عاجل

إلى روح ابو شجاع حسين مجلي في ذكراه الخالدة - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 كتب المحامي حاتم الشريدة  - في هذا اليوم الحزين تمر ذكرى معلم ورفيق دربي وشيخ مهنة تعلمنا على يده معنى المهنة ومعنى الوطن والولاء اليوم اتذكر شيخي ومعلمي الذي غادر الدنيا ولم يغادرني الرفيق والاخ والصديق والحبيب حسين مجلي ابو شجاع.

، اخي وصديقي ومعلمي المرحوم الاستاذ حسين مجلي " ابو شجاع " الى روحك ايهاالفارس والاخ والمعلم ابو شجاع حسين مجلي. 

في ذكرى رحيلك التي تحل بي فتفتح  جرح الالم الذي لا زال  يكوي ويشتعل في القلب الذي احبك أخاً وصديقاً ومعلماً وقدوة في الحياة ، اخي ومعلمي وصديقي الذي لن انساه ما حييت اليوم في ذكرى فراقك والايام تطوينا  ولكنها لن تنسينا سنديانة من سنديانات الوطن التي ما هانت ولا استهانت وبقيت تناضل حتى اللحظات الاخيرة اهمس في اذنك ان هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في فلسطين / غزة العز ممرغون انف الكيان الصهيوني  في التراب واستطاعوا استعادتها الاراضي التي احتلت ولو لحين وهذا ما يؤكد وجهة نظرك من ان التحرير واجب وممكن. لكن يا معلمي كما هي العادة تخلى الكثير عن هؤلاء ووقفوا مع اعداء الامة والوطن. 

سيدي وشيخي في هذا الزمن ما احوجنا لك ولعقلك الراجح والتزامك المبدئي وما احوجنا الى مدرستك التي تُقدم الوطن على كل شيئ ما احوجنا الى رأيك ومواقفك الوطنية بعد ان فقد الكثير بوصلتهم.

سيدي عندما يكون الحديث عن سنديان الوطن فلا بد ان نتذكرك  ايها  القائد والمناضل القومي الذي ولد في قرية وادعة جميلة اسمها الكتة في محافظة جرش ، ايها الاخ والرفيق والقائد والمعلم انت يا من  نشاء في ظروف اقسى من طبيعة المنطقة التي تقع فيها الكتة  وجغرافيتها فجعل القدر منك  شخصية صلبة كما هو البازلت والسنديان ، ابو شجاع نتذكرك اليوم في ذكرى وفاتك  وانت الذي دربتنا وعلمتنا  كيف يكون الانتماء ، ايها  القائد الوطني العروبي الذي علمتنا ان لا شيئ مقدم على الوطن وعلمتنا ان لا اولوية في الدنيا تتقدم على الوطن وكنت تقول دوماً خيركم خيركم لوطنه ..

 ابا شجاع تعلمنا منك صدق الموقف وصلابته وتعلمنا منك ان الموقف يتقدم على الموقع لذلك كنت المعلم لنا في السياسة وفي الحياة العامة ، وفي مهنة المحاماة مارستها  باعتبارها  رسالة ولم تمارسها لغايات التجارة وجمع الثروة كانت بالنسبة لك رسالة مقدسة من اجل احقاق الحق وتحقيق العدالة وكنت  تعتبر المحاماة موقف نضالي وكنت تقول لنا قد تكون القوانين اساس لتنظيم الظلم في دول لا تدرك معنى التشريع ، ابو شجاع غادرتنا بصمت  القابض على الجمر وبصبر القابض على جراح الامة غادرتنا الى الدار الابدية ولكنك تركت  محبين وتلامذة سيبقون على مدى الدهر حريصين على ما علمتنا وسنبقى امناء على سِفْر  حملناه امانة الى يوم كان او سيكون مفعولا  وسنبقى نحمل الامانة التي اودعتها فينا ، ابا شجاع في ذكراك اقسم انك لا زلت بيننا في تعاليمك ومواقفك نتذكرك في غالب الايام فانت لا تغيب ولن تغيب.

ابو شجاع في فجر هذا اليوم  اقف فوق راسك على قبرك الذي احتوى جسدك الطاهر وأقرأ  لروحك الطاهرة ما تيسر من القران ، وهمست في اذنك  بعضاً من واقع الامة وتذكرت  كثيراً ما كنت تقول وتعلمنا  وازددت إيماناً بتلك الدروس . ورددت عبارتك الجميلة وطن واحد شعب واحد. 

لروحك الف الف الف رحمة والمجد والخلود للطاهرين مثلك.

ولكنني اليوم وبعد هذه الاعوام العجاف التي مرت على فراقك ومغادرتك هذه الدنيا باستعجال ، أنبئكم يا معلمي انك  كنت وستبقى يا اخي منارة علم وخلق ونزاهة وشرف وانتماء للامة والوطن ، كنا نرى في وجهك  كل حدود الوطن الذي تعشقه من المحيط الى الخليج كنا نرى خارطة الوطن العربي بين عينيك وكانت خيارك  الذي رسمته على بوابة المنتدى العربي الذي كنت مصراً على قيامه قبل رحيلك  فاقمته بهمتك وهمة الشرفاء والذي اعطيته من وقتك وما تملك الكثير  ، فهذا البيت كنت تسميه بيت العرب والعروبة فالعروبة والوطن كانت كمجرى الدم بالنسبة اليك ، خسرناك يا رفيقي واخي ابو شجاع  ولا اعتقد اننا سنعوض بمثلك.

شيخي ومعلمي واخي ان ذكرى يوم الفراق اللئيم وذهابك الى عالم الابدية ذكرى صعبة موجعة مؤلمة ولكنها كأس الحقيقة المرة التي شربناها اضافة الى كل ما نشربه يوميا من علقم وكؤوس المرارة. 

ما اقسى الفراق وما اقسى ان تغيب عنا فلقد كان للاشياء بصحبتك طعم آخر وقيمة اخرى ، فهل تذكر يا اخي الحبيب فنجان القهوة الصباحي الذي كنا نشربه سوياً كل يوم فلقد كان له طعم اخر ، كنت تزرع فينا الامل والتفاؤل كل يوم على الرغم انني كنت ادرك كم كنت مسكوناً بالالم الا انك كنت مسكوناً بالامل بنفس المقدار ، عرفتك يا شيخي ورافقتك على مدار ثلاثين عاماً  تعلمنا منك فيها وخلالها ومنذ اليوم الاول ان الحياة الطاهرة  والعمل الطاهر  لهما طريق واحد وهو لا بد ان يكون طريقاً غير ذي عوج طريق مستقيم ، وكانت اعظم الدروس لنا سلوكاتك في المهنة والحياة وهي بحد ذاتها مدرسة  على الرغم من ان البعض حادوا عنها ، علمتنا الانضباط ، وعلمتنا ان المواقع مهما كبرت لا تساوي المواقف ، وكم مرة قدمت الموقف على الموقع  ،وقدمت الموقف العام على الموقف الخاص ، علمتنا ان الاختلاف له قواعد اخلاقية تقوم على عفة الكلمة وصدق المعلومة ، وعلمتنا ان الوطن ( كل الوطن ) لا يجوز الاختلاف معه او عليه ، علمتنا يا شيخنا ان الجماهير هي ادوات التغيير يجب ان نؤمن بها ولا يجوز الكفر بها لانها تأخرت قليلاً او انحرفت قليلاً ، فكنت محباً لهم ومحبوباً منهم حتى من الخصوم السياسيين ،علمتنا طُهر الاعتقاد والعقيدة  وطُهر الكلمة ، وعلمتنا ان التفريط بالمهن تفريط بالوطن ، علمتنا يا اخي ومعلمي ان الالتزام الوطني والعقائدي والمهني  والصدق مع الذات قبل الغير هي معايير لا يمكن اغفالها ، وعلمتنا ان المهني الجيد هو بالضرورة سياسي جيد ، وعلمتنا ان الوطن واحد من الماء الى الماء ، علمتنا يا شيخنا ان صراعنا مع الصهيونية صراع وجود لا صراع حدود ، وعلمتنا انه لا يحق لاي احد حاكم او محكوم التنازل عن ذرة تراب ،  علمتنا ان فلسطين المغتصبة وكل شبر من الارض العربية لا يمكن ان تعود الا بالمقاومة  وان تحرير ما اغتصب من الارض العربية هو مسئولية الامة كل الامة ، وعلمتنا ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ، علمتنا يا شيخي ورفيقي ان الوحدة هي الحل ، وعلمتنا ان قلب الامة المتمثل ببلاد الشام والعراق ومصر في شمال افريقيا هي اساس الوحدة،  ولا بد حتى تتحقق مشاريع الامة من تحقيق هذه الوحدة ، علمتنا انك على استعداد لدفع حياتك من اجل الموقف وقد فعلت لانك خلال السنوات  الاخيرة كنت مملوء بالحزن والهم والتفكير بحال الامة وخصوصا بالنسبة لما حدث في سوريا التي كانت بالنسبة لك تمثل شيئا عظيما  ،وعلمتنا ان دبابات الانفصال في عام 1961 هي التي مهدت لنكسة 1967 اضافة الى تآمر بعض الاعراب ، وهنا ساخبرك بان المؤامرة في سورية اندحرت وان سورية  انتصرت وانها بدأت مرحلة التعافي على صعوبتها وقد بدأت تلك العواصم التي تآمرت تعود ...على بوابات دمشق مستغفرة، كل المؤامرات التي طالما تحدثنا عنها تكسرت على ابواب دمشق العروبة حبيبتك التي عشقتها منذ ايام شبابك الاولى وابشرك ان  المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان تخوض معارك التحرير  منتصرة بعون الله على رغم ما يدفع من دم وخسائر واخبرك بان سيد المقاومة قد استشهد ،يا رفيقي و يا شيخنا لقد علمتنا ان الصمود والمقاومة هي السبيل الوحيد للتحرير ،  علمتنا يا رفيقي ان من يرمي بندقيته جانباً او يؤجرها لعصابات الارهاب  لا يمثل الامة او الشعب العربي في اي مجال او قضية ، علمتنا ان التعامل او التعاون  مع اعداء الامة هو كفر وخيانة ، وان كل اموال الدنيا ومواقعها كلها لا تساوي وقفة عز ، علمتنا ومنذ اليوم الاول للمؤامرة على  سوريا ان من يفقد بوصلته ولا يقف مع سوريا بكل مكوناتها لا علاقة له بالعمل العام القومي او اليساري،  وتعلمنا منك ان الوقوف مع المقاومة فرض لا يجوز ان نحيد عنه فكانت دوما بوصلتك تسير بالاتجاه الصحيح ، علمتنا يا شيخي ومعلمي ورفيقي ان سوريا الان بكل مكوناتها ومحور المقاومة هي رصيد الامة لمستقبل يبنى عليه وعلمتنا ان نتفاءل .

 كانت لقاءتنا اليومية منتدى بكل معنى الكلمة نناقش قضايا المهنة والوطن هذه القضايا كانت تحتل في عقلك وضميرك مركز الصدارة ، وكنت اينما ذهبت في عمل داخل الاردن وخارجه كانت قضايا الامة هي من تحتل الاولوية بالنسبة لك في كل مكان وكل زمان . 

اخي الحبيب وكم نحن بحاجتك هذه الايام غادرتنا وتركتنا في وحشة لا مثيل لها وها هي ذكراك العطرة تأتي لاجدد لك العهد والوعد ان ابقى على ما علمتني وسابقى وفياَ للذكرى طالما بقيت وستبقى تعاليمك ايقونة احملها في عنقي طالما بقيت على قيد الحياة ، ارادة الله لا بد لنا من الانصياع لها وليس لنا الا ان نقول انا لله وانا اليه راجعون وليس لنا الا ان نسلم لما اراده الله لكنك ستبقى خالداً في العقل والضمير والوجدان وسنبقى نحلم بحلمك وهو قيام الوحدة العربية وسنبقى نعمل من اجل زرع هذا الفكر الطاهر في الاجيال .

 اخيراً ابا شجاع عليك السلام ....

اخوك

حاتم الشريدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق