سلسلة من التصريحات الصادمة أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم تثير (استفزاز) العالم العربي وإنما الدولى التى أعربت عن رفضها مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، إلا أن زعيم البيت الأبيض لم يبالي بردود الفعل أو القرارات أو حتى تصريحات التى قد تزيد من التأجيج الصراع في المنطقة وتجرها إلى مرحلة جديدة من الصراعات. 

ترامب: أمريكا ستسيطر على غزة 

وقبل أن يتم شهر لولاية ترامب للولايات المتحدة، سارع استضافة نتنياهو في البيت الأبيض وإعطاء له سلسلة من الوعود التى لطالما تسعى إليها إسرائيل، وكأن التاريخ يعيد نفسه (وعد من لايملك لمن لايستحق) وكان أمس بمثابة صك على وعد بلفور للمرة الثانية، واستباحة الأراضي الفلسطينية كأنها تركة أو ورث ترك له أجداده!!

وبالحديث عن تصريحات ترامب فقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقاء في المكتب البيضاوي: "ستتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بعملنا هناك أيضا. سنمتلكه".

ترامب يروج للاحتلال الأمريكي لغزة

ويزيد من الطين بلة قال ترامب إنه:" يتصور "ملكية [أميركية] طويلة الأمد للقطاع.. سنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل الخطيرة غير المنفجرة والأسلحة الأخرى في الموقع، والتخلص من المباني المدمرة، وتسويتها، وخلق تنمية اقتصادية من شأنها أن توفر أعدادًا غير محدودة من الوظائف والإسكان لسكان المنطقة".

وقال "يتعين علينا أن نفعل شيئا مختلفا. لا يمكنك العودة إلى الوراء. وإذا عدت، فسوف ينتهي الأمر بنفس الطريقة التي كانت عليها منذ 100 عام"، مضيفا أن زعماء آخرين في المنطقة أيدوا فكرته.

وقال ترامب "لا ينبغي أن تمر المنطقة بعملية إعادة بناء واحتلال من قبل نفس الأشخاص الذين عاشوا هناك وماتوا هناك وعاشوا حياة بائسة هناك"، مشيرا إلى أنه يخطط لزيارة القطاع وكذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية، دون أن يحدد موعدا.

وجدد الرئيس الأميركي اعتقاده بأنه يجب إخراج الفلسطينيين من "جحيم" القطاع ونقلهم إلى بلد أو أكثر "بقلوب إنسانية".

وقال إن "شعوب العالم" هم الذين سيعيشون في غزة بمجرد أن تنتهي الولايات المتحدة من إعادة إعمارها، وبينما يمكن للفلسطينيين أن يكونوا من بينهم، فإن القطاع سيصبح مركزا "دوليا".

في العام الماضي، وصف صهر ترامب والمستشار السابق للبيت الأبيض جاريد كوشنر غزة بأنها "ملكية على الواجهة البحرية يمكن أن تكون ذات قيمة"، مضيفًا أنه "سيبذل قصارى جهده لإخراج الناس منها ثم تنظيفها".

ترامب يخطط لإرسال قوات أمريكية إلى غزة

وردا على سؤال عما إذا كان سيتم إرسال قوات أميركية إلى غزة، قال ترامب: "فيما يتعلق بغزة، سنفعل ما هو ضروري. وإذا كان ذلك ضروريا، فسنفعل ذلك".

ويبدو أن الرد وخطة ترامب الأوسع نطاقا للسيطرة الأميركية على غزة كانتا بمثابة انحراف عن سياسته السابقة المتمثلة في تقليص الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، بدلا من تعزيزه.

قال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى أن يكونوا مقيدين بالأرض التي يعيشون عليها حاليا من أجل الحصول على حياة أفضل.

وقال في مقابلة مع فوكس نيوز بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب ونتنياهو: "إن الحياة الأفضل تعني توفير فرص أفضل، وظروف مالية أفضل، وتطلعات أفضل لك ولأسرتك. وهذا لا يحدث لأنك تقيم خيمة في قطاع غزة وتجد نفسك محاطاً بثلاثين ألف ذخيرة يمكن أن تنفجر في أي لحظة"، كما يقول ويتكوف. "إن غزة اليوم غير صالحة للسكن، وربما تظل غير صالحة للسكن على الأقل خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة".

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، حليف ترامب: "سنرى ما يقوله أصدقاؤنا العرب عن هذا الأمر. أعتقد أن معظم سكان ولاية كارولينا الجنوبية ربما لن يكونوا متحمسين لإرسال أميركيين للسيطرة على غزة. قد يكون الأمر إشكاليا".

وأثناء وقوفه على المنصة بجانب ترامب، أشاد نتنياهو بالرئيس ووصفه بأنه "أعظم صديق لإسرائيل" وأشاد "باستعداده للتفكير خارج الصندوق".

وقال "أنت تقول أشياء يرفض الآخرون قولها. وبعد أن يندهش الناس، يحكون رؤوسهم ويقولون، "أنت تعلم أنه على حق"، مضيفًا أن خطة ترامب يمكن أن "تغير التاريخ" وتستحق "الاهتمام".

نتنياهو: ترامب أعظم صديق لإسرائيل

وقال نتنياهو "أنت أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق"، مشيرا إلى سياسات ترامب تجاه الدولة اليهودية في ولايته الأولى، بما في ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، والتوسط في اتفاقيات إبراهيم، ونقل السفارة إلى القدس.

وأضاف نتنياهو "لقد أعادت قيادتكم الرهائن إلى الوطن"، وأضاف أن ترامب حرر الذخائر التي يُزعم أن الإدارة السابقة احتجزتها، وأنهى "العقوبات غير العادلة ضد المواطنين الإسرائيليين" - في إشارة إلى العقوبات المفروضة على المستوطنين العنيفين - "وواجه معاداة السامية، وأوقف تمويل الأونروا، وجدد الضغط الأقصى ضد إيران".

وقال نتنياهو إن إسرائيل تعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر2023"، ووعد نتنياهو بأن "إسرائيل ستنهي الحرب بالفوز فيها"،