مع الشروق ..الصهاينة... بين الرد والتورّط - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق ..الصهاينة... بين الرد والتورّط - تدوينة الإخباري, اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024 11:52 مساءً

مع الشروق ..الصهاينة... بين الرد والتورّط

نشر في الشروق يوم 09 - 10 - 2024

2329171
في أعقاب الضربة الإيرانية الأخيرة التي استهدفت إسرائيل، تتصاعد التهديدات من قبل القيادة الإسرائيلية بالرد بشكل قاسٍ، وسط أحاديث من داخل الأوساط السياسية عن فرضية استهداف المنشآت النووية الإيرانية، إذ كان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، من بين أبرز الأصوات التي تدعو إلى هذا النوع من الردع الاستراتيجي، بدعوته إلى ضرورة استهداف البرنامج النووي الإيراني لضمان تفوق إسرائيل العسكري ومنع إيران من الوصول إلى مرحلة تصنيع قنبلة نووية.
من الناحية الاستراتيجية ، تعتبر الضربة الإيرانية لإسرائيل نقطة تحول جديدة في النزاع المستمر بين البلدين، الذي اتخذ أشكالاً متعددة، من الحروب بالوكالة في سوريا ولبنان، إلى التهديدات العسكرية المباشرة، وقد يأتي الرد الإسرائيلي المتوقع ضمن تصاعد التوترات في المنطقة، حيث يعبر الساسة الإسرائيليون عن ضرورة "الردع" لمواجهة ما يسمونه الخطر الإيراني.
نفتالي بينيت، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه إيران، كان من أبرز الأصوات التي تدعو إلى توجيه ضربة عسكرية مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية، وفقاً له، فإن استهداف هذه المنشآت من شأنه أن يعيد إيران سنوات إلى الوراء في سعيها لامتلاك الأسلحة النووية، وهو الأمر الذي يراه العديد من القادة الإسرائيليين "ضرورة أمنية" لاستمرار تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة.
استهداف المنشآت النووية الإيرانية ليس قرارًا بسيطًا من الناحية العسكرية أو السياسية، إذ يملك البرنامج النووي الإيراني منشآت متعددة موزعة في أماكن جغرافية مختلفة، بعضها محصن تحت الأرض مثل موقع "فوردو"، والضربات الجوية المحدودة قد لا تكون كافية لتعطيل البرنامج النووي بشكل كامل، الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات حول فاعلية مثل هذه الضربات، وما إذا كانت ستؤدي إلى انزلاق إسرائيل نحو مواجهة عسكرية شاملة مع إيران وحلفائها الإقليميين.
فأي ضربة للمنشآت النووية الإيرانية قد تعتبر إعلانًا لحرب شاملة، ليس فقط بين إيران وإسرائيل، ولكن أيضًا في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، خاصة وأن إيران ليست وحدها في هذه المعركة، فهي تمتلك نفوذًا واسعًا في العديد من الدول عبر جماعات مسلحة قوية ومدعومة، ما يعني أن الرد الإيراني قد يكون عبر جبهات متعددة.
التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران سيفتح الباب حتما على مصراعيه أمام خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة، إذ في حال استهداف إسرائيل لمنشآت إيران النووية، من المرتقب أن تقوم إيران برد عنيف يشمل إطلاق صواريخ باليستية على المدن الإسرائيلية، بالإضافة إلى تفعيل حلفائها في لبنان والعراق وسوريا للرد على هذا الهجوم، وهو ما قد يؤدي إلى دخول المنطقة في حالة من الفوضى العسكرية والسياسية، خصوصًا إذا ما تدخلت الولايات المتحدة، الحليف الاستراتيجي لإسرائيل، لدعمها في أي صراع مفتوح.
فمن البديهي أن الانزلاق نحو حرب شاملة سيؤدي بلا شك إلى تداعيات كارثية ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب بل سيتسبب حتما في انهيار اقتصادي دولي وستتأثر أسواق النفط العالمية بشكل كبير نظرًا لأهمية المنطقة في تزويد العالم بالطاقة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الخسائر البشرية ستكون كبيرة على الجانبين، سواء في إيران أو إسرائيل أو بين حلفاء الطرفين في المنطقة.
فإسرائيل تجد نفسها اليوم أمام معضلة حقيقية، فهي من ناحية تسعى لضمان تفوقها العسكري في المنطقة ومن ناحية أخرى، يدرك القادة الإسرائيليون أن أي تصعيد عسكري شامل قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة تخرج عن السيطرة ويجرّ المنطقة نحو مواجهة عسكرية شاملة تحمل تداعيات كارثية على الجميع بما فيهم حلفاء الكيان الصهيوني ذاته.
هاشم بوعزيز

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق