عاجل

مع الشروق : «الشرعية الترامبية»... بديلا للشرعية الدولية ؟! - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : «الشرعية الترامبية»... بديلا للشرعية الدولية ؟! - تدوينة الإخباري, اليوم الأربعاء 12 فبراير 2025 01:41 صباحاً

مع الشروق : «الشرعية الترامبية»... بديلا للشرعية الدولية ؟!

نشر في الشروق يوم 11 - 02 - 2025

2343750
المواقف المتطرفة والموغلة في الصلف والغطرسة والتي لا ينفك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اطلاقها منذ فترة تثير ردود فعل غاضبة على الساحة الدولية.. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان من أبرز الغاضبين من هذا الاسهال ومن الانفلات الذي يطبع تصريحات الرئيس الأمريكي المتواترة والمتوترة. بوتين عبّر وبوضوح وبصراحة عن موقف جريء وشجاع وكأنه نطق فيه نيابة عن كل دول العالم التي باتت تحت التهديد المباشر لهذه «الهرطقات الترامبية». وهو موقف يستحق التوقف عنده والتنويه به. فماذا قال بوتين في ردّه على ترامب؟
«الولايات المتحدة لا تكتفي بوضع المعايير وبشكل تعسفي.. وهي لا تكتفي بذلك بل تحدد لنا من يجب أن يلتزم بهذه المعايير وكيف ينفذ هذه الاملاءات.. وهذه بالضبط تجليات الفكر الاستعماري».. ومضى يقول موجّها كلامه للرئيس الأمريكي: «نسمعك باستمرار ويجب أن نحذرك. فمن أنت وبأي حق تحذّر أيا كان؟ لقد حان الوقت للتخلص من هذه العقلية الاستعمارية.. أقول لكم: افركوا عيونكم، فتلك الحقبة ولّت إلى غير رجعة».
وبذلك يكون الرئيس الروسي قد عبّر وبصوت مرتفع وبوضوح ما بعده وضوح عن كل ما يجول في خاطر قادة وشعوب العالم.. وهم يتابعون فصولا مثيرة من هذه العبثية التي انخرط فيها الرئيس ترامب.. حيث بات يتصرف وكأن العالم مزرعته الكبرى ومشروعه الاستثماري الكبير يتصرف فيه كيف يشاء ويعبث به كيفما تصوّر له نزواته. فما معنى أن يهدد بإلحاق كندا لتصبح الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة الأمريكية؟ وما معنى أن يهدّد ببسط سيطرة بلاده على خليج المكسيك وعلى قنال بنما؟ وما معنى أن يلوّح بالسطو على جزر «غرونلاند» الدانماركية؟ وما معنى أن يصرّح جهارا نهارا باعتزامه السطو قطاع غزة وتهجير سكانه والالقاء بهم في شتات جديد ليقيم على أرض القطاع «ريفييرا» جديدة.. عبارة عن منتجع عالمي يجلب إليه كل أثرياء العالم. أما الشعب الفلسطيني، وأما حقوقه المشروعة، واما دماؤه وتضحيات أبنائه للبقاء على أرضهم والتمسك بها حتى التحرير والعودة، فتلك مسائل لا يعترف بها ترامب ولا يعيرها اهتمامه طالما أن أطماعه وأطماع حليفه مجرم الحرب نتنياهو قد توافقت على السطو على القطاع وعلى الضفة الغربية والقاء الفلسطينيين في شتات جديد.
انه تحديدا قانون الغاب الذي يسعى ترامب ونتنياهو إلى تكريسه. عالم تسوده لغة القوة والغطرسة ولا أثر فيه لقيم أو لمبادئ وأخلاق أو قانون دولي أو قانون انساني.. وبهذا فإن الرئيس ترامب وهو رئيس امبراطورية طالما صمّت الآذان بانحيازها لقيم العدل والتي تقيم للحرية تمثالا في نيويورك والتي غزت دولا وأسقطت أنظمة ودمّرت شعوبا تحت لافتة نصرة الحرية والديمقراطية ومقاومة الاستبداد يعطي للعالم أسوأ دكتاتورية كما يعطيه صورة مكتملة عن جنون العظمة وعن التوق المحموم لاستحضار واستنساخ مآسي الحقبة الاستعمارية التي دفعت شعوب العالم تضحيات جساما لإنهائها ودحر عتاة المستعمرين الذين خرّوا صرعى أمام إرادة الشعوب وتوقها إلى التحرر والانعتاق..
إن الرئيس الأمريكي وهو يسعى إلى تدمير أسس الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي وكل الهيئات الأممية التي وضعت لتنظيم العلاقات بين الدول واستبدالها ب«الشرعية الترامبية» التي تحيلنا رأسا على حقبة فرعون وهامان وعلى غطرسة هولاكو وباقي عتاة الحقبة الاستعمارية لا يفعل أكثر من كونه يجر العالم إلى انفجار كبير.. ليصبح بذلك رئيس أمريكا أكبر تهديد للسلم والأمن الدوليين وأكبر خطر يتهدّد استقرار العالم..
وبالفعل، كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإنه على الرئيس الأمريكي أن يفتح عيونه وأن يفركها ويمسحها ليرى بأن الحقبة الاستعمارية قد ولّت إلى غير رجعة. وبأن عهد الاملاءات قد اندثر إلى الأبد وبأن لغة الغطرسة والهيمنة لا تقود إلا إلى الانفجار الكبير الذي لن ينجو منه أحد. ويبقى أن الرئيس بوتين قد فتح الطريق لرؤساء وقادة القوى العظمى في العالم من قبيل الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا علاوة على أوروبا لكي يسمعوا أصواتهم ويتحركوا جماعيا للجم هذا «الكاوبوي الهائج والمنفلت» قبل أن يقود العالم إلى الكارثة الكبرى.. والأخيرة.
عبد الحميد الرياحي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق