أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بخصوص ضرورة إعادة توطين الفلسطينيين في دول عربية مجاورة لغزة ردود فعل حادة على المستوى الإقليمي والدولي. 

حيث أكد ترامب أن الفلسطينيين في غزة ليس لديهم بديل سوى مغادرة القطاع أثناء إعادة بنائه بعد الحرب الإسرائيلية ضد حماس. 

هذه التصريحات، التي نُشرت لاقت رفضاً واسعاً من العديد من الدول والمنظمات الدولية والشخصيات السياسية.

دعوة ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين 

في حديثه الأخير، دعا ترامب مجدداً الأردن ومصر إلى استقبال الفلسطينيين من غزة، معتبراً أن هذا الحل سيكون هو الأنسب خلال عملية إعادة إعمار القطاع. 

هذه الدعوة كانت تتجاوز التصريحات السابقة التي اقترحت توطين الفلسطينيين في الدول المجاورة بشكل مؤقت، حيث أشار هذه المرة إلى إعادة توطينهم بشكل دائم.

الانتقادات وردود الفعل الدولية 

لم تمر هذه التصريحات دون انتقادات حادة، حيث شددت السعودية على موقفها الثابت والراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، رافضة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم. 

كما وصف القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، دعوة ترامب بأنها "طرد من أرضهم"، محذراً من أن مثل هذه المقترحات قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى والتوتر في المنطقة.

على الصعيد الأمريكي، انتقد السيناتور الديمقراطي، كريس ميرفي، تصريحات ترامب بشكل حاد، واصفاً إياها بأنها غير عقلانية، واعتبر أن غزو غزة سيؤدي إلى مذبحة للجنود الأميركيين وحرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط. 

كما وصف عضو مجلس النواب الأميركي، جيك أوشينكلوس، هذه الدعوة بالمتهورة وغير المعقولة.

الموقف الدولي والقانون الدولي 

من الناحية القانونية، يُعتبر التهجير القسري لسكان غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وهو ما يتعارض مع المبادئ التي تضمن حقوق الإنسان. 

وقد لاقى اقتراح ترامب رفضاً ليس فقط من الدول العربية، بل من حلفاء الولايات المتحدة الغربيين أيضاً، الذين اعتبروا أن هذا التصور قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة.

رفض عمان والقاهرة 

في ذات السياق، أعلنت كل من سلطنة عمان ومصر رفضهما القاطع لمقترحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين. 

وأكدت الدولتان أنه لا يمكن لأي خطة أن تكون ناجحة إذا لم تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، مع عاصمتها القدس الشرقية.

تستمر الردود القوية على تصريحات ترامب، مما يسلط الضوء على تعقيد قضية الفلسطينيين وحساسية الوضع في الشرق الأوسط. 

الموقف الثابت للدول العربية، والمجتمع الدولي بشكل عام، يظل دعماً قوياً للحقوق الفلسطينية، ويُظهر رفضاً قاطعاً لمحاولات تهجير الفلسطينيين أو إجهاض حلمهم في دولة مستقلة.