عاجل

«سويني تود».. ظلم وانتقام على خشبة «دبي أوبرا» - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

عبر سينوغرافيا يرتحل فيها الحضور إلى شوارع لندن الفيكتورية في القرن الـ19، تنطلق أحداث العمل المسرحي الغنائي «سويني تود»، الذي تقدمه فرقة فيكتوريان أوبرا على خشبة أوبرا دبي، في العرض الختامي اليوم. يتيح هذا العمل الذي قدم للمرة الأولى على مسرح برودواي عام 1979، فرصة الاستمتاع بالتحفة الموسيقية التي قدمها ستيفن سوندهايم، والتي يمكن منحه البطولة في العمل، إذ يغدق فيه من الجماليات ما يكفي ليأخذنا إلى حالة الجنون التي تقدمها الشخصية الرئيسة في القصة، بكل ما تحمله من تناقضات ومشاعر انتقام تقود إلى الجريمة.

تتمحور قصة العمل المسرحي الحائز العديد من الجوائز، حول حلاق في شارع فليت، تعرض للظلم والسجن، إذ وقع ضحية القاضي الشرير الطامع في زوجته، والذي حكمه بالسجن ظلماً، وتعرضت أسرته للاضطهاد، وعقب الإفراج عنه بعد 15 عاماً، يعود إلى المجتمع محملاً بمشاعر الانتقام. يأخذنا العمل إلى شخصية مأساوية معذبة ومهووسة، ومحملة بالانكسارات، راغبة في الانتقام، فنجده يظهر بهيئة المهزوم والخاسر، فيترك لدينا التساؤل، كم عليه أن يخسر بعد أن سلب منه كل شيء؟

تحتل السينوغرافيا الديناميكية أهمية بالغة في تقديم حكاية العمل، فهي تقسم المسرح إلى قسمين، حيث نشاهد شوارع لندن في الأسفل، والحلاق في الطابق العلوي، يحلق للزبائن ويقوم بقتلهم، ومن ثم تقوم السيدة لوفيت صاحبة المخبز وشريكته بتحويل أجساد القتلى إلى فطائر، بهدف طمس الأدلة. هذا التقسيم للديكور سمح بتقديم مشهدين مختلفين على المسرح، ساندته في ذلك الإضاءة التي وظفت من أجل ربط الأحداث ببعضها بعضاً، أو حتى تقديم خلفيات الشخصيات.

أما الموسيقى فهي حاضرة بقوة في العمل، وتستحضر الكثير من المشاعر التي تتأرجح بين الانكسار والانتقام والشعور بالظلم، والحب، والخير، والشر. فيما كانت مشاهد القتل، معتمدة على المؤثرات الصوتية، كارتطام الجثث بالأرض، دون أن نشاهد الدم أو تهشيم العظام، كما في النسخة الأصلية من العمل.

ولم تغب الجوانب الإنسانية عن العمل، فقد عبر عن الفساد والظلم، ورصد مشاعر الظلم والقهر والانتقام، ليترك مساحة خاصة بإدانة هذه المشاعر السلبية، كونها تصيب النفس بالأذى قبل الآخرين.

وعن هذا العمل تحدثت الممثلة جوهانا ألين، التي تلعب دور نيلي لوفيت، لـ«الإمارات اليوم»، وقالت: «ألعب هذا الدور للمرة الأولى، وسعيدة بهذه الفرصة، لأن هذا الدور يحمل الكثير من التحديات، لاسيما أنها شخصية سوداوية، ولكنها مرحة أيضاً، وهي تقع بحب تود، وتسعى إلى أن تكون الشخصية الداعمة له في كل ما يقوم به، حتى تدعمه في طمس أدلة الجرائم التي يرتكبها».

ولفتت ألين إلى أن الدور يجمع بين الغناء المسرحي والحوارات السريعة، وهذا شكل تحدياً كبيراً، معتبرة أن هذا العمل يعتبر من أفضل الأعمال المسرحية الغنائية، نظراً لتقسيم الحوار والغناء بنوع من الاستمرارية في الصوت، ما يسمح بتقديم الطبقات المختلفة من الأحداث الخاصة بالعمل. ونوهت ألين بأن الشخصية تبرز كيف يمكن أن يميل الناس إلى القيام بأفعال وخطوات قد لا تشبههم، موضحة أنها المرة الأولى التي تقف فيها على مسرح دبي أوبرا، ومثنية على الإمكانات التي تتمتع بها خشبة المسرح. وأثنت على الجمهور في دبي، نظراً لتنوع الجنسيات التي تشاهد العمل، مؤكدة أن تفاعلهم مع العمل كان مميزاً على مر أيام العرض.

وحول التجديد في تقديم شخصية قدمت على مدى سنوات طويلة، أشارت ألين إلى أن على الممثل أن يلتفت إلى ما قدم من قِبل ممثلين آخرين في القصة نفسها، ولكن مع عدم الانغماس بمشاهدة الأعمال السابقة، كي لا يتم الانصياع إلى خيارات الممثلين السابقة في الأداء، محاولة إقناع نفسها بأن العمل يقدم للمرة الأولى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق