القاهرة: «الخليج»
يخطف قصر المانسترلي بإطلالته على نيل القاهرة، قلوب الناظرين بعمارته الفريدة وتاريخه العريق، ما يجعله واحداً من أجمل القصور الخديوية التي أنشئت في مصر قبل ما يزيد على قرن من الزمان.
يمتد القصر على مساحة تزيد على ألف متر مربع في منطقة منيل الروضة، في مواجهة مقياس النيل، وقد بني على أطلال قصر قديم بناه السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب، بعد أن اشتراه حسن فؤاد باشا المانسترلي، الذي شغل مناصب سياسية عدة في مصر الخديوية، حيث شغل موقع محافظ القاهرة قبل أن يتولى حقيبة الداخلية (الوزارة)، وقد بني القصر على غرار العمارة التي كانت سائدة في ذلك الوقت في منطقة مانستر بمقدونيا.
ضم عند إنشائه «حرملك» مخصصاً لإقامة النساء
تستقبل الصالة المستطيلة المغطاة الزائر بعد الدخول من بوابته الرئيسية، التي تفضي إلى جناح كبير في الجهة الغربية، يضم قاعة للمعيشة وحجرتين للنوم، إلى جانب دورة للمياه تقابلها حجرة أخرى بالجهة الشرقية، فيما تطل الجهتان الغربية والجنوبية من القصر على النيل مباشرة، من خلال بوائك ثلاثية من الخشب، مغطاة بزخارف هندسية ونباتية.
وتوجت واجهات القصر برفرف من الخشب على هيئة الكورنيش المصري، بزخارف ملونة على الخشب.
شيد القصر في الطرف القبلي لجزيرة الروضة، وأقام فيه صاحبه لفترة طويلة من الزمن، ومن بعده أحفاده، قبل أن تؤول ملكيته بعد نحو قرن من بنائه للحكومة المصرية مطلع الخمسينات، ويدرج ضمن قائمة الآثار التاريخية، ويخضع لعمليات ترميم شاملة، وتجهيزه لاستضافة الاحتفاليات الثقافية المهمة، وتخصيص جزء كبير منه لمتحف كوكب الشرق أم كلثوم.
ويعد الوحيد الباقي من مجموعة من القصور أنشأها حسن فؤاد المانسترلي باشا، أحد رجال الدولة الخديوية، الذي ترجع أصوله إلى مدينة مانستر بمقدونيا، ومنها اكتسب لقبه.
وكان القصر يضم عند إنشائه «حرملك» مخصصاً لإقامة النساء، إلى جانب حجرات للخدم وإسطبل للخيول وحدائق غناء، تهدم جزء كبير منها، ولم يتبق منها إلا كشك الشاي، الذي يتكون من صالة رئيسية وقاعة للموسيقى، وثلاث غرف وحمام و«تراسين» كبيرين، كان رواد وسكان القصر يتناولون فيهما الشاي، وهم يستمعون للموسيقى.
يحيط بالقصر من الجهة الجنوبية الغربية، شرفة خشبية كبيرة تطل على النيل من خلال بوائك ثلاثية صنعت من الخشب، وزينت بزخارف نباتية وهندسية، تعكس ما يتميز به من زخارف الباروكوروكو، وهي زخارف نباتية وحيوانية محورة تضم مفردات عدة مثل التنين المجنح، وتتميز بلونها القرمزي، وهو السمة الغالبة لقاعة القصر الواسعة الموجودة بالطابق الأراضي، وهي التي شهدت إعلان قيام الجامعة العربية في عام 1945، وظلت لفترة تمثل مقراً لاجتماعات الملك فاروق بالملوك والرؤساء العرب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق