مشرع قانون الإجراءات الجنائية الجديد.. خطوة نحو عدالة أكثر نزاهة وشفافية - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مشرع قانون الإجراءات الجنائية الجديد.. خطوة نحو عدالة أكثر نزاهة وشفافية - تدوينة الإخباري, اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 11:53 مساءً

في إطار سعي الدولة المصرية لتحديث المنظومة القضائية وتعزيز مبادئ العدالة والشفافية، جاء قانون الإجراءات الجنائية الجديد حاملاً تعديلات جوهرية، من أبرزها المادة 306، التي تهدف إلى ترسيخ مبدأ العدالة الجنائية وحماية حقوق المتهمين بشكل غير مسبوق.

مضمون المادة 306: حماية قانونية وضمانات عادلة

تنص المادة 306 على أنه:

"لا تجوز معاقبة المتهم عن واقعة غير تلك التي وردت في أمر الإحالة أو طلب التكليف بالحضور."

"كما لا يجوز الحكم على غير المتهم المقامة عليه الدعوى، وإذا تبين للمحكمة أن المتهم المعروض ليس هو مرتكب الواقعة، وكان المتهم الحقيقي معروفًا، فلها أن تحيل الأوراق إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه."

نقلة نوعية في فلسفة العدالة الجنائية

يُعتبر هذا النص تطورًا كبيرًا في فلسفة العدالة الجنائية، حيث يمنع أي تجاوز قانوني قد يعرض المتهم للمساءلة عن وقائع لم تُدرج صراحة في قرار الإحالة أو طلب الحضور. ويعزز هذا المبدأ فكرة أن العدالة لا تقتصر على الإجراءات القضائية فقط، بل تشمل ضمانات حقيقية لعدم محاكمة الأفراد عن أفعال لم تتح لهم الفرصة الكاملة للدفاع عنها.

كما يسهم التعديل في القضاء على أي احتمالات للتلاعب أو التجاوز بحقوق المتهم، إذ يُلزم النيابة العامة والسلطات القضائية بالدقة والوضوح عند صياغة قرارات الإحالة، مما يضمن عدم تعرض أي فرد لمحاكمة على أساس اتهامات غير محددة أو غير واضحة.

رسالة قوية نحو نظام قضائي أكثر نزاهة

المادة 306 ليست مجرد نص قانوني، بل هي درع يحمي المتهمين من أي محاكمات غير عادلة، كما أنها حجر الأساس لمنظومة قضائية أكثر نزاهة وشفافية. فهي تضمن عدم محاسبة أي شخص إلا على أفعاله الحقيقية، وعدم إدانته إلا وفقًا لمبادئ قانونية واضحة.

استجابة لمتطلبات العصر الحديث

يأتي هذا التعديل استجابة لمتطلبات العصر الحديث، حيث تؤكد الدولة التزامها بحماية الحقوق والحريات الشخصية، وضمان منح كل شخص حقه الكامل في الدفاع عن نفسه ضد أي اتهام. كما يلزم النص الجديد النيابة العامة بإعادة صياغة أوامر الإحالة بدقة، مع تحديد الوقائع والمتهمين بوضوح، لضمان محاكمة عادلة لا مجال فيها للالتباس أو التفسير الخاطئ.

العدالة في مصر.. أسس متينة من النزاهة والإنصاف

بهذه المادة، تجسد الدولة المصرية رؤيتها للعدالة الحقيقية، التي تقوم على عدم محاكمة أي شخص إلا على أفعاله، وعدم إدانته إلا وفقًا لقوانين راسخة وواضحة. إنها أكثر من مجرد تعديل قانوني، بل هي رسالة قوية بأن العدالة في مصر ترتكز على مبادئ النزاهة والشفافية، لضمان صون حقوق الأفراد في ظل دولة القانون.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق