وسط قلق أوروبي وأوكراني متزايد من احتمال تعليق المساعدات الأميركية لكييف، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الاثنين بتصريح مثير، معلناً أنه يريد التفاوض مع أوكرانيا على "اتفاق" تقدم بموجبه مواردها من المعادن النادرة كضمانة للحصول على الدعم الأميركي.

وتُعد أوكرانيا من أكبر الدول المنتجة لخام الحديد والمنغنيز عالي الجودة، وهما عنصران أساسيان في صناعة الصلب الأخضر، حيث وفرت كييف 43% من واردات الاتحاد الأوروبي من ألواح الصلب عام 2021. كما تمتلك البلاد كميات كبيرة من الزركونيوم والأباتيت، وهما عنصران أساسيان للتطبيقات النووية والطبية.

علاوة على ذلك، تحتل أوكرانيا مراكز متقدمة في احتياطات المعادن غير الحديدية مثل النحاس (الرابع أوروبياً)، والرصاص (الخامس)، والزنك (السادس)، والفضة (التاسع)، وفقاً لحجم الاحتياطيات.

وتمتلك أوكرانيا أيضاً احتياطيات ضخمة من النيكل والكوبالت في مناطق كيروفوهراد ودنيبروبيتروفسك الآمنتين نسبياً، فضلاً عن احتياطيات هائلة من الغرافيت تمثل 20% من الموارد العالمية. وتُعد كييف من بين أكبر عشر دول منتجة للبروم، والمغنيسيوم، والمنجنيز، والجفت، والحديد الخام، والكاولين.

وبفضل هذه الثروات، تحتل أوكرانيا المرتبة العاشرة عالمياً في إنتاج التيتانيوم والزركونيوم والغرافيت والمنجنيز، إلى جانب امتلاكها احتياطيات مؤكدة من الليثيوم والبيريليوم وعناصر أرضية نادرة أخرى، وهي مواد تُصنّف كمواد خام حرجة بسبب ندرتها وأهميتها الاستراتيجية.

ورغم استمرار الحرب، تسعى الحكومة الأوكرانية للترويج لمشاريع استثمارية ضخمة في قطاع التعدين، بهدف استغلال مخزونها الضخم من المواد الخام الحيوية. حتى الآن، تم إدراج ما يقرب من 100 مشروع استثماري متعلق بعشرة معادن أساسية، في محاولة لجذب المستثمرين لفتح هذه الرواسب رغم الأوضاع الصعبة.

وفي ظل الاهتمام العالمي بالطاقة الخضراء، يرى خبراء أوكرانيون أن بلادهم تمتلك واحدة من أغنى الموارد الطبيعية لدعم التحول نحو الطاقة المستدامة، إلا أن الحرب المستمرة تُعيق عمليات التنقيب والإنتاج بشكل كبير.