في مثل هذا اليوم، وُلدت الفنانة الراحلة شادية، التي كانت تُعدّ واحدة من أبرز نجمات السينما في القرن العشرين، ورغم إشراق مسيرتها الفنية التي امتدت لعقود من الزمن، فإن حياة شادية الشخصية كانت مليئة بالصراعات والتحديات، والتي جعلتها تتخذ قرارات مفاجئة مثل اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وفقا لتصريحات للفنان الراحل سمير صبري رصدها موقع تحيا مصر. 

سبب ارتداء شادية الحجاب واعتزالها الفن

الشابة التي عُرفت بجمالها وصوتها العذب، كانت تسعى في البداية لتحقيق حلم الأمومة، ولكن الحياة كانت قاسية معها، فقد تعرضت لثلاث حالات إجهاض خلال زواجها من الفنان صلاح ذو الفقار، مما أثر عليها بشكل عميق، وعلى الرغم من كونها واحدة من أبرز الفنانات في جيلها، فإن حلمها بالأمومة ظل يشغل تفكيرها، إلا أن القدر لم يكن في صفها.

الحياة لم تكن رحيمة مع شادية، حيث خسرت أيضًا شقيقها طاهر الذي كان بالنسبة لها بمثابة ابنها وصديقها المقرب، بل كان أيضًا مدير أعمالها. وفاة طاهر في سن مبكرة أثرت فيها بشكل كبير، وتسببت في شعورها بفقدان كبير، فكانت تتخيله دائمًا بجانبها في كل لحظة.

تجربة شادية مع مرض سرطان الثدي

وبعد فترة من وفاة شقيقها، مرت شادية بتجربة قاسية أخرى تمثلت في تشخيص خاطئ لأحد الأمراض، في البداية، أُبلغت بأنها مصابة بسرطان الثدي، وأوصاها الأطباء بإجراء عملية استئصال للثدي، ورغم أن العملية تمت بالفعل، فإن المفاجأة كانت أن التشخيص لم يكن دقيقًا، حيث تبين لاحقًا أنه لم يكن لديها سرطان على الإطلاق، وهذا التشخيص الخاطئ ترك آثارًا نفسية وجسدية عميقة على شادية.

اعتزال شادية الفن

ومع تراكم هذه الأزمات في حياتها، أصبح التصوف طريقًا تسلكه شادية للتصالح مع نفسها ومع العالم من حولها، كانت بداية تحوّلها الروحي عندما شعرت بأنها بحاجة للسلام الداخلي، وفي تلك الفترة، قررت ارتداء الحجاب واعتزال الفن نهائيًا، لتعيش حياة بعيدة عن الأضواء.

شادية كانت امرأة شجاعة، خاضت معركة صعبة مع نفسها ومع الحياة، وقررت في النهاية أن تعيش بسلام روحي بعيدًا عن عالم الفن الذي أحبته وجعلها واحدة من أساطير السينما المصرية، قرار اعتزالها وارتدائها الحجاب كان بمثابة رسالة للبحث عن الراحة النفسية والاستقرار الروحي، بعد سلسلة من الصدمات التي تعرضت لها في حياتها.