المستشار الألماني يرفض تدخلات نائب الرئيس الأمريكي ويؤكد على رفض التدخل في الشؤون الداخلية لألمانيا

رد حازم على تصريحات نائب الرئيس الأمريكي

في أعقاب تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، التي استفزت العديد من الأوروبيين والألمان بشكل خاص، جاء رد المستشار الألماني أولاف شولتس قوياً وحاسماً في مؤتمر ميونخ للأمن. 

حيث رفض المستشار الألماني، في كلمته يوم السبت، أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لألمانيا، مؤكداً أن بلاده لن تسمح لأي طرف بالتحكم في قراراتها الداخلية، لا سيما في ظل الهجوم على الحزب اليميني "حزب البديل" الألماني.

رفض تدخلات لصالح «حزب البديل» اليميني

المستشار الألماني صرح بشكل واضح في كلمته أنه لن يقبل بأي تدخل خارجي في السياسة الداخلية الألمانية، موضحًا أن "الديمقراطية يمكن أن تُدمر من قبل أحزاب غير ديمقراطية".

وأضاف المستشار الألماني، قائلاً: "نرفض أي تدخل من خارج ألمانيا لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا". 

تصريحات شولتس جاءت عقب اللقاء الذي جمع نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، وزعيمة الحزب أليس فايدل، التي تعتبر أحد الوجوه البارزة لحزب البديل اليميني، والذي شهد ازدياد تأييد شعبي له، خاصة قبل الانتخابات العامة الألمانية المقررة في 23 فبراير 2025.

موقف ألمانيا من فاشية الحزب اليميني

المستشار الألماني شدد على أن الشعب الألماني لن يسمح مجدداً بظهور الفاشية في البلاد، مشيراً إلى أن "التاريخ علم الألمان أنهم لن يتسامحوا مع النازية مجدداً". 

وأكد أن دعم "حزب البديل" لا يتماشى مع قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في ألمانيا، مستنداً إلى موقف غالبية الشعب الألماني الذي يرفض الأفكار المتطرفة وتقديس النازيين.

انتقاد إيلون ماسك المستمر لشولتس

وفي سياق متصل، تزايدت الهجمات ضد المستشار شولتس من قبل إيلون ماسك، مالك منصة "إكس" (تويتر سابقاً) وأحد الشخصيات المؤثرة في الساحة العالمية. 

حيث دعا ماسك الألمان إلى دعم "حزب البديل"، متحدثًا عن ضرورة انتخابه لإنقاذ البلاد.

ماسك لم يقتصر انتقاده على شولتس فقط، بل انتقد أيضًا حكومات أوروبية أخرى، منها الحكومة البريطانية برئاسة كير ستارمر، متهمًا إياها بدعم النازية. 

هذه الهجمات جاءت في وقت حساس، حيث تزداد المنافسة السياسية في ألمانيا مع اقتراب موعد الانتخابات.

توقعات الانتخابات الألمانية المقبلة

من المتوقع أن تشهد الانتخابات الألمانية المقبلة منافسة شديدة، خاصة بعد الدعم المتزايد الذي حصل عليه "حزب البديل من أجل ألمانيا" في استطلاعات الرأي الأخيرة، حيث وصل تأييده إلى نحو 20%. 

وفي ضوء هذا التطور، أصر شولتس على أن موقف ألمانيا الثابت ضد دعم الأحزاب المتطرفة لن يتغير، وأن الديمقراطية الألمانية لن تسمح بأي محاولات لتقويض استقرارها الداخلي