذه المؤامرات التي تستهدف الأمة بأكملها. فلم يعد مقبولاً الاكتفاء بالشجب والاستنكار، بل المطلوب خطوات عملية تُفشل المخطط الصهيوني-الأمريكي، وتعيد كرامة العربي المنتهكة..

لقد أثبتت العقود الماضية أن التهاون أمام المشروع الصهيوني لم يؤدِّ إلا إلى المزيد من العدوان والاحتلال؛ ولذلك فإن أي تراخٍ اليوم سيجعل الأمة كلها تدفع الثمن غداً.

إن فلسطين ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية وجودية تمس شرف الأمة وهويتها. وأي شعب عربي شريف، من المحيط إلى الخليج، يدرك أن الصراع مع الاحتلال ليس فقط معركة فلسطينية، بل هو معركة الأمة جمعاء ضد الاستعمار والظلم.

نحن أبناء المملكة نؤمن بأن هذه الأمة قادرة على استعادة عزتها إذا امتلكت الإرادة، وإذا تصدّت لمشاريع التفريط والخيانة، وإذا تمسكت بثوابتها التي لا تُشترى ولا تُباع. وكما قال الأمير تركي الفيصل، ستظل الكوفية رمز النضال، وستظل فلسطين في قلب الأمة حتى يتحقق النصر وتعود الأرض إلى أهلها، من نهرها إلى بحرها، بإذن الله.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق