عاجل

مكاسب سياسية غير مسبوقة لمصر من نصر أكتوبر - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مكاسب سياسية غير مسبوقة لمصر من نصر أكتوبر - تدوينة الإخباري, اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 10:52 مساءً

إذ إن حرب اكتوبر 1973 تعد ملحمة تاريخية غيرت الواقع وشكلت المستقبل إذ  مثل النصر نقطة تحول حاسمة في تاريخ العلاقات الدولية وعادت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية ثم تطورت العلاقات خلال الأربعين سنة الأخيرة حيث أصبحت مصر الشريك الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والمحرك الأول لقضايا المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية. كما الانتصار المصري في أكتوبر أعاد لمصر مكانتها كدولة قائدة في المنطقة العربية وأيضا منحها تفوقاً في المفاوضات السياسية التي أعقبت الحرب.

   د.  طارق فهمي:  

نقطة تحول حاسمة في تاريخ العلاقات الدولية المصرية وأنهت الغرور السياسي الإسرائيلي

أوضح د. طارق فهمي أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن حرب اكتوبر لها تأثيرها السياسي ذو أهمية بعيدة المدي في فهم تطور دولة إسرائيل بشكل عام وعملية السلام بشكل خاص. لقد فهمت اسرائيل حدود القوة وانعدام مقدرتها علي فرض وجهة نظرها علي جيرانها. فالحرب افقدت الاسرائيليين براءتهم وتحطمت كل الاساطير التي نشأوا عليها واتضح ذلك في حصار الدبلوماسية المصرية للنفوذ السياسي الإسرائيلي من خلال كسر جمود الموقف الذي أحدثته سياسة الوفاق بين القطبين العالميين خلال هذه الفترة. حيث نجح الانتصار في الحرب في تحريك قضايا المنطقة والاتجاه بها نحو الحل السلمي رغم البداية العسكرية لها. وقد وضح ذلك منذ اللحظات الأولي للحرب إذا قرر مجلس الأمن البدء فوراً في التفاوض بين الأطراف المتقاتلة...
أشار إلي تجربة التضامن السياسي العربي فهو يعد من أهم نتائج الحرب علي المستوي السياسي كتجربة رائدة يمكن الاقتداء بها في المستقبل. ويجب التأكيد أن العمل السياسي التفاوضي الذي بحث التعقيدات في الموقف العسكري خلال مراحل الحرب المختلفة والذي شاركت به الأمم المتحدة وأطراف عربية دولية متعددة كان نقطة فاصلة أجبرت الأطراف المتصارعة علي التطلع الحقيقي إلي السلام الدائم في المنطقة ونبذ الحروب..
أضاف أن نصر أكتوبر 73 نقطة تحول حاسمة في تاريخ العلاقات الدولية حيث إن له دوره البالغ في إعادة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية والتي قطعت في أعقاب يونيه 76 واستمرت في صورة تشاور من خلال القنوات غير الرسمية وتطورت العلاقات خلال الأربعين سنة الأخيرة بحيث أصبحت مصر الشريك الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والمحرك الأول لقضايا المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية.
تعد حرب اكتوبر 1973م ملحمة تاريخية غيرت الواقع وشكلت المستقبل ومن أهم أهدافها إنهاء الغرور الإسرائيلي السياسي الذي كان يظن أنه قادر علي استمرار الاحتلال وتجاهل حقوق مطالب الدول العربية وإفاقة الولايات المتحدة أن استمرار النزاع العربي الإسرائيلي سيكون له تداعيات مباشرة علي الساحة الدولية. وفرضت الحرب محور المفاوضات خيارا وسبيلا لذلك كان لحرب أكتوبر تأثير سياسياً حيث أعاد الثقة للشعب المصري في جيشه وفي المقاتل المصري علي جميع المستويات الداخلية والإقليمية والدولية مما أدي إلي إجبار إسرائيل علي أن تجنح للسلام.

   د.  جمال سلامة:  

الأرض لا تسترد بدون حرب.. ونصر أكتوبر أجبر العدو علي قبول السلام

قال د. جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس إن مصر منذ 1967 إلي 1970 في فترة حرب الاستنزاف تمكنت من استعادة قدراتها وإعادة بناء الجيش المصري في عهد الرئيس عبد الناصر هذه الفترة لا يمكن إسقاطها من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي حتي حرب اكتوبر بعد ذلك من سنة 1970م إلي 1973 مصر طرقت باب الحلول الدبلوماسية. لكن أمام التعنت الإسرائيلي بأن إسرائيل دولة لا تقهر وبالتالي كانت حرب اكتوبر مفاجأة لإسرائيل وللولايات المتحدة والعالم أجمع.
أوضح أن هذا الانتصار أعاد الثقة للشعب المصري في جيشه وأيضا في المقاتل المصري وبالتالي ارتفعت قيمة المقاتل المصري علي المستوي الداخلي أو الاقليمي أو الدولي. وحرب اكتوبر من الحروب التي تدرس في الأكاديميات العسكرية حتي الآن.
تابع أن حرب اكتوبر كانت حربا شاملة وليست محدودة وجميع الأسلحة القتالية استخدمت فيها وبالتالي هذا الذي يعيطها قيمة سواء علي المستوي الجوي أو البحري أو البري. لذلك فإن حرب اكتوبر لن يمحوها الزمن وإسرائيل تعي ذلك جيداً حتي يومنا هذا.
أشار إلي أن حرب اكتوبر نتح عنها بعض الاتفاقيات وهذا الذي أدي إلي إجبار إسرائيل علي الجنوح إلي السلام بعد ذلك في إطار التسويات التي عقدت مثل كامب ديفيد. وهذا لم يكن ليحدث إلا إذا خاضت مصر الحرب وانتصرت. فمصر لم تكن لتحصل علي أرضها بالسلام وحده.

  د. عبد الرحمن عبد العال:  

أعادت التفاف الشعب حول قيادته السياسية

يري د.عبد الرحمن عبد العال أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة بني سويف أن حرب اكتوبر مثلت في حينها حدثا مفصليا علي كل الأصعدة وذلك بالنظر إلي ما أحدثته هزيمة يونيو 1967 من نتائج كارثية علي مصر والمنطقة ككل. فقبل حرب اكتوبر كانت إسرائيل ينظر إليها باعتبارها القوة الأقوي في المنطقة وجيشها لا يقهر ولم يكن الحديث عن إمكانية أو قدرة مصر علي تحرير سيناء والانتصار عسكرياً علي إسرائيل يتمتع بأي مصداقية حقيقية علي الصعيد الدولي وهذا يفسر الاستخفاف الإسرائيلي والدولي بتصريحات الرئيس السادات في ذلك الوقت عن الحرب وتحرير الأرض المصرية المحتلة. لذلك كانت النتيجة الأهم لانتصار الجيش المصري في حرب اكتوبر هو استعادة مصر أولا وقبل كل شيء ثقتها في نفسها واستعادة الشعب المصري ثقته في قيادته السياسية وفي مؤسسات الدولة واستعادة ليس فقط مصر وإنما أيضا العالم العربي احترام العالم وذلك إلي الحد الذي جعل وزير خارجية البرازيل يصف العالم العربي بعد هذه الحرب بأنه سوف يصبح القوة السادسة في العالم.
أكد أن هذه الحرب أكدت لمصر أهمية القراءة الموضوعية لقدراتها مقارنة بقدرات أعدائنا باعتبار ذلك هو مفتاح النصر في أي معركة أو مواجهة بعيدا عن الشعارات ومحاولات استدراجها مثلما حدث في يونيو 1967م ومن هنا مهدت حرب اكتوبر لتحولات جوهرية علي الصعيد الداخلي سياسياً واقتصاديا وبفضل هذا الانتصار العظيم لجيشنا أمكن استعادة سيناء واكتسبت دعوة مصر للسلام في المنطقة مصداقية دولية حقيقية ولأول مرة وأصبح ينظر إلي كل ما تقوله باحترام كبير.
نوه إلي أن حرب اكتوبر أكدت في نتائجها بعض الحقائق المهمة التي اثبتت السنوات والأحداث ضرورتها وفي مقدمتها التفاف الشعب حول قيادته السياسية في ما تتخذه من قرارات تتعلق بالأمن القومي لمصر وأساليب تحقيق المصالح المصرية. فقد كان تماسك الجبهة الداخلية العامل الحاسم في تحقيق هذا النصر وفي توظيف نتائجه لتبني السلام واستعادة سيناء من منطلق سلام القوة. أما الحقيقة الأخري فتمثلت في أهمية التنسيق العربي. وما يمكن أن يقود إليه من دعم وحماية للأمن القومي العربي ككل. وهو ما يعني أهمية تجاوز الخلافات العربية في أوقات الأزمات التي قد تشكل تهديداً سواء للأمن القومي لبعضها أو للمنطقة ككل. فقد كان التضامن العربي خلال حرب اكتوبر عاملا مهما في دفع المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية الكبري لإعادة تقدير موقفها من الصراع العربي الإسرائيلي وعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وهذا هو المطلوب اليوم في ظل التهديدات الخطيرة الموجهة للأمن القومي المصري والعربي من مصادر واتجاهات عديدة.

  د. شريفة فاضل:  

استعادة مكانة مصر إقليمياً ودولياً

قالت د.شريفة فاضل أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة بورسعيد: يجب أن ندرك أن هناك مراحل مهدت لانتصار أكتوبر العظيم. وكانت دافعاً لهذا النصر. فقد جاءت حرب اكتوبر المجيدة في ظل هزيمة عسكرية ومعنوية ونفسية شديدة لدي الشعب المصري في 1967 والتي كانت نكسة بكل المعايير حيث أدت إلي استيلاء إسرائيل علي مساحات كبيرة من الدول العربية وهي شبه جزيرة سيناء في مصر وهضبة الجولان في سوريا والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة بالإضافة إلي تهجير ما بين 300 و 400 ألف مواطن عربي من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة. والمدن الواقعة علي طول قناة السويس بورسعيد والإسماعيلية والسويس.
أوضحت: لذلك كان أمام مصر تحد هو كيف يمكن إعادة بناء ثقة الجندي المصري في نفسه وسلاحه وقيادته وضرورة تحسين قدراته وأيضا تحطيم فكرة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. فكانت حرب الاستنزاف التي شملت هجمات متعددة ضد الاحتلال في سيناء وخاضت فيها القوات المسلحة المصرية معارك حقيقية. كشفت فيها عن نقاط القوة والضعف للعدو وانتهت المواجهات في تلك الحرب في 7 اغسطس 1970م بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر لقبوله مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار. بوفاة الرئيس جمال عبد الناصر وتولي الرئيس السادات الحكم فعمل علي الاستعداد للحرب. فكان قرار حرب اكتوبر 1973م بمثابة قرار حرب لاستعادة الكرامة للجندي المصري وتحطيم أسطورة خط بارليف وأسطورة الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر والتي روجت لها اسرائيل.
أشارت إلي أنه في الساعات الأولي للحرب تم رفع العلم المصري علي الضفة الشرقية للقناة وارتفعت معنويات الجنود وعادت الثقة في أنفسهم وقياداتهم. كما ارتفعت معنويات الشعب المصري الذي كان جميعه علي استعداد بالتضحية بنفسه. واستطاعت مصر استرداد السيادة المصرية الكاملة علي قناة السويس وعودة الملاحة فيها عام 1975م بعد إغلاقها لمدة 8 سنوات منذ عام 1967.
أضافت أنه من نتائج حرب اكتوبر استرداد مصر لشبه جزيرة سيناء وانسحاب إسرائيل منها تماماً في 25 أبريل 1982م بناء علي اتفاقية كامب ديفيد التي تم توقيعها عام 1987م فيما عدا منطقة طابا والتي تم استردادها بالتحكيم الدولي عام 1988. وأكدت حرب اكتوبر للعدو الاسرائيلي أن منطق القوة وفرض الأمر الواقع لا يمكن أن يستمر.
نوهت بأن حرب أكتوبر أعادت العلاقات المصرية الأمريكية والتي قطعت في أعقاب 1967 وأدركت الولايات المتحدة قدرة مصر ودورها الاقليمي. فاستعادت مصر مكانتها علي الساحتين الإقليمية والدولية كقوة مؤثرة لها دور استراتيجي في المنطقة العربية.

  د.  هيثم عمران:  

تلاحم الشعب والجيش تجلي في أبهي صوره

أكد د.هيثم عمران مدرس العلوم السياسية والقانون الدولي بجامعة السويس أن حرب اكتوبر 1973م تمثل واحدة من أبرز المحطات في التاريخ السياسي المصري والعربي. هذا الانتصار العسكري لم يكن مجرد نجاح تكتيكي. بل كان له تأثير سياسي عميق علي مصر ومكانتها في المنطقة والعالم. فبعد سنوات من الجمود السياسي والعسكري عقب هزيمة 1967. أعادت حرب اكتوبر الثقة في القدرة المصرية والعربية علي مواجهة التحديات الكبري.
أشار إلي أن الانتصار المصري في حرب اكتوبر أعاد لمصر مكانتها كدولة قائدة في المنطقة العربية. وأثبت قدرتها علي مواجهة إسرائيل التي كانت تعتبر القوة العسكرية الرئيسية في الشرق الأوسط. كما منح هذا النصر مصر تفوقاً في المفاوضات السياسية التي أعقبت الحرب. خاصة في اتفاقية كامب ديفيد التي أسفرت عن استعادة سيناء بالكامل في عام 1982 بالإضافة إلي علي المستوي الداخلي عززت الحرب الروح الوطنية لدي الشعب المصري واعادت الثقة في الجيش والقيادة السياسية. أصبحت حرب اكتوبر رمزاً للفخر الوطني وأساسا لوحدة المصريين. حيث تجلي تلاحم الشعب والجيش في أبهي صورة من ناحية أخري أدي النصر إلي تغيير المعادلة الإقليمية حيث بدأ العالم في النظر إلي مصر بإعتبارها لاعباً رئيسياً يمكنه التأثير في التوازنات السياسية والإستراتيجية في الشرق الأوسط...
نوه إلي أن إنتصار اكتوبر أثر في إعادة صياغة السياسة المصرية والدور المصري في المنطقة. أكد قدرة الشعب المصري علي تجاوز الصعاب والتحديات علي المستوي الإقليمي. وأعاد النصر ترتيب العلاقات بين الدول العربية. وظهر ما يعرف بمحور الاعتدال العربي الذي تقوده مصر. ليتحول إلي محور استقرار في المنطقة. كما أعطي النصر دفعة للحركات التحررية في العالم العربي مشجعاً علي مقاومة الاحتلال والظلم مما يساعد في تعزيز التضامن العربي بصورة أشمل كما يمثل انتصار أكتوبر لحظة مفصلية في تاريخ مصر والمنطقة. حيث أعاد تعريف مصر كقوة محورية لا تقتصر أهميتها علي حدودها الوطنية. بل تتجاوز ذلك لتؤثر في مصير الشرق الأوسط ككل مثبتة أن القدرة علي صنع التاريخ ليست حكراً علي القوي الكبري. بل تأتي أيضا من الإرادة الشعبية والوحدة الوطنية.

 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق