شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن احتجاجات غاضبة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قام متظاهرون برشق سيارته بالبيض أثناء مغادرته البيت الأبيض، في مشهد يعكس حجم السخط المتزايد على السياسات الإسرائيلية، خصوصًا بعد الحرب الأخيرة على غزة.

متظاهرون يرشقون موكب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو بالبيض خلال زيارته إلى #واشنطن، ويرفعون لافتات تصفه بمجرم حرب.#العرب_في_بريطانيا AUK pic.twitter.com/4QvGYZfjtK

— AUK العرب في بريطانيا (@AlARABINUK) February 7, 2025

التظاهرات جاءت بالتزامن مع زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، التي بدأت الثلاثاء الماضي، حيث كان أول مسؤول دولي كبير يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تنصيبه رسميًا في العشرين من يناير. لكن بدلًا من أن تكون زيارته موضع ترحيب، قوبل نتنياهو باحتجاجات عارمة، ووُصف من قبل المتظاهرين بأنه "مجرم حرب".

تصعيد غير مسبوق: احتجاجات غاضبة واتهامات دولية

انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر لحظة رشق سيارة نتنياهو بالبيض، وسط هتافات منددة بالجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة. وردد المتظاهرون شعارات تندد بالجرائم التي ارتكبت ضد الفلسطينيين، وطالبوا بمحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مؤخرًا مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت.

التظاهرات لم تكن مجرد حدث عابر، بل امتدت على مدار الأيام الماضية في شوارع واشنطن ونيويورك ومدن أمريكية أخرى، حيث خرج الآلاف من الناشطين والمواطنين الأمريكيين والمناصرين للقضية الفلسطينية، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل عبارات مثل "نتنياهو قاتل" وأوقفوا تمويل جرائم الحرب الإسرائيلية
 

ترامب يثير الجدل مجددًا: خطة لتهجير الفلسطينيين من غزة

جاءت زيارة نتنياهو إلى واشنطن بعد تصريحات صادمة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، حيث أعلن أنه يعتزم فرض السيطرة الأمريكية على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين. هذه التصريحات أثارت غضبًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والدولية، حيث اعتبرها العديد من المراقبين تهديدًا صريحًا بارتكاب تطهير عرقي جديد ضد الفلسطينيين.

ردود الأفعال الفلسطينية والدولية لم تتأخر، حيث أدانت الفصائل الفلسطينية هذه التصريحات، وأكدت أن أي محاولة لفرض هذا المخطط ستواجه مقاومة شعبية وسياسية ودبلوماسية غير مسبوقة. في المقابل، التزمت الإدارة الأمريكية الصمت إزاء الانتقادات، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا الإعلان مجرد تصريح انتخابي من ترامب أم أنه يمثل استراتيجية أمريكية جديدة تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

زيارة محفوفة بالمخاطر: هل تزيد عزلة نتنياهو؟

يواجه نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن عزلة دبلوماسية متزايدة، خاصة بعد أن بدأت بعض الدول الأوروبية تتخذ مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل. فقد أعلنت دول مثل إسبانيا، أيرلندا، والنرويج اعترافها رسميًا بالدولة الفلسطينية، بينما تزايدت الضغوط داخل الأمم المتحدة لمحاسبة إسرائيل على الانتهاكات التي ارتكبتها خلال العدوان الأخير على غزة.