لأنّ البذل مقدّس في مسيرتنا الجهادية، نمت مؤسّسة الشهيد الخيرية الإسلامية من مبادرة أطلقتها مجموعة من العلماء في الثمانينات، لتتحوّل الى مؤسّسة مرخّصة من الدولة عام 1989، تحمل على عاتقها مسؤولية حفظ إرث الشهداء وصون عائلاتهم. هذه المؤسّسة مع تطوّر مسيرة المقاومة كبرت مسؤولياتها، ومع ذلك ما زالت تسعى الى تحسين خدماتها.

كاميرا المنار زارت المؤسّسة في فرعها في بيروت والتقت بمديرها السيّد محمد ترحيني الذي ذكر أنّ المؤسّسة تقدّم خدماتها في مجالات متنوّعة منها السكن، التعليم، الصحّة، والجانب الإجتماعي بما يجعل أسر الشهداء قادرة على مواجهة كافّة التحدّيات مع الحفاظ على استقرارها.

لفت ترحيني الى السياسات المرنة التي تعتمدها المؤسّسة للتماشي مع الحاجات الطارئة، مثلا اليوم المؤسّسة بات لديها أبناء شهداء في مرحلة الروضات والمرحلة الإبتدائية، ما استدعى بعض التغييرات في ملف المواكبة التربوية. أكّد ترحيني أيضا أنّهم يحرصون على أن تكون الأم هي المسؤولة عن تربية أبنائها وإدارة شؤون أسرتها، ويكون على المؤسّسة تقديم الدعم لها.

وعن كفالة إبن الشهيد، لفت ترحيني الى أنّ المؤسّسة تستقبل الدعم المالي ممن يرغب وفق آليات سيعلن عنها قريبا.

تابعنا جولتنا ضمن أقسام المؤسّسة، والتقينا بمعاونة مدير عام مؤسّسة الشهيد والمسؤولة عن الملف الإعلامي الأستاذة فاطمة نصرالله، حيث تحدّثت عن عملية توثيق إرث الشهيد التي تبدأ منذ لحظة استشهاده وتعبئة البيانات الخاصة به. وعلى مستوى الأرشفة الإعلامية تحفظ المؤسّسة وصايا الشهداء والمقابلات التلفزيونية الخاصة بعائلة الشهيد وكافة المعلومات المتعلّقة بحياة الشهيد. وأكّدت نصرالله أن المؤسّسة تحضر على منصّات التواصل الإجتماعي، ولكن الموقع الإلكتروني يتفرّد بأنّه مرجع لمن يبحث عن معلومة عن الشهيد أو عن أبنائه ومواهبهم ومهاراتهم.

بين المؤسّسة وعائلة الشهيد ثمة من يحمل دور صلة الوصل تحت مسمّى الإشراف، وحول هذا الدور حدّثتنا المشرفة رقيّة عسّاف حيث ذكرت أنّها تزور عائلة الشهيد بشكل دوري للإطمئنان على وضعهم واستقرارهم ومتابعة أي حاجة لديهم مع المؤسّسة في مختلف المجالات.

أمّا متابعة وضع أبناء الشهيد التعليمي فهو من مسؤولية المعاونة التعليمية في المؤسّسة وقد التقينا بالمعاونة في منطقة بيروت نادرة الشّل، التي ذكرت أن دورها يبدأ بناء على ملاحظات المشرفة حول أي مشكلة، وهذه المتابعة تشمل كل المراحل التعليمية من الروضات حتّى الجامعة. وتعمل المعاونة التعليمية أيضا على توجيه أبناء الشهيد نحو الإختصاص الجامعي المناسب لهم.

تهتم مؤسّسة الشهيد أيضا بالجانب الصحّي للعوائل وعن هذا الملف حدّثنا مسؤول الملف في منطقة بيروت حسين فرحات. ذكر فرحات أنّهم يقدّمون مجموعة من الخدمات الطبّية والرعائية والصحّية للعوائل عبر الجهات الضامنة المتعاقدة مع المؤسّسة.

جولتنا اختتمت في روضة الحوراء زينب في منطقة الغبيري، حيث التقينا بعوائل شهداء، تحدّثوا جميعا عن العلاقة الوطيدة التي تربطهم بالمؤسّسة، كما عبّروا عن امتنانهم لها لأّنها صانتهم ودعمتهم.

المصدر: موقع المنار