النفايات الإلكترونية.. وتحقيق الاستدامة الاجتماعية والبيئية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

تزايدت الصناعات التقنية في العالم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما أدي إلى استخدام واسع للأجهزة الإلكترونية المتنوعة. ومع هذا النمو، ظهرت مشكلة ما يُعرف بـ 'النفايات الإلكترونية'، والتي أصبحت من أكثر النفايات الصلبة التي تنمو بسرعة، مسببة أضرارًا صحية وبيئية. على الرغم من ذلك، تتمثل الفوائد الاقتصادية والاجتماعية لهذه النفايات في إمكانية الاستثمار في إعادة تدويرها بشكل فعال، مما يعود بالنفع على البيئة والمجتمع.

ما هي النفايات الإلكترونية؟

وفقًا للائحة التنفيذية لنظام إدارة النفايات الإلكترونية والكهربائية، تُعرف النفايات الإلكترونية بأنها النفايات الناتجة عن المعدات التي تعمل بالتيارات الكهربائية أو حقول كهرومغناطيسية. وتشمل هذه النفايات جميع المكونات والتجميعات الفرعية والمواد الاستهلاكية التي تشكل جزءًا من المنتج عند التخلص منه.

من أبرز الأمثلة على النفايات الإلكترونية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

الهواتف المحمولة والشواحن

أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة

الطابعات، الشاشات الكبيرة، أجهزة الفاكس

أجهزة الألعاب المحمولة، الكاميرات الرقمية، السماعات اللاسلكية

الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية

الأضرار البيئية والصحية للنفايات الإلكترونية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

تحتوي النفايات الإلكترونية على مواد ضارة وسامة مثل الرصاص، الزئبق، والكادميوم. إذا لم يتم التخلص منها بشكل آمن، فإنها تتسبب في تلوث البيئة والمياه الجوفية، مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة والإنسان. ومن أخطر طرق التخلص منها حرق الأجهزة أو تسخينها، حيث تنتج عنها أبخرة سامة تنتقل إلى مسافات بعيدة من نقطة التلوث، مما يعرض صحة المجتمع لخطر مباشر. كما يساهم ذلك في تقليل الغطاء النباتي وزيادة الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى ارتفاع الأمراض التنفسية.

التخلص من النفايات الإلكترونية بشكل آمن

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

للتخلص من النفايات الإلكترونية بطريقة آمنة، يجب إرسال الأجهزة إلى الجهات المتخصصة في إعادة تدويرها. هذه الجهات تعمل على فصل المكونات القابلة للتدوير وإعادة استخدامها في صناعة منتجات أخرى، بالإضافة إلى التخلص من المواد الضارة بشكل آمن. كما يمكن التبرع بالأجهزة التي لا تزال في حالة جيدة للمدارس أو المنظمات غير الربحية، مع ضرورة تدمير أو نقل البيانات الشخصية للحفاظ على خصوصية المستخدم.

جهود المملكة في إدارة النفايات الإلكترونية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

في إطار تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة في مجال إعادة تدوير النفايات الإلكترونية. تتضمن هذه الجهود خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاقتصاد الدائري، وهو جزء من مستهدفات الاستدامة البيئية وتعزيز الاقتصاد المستدام.

تم إنشاء المركز الوطني لإدارة النفايات 'موان' بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 457 في 2019، لتنسيق وتوجيه الأنشطة المتعلقة بإدارة النفايات. يهدف المركز إلى استبعاد النفايات الإلكترونية والبطاريات من المرادم بنسبة 90-95% بحلول عام 2035، مع إعادة تدوير أكثر من 90% من النفايات الإلكترونية.

المبادرات الحكومية والابتكارات في مجال الاستدامة

من أبرز المبادرات الحكومية في مجال الاستدامة الرقمية، إطلاق هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية لتقرير الاستدامة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وإطلاق مبادرة 'تطوير تنظيمات إدارة النفايات الإلكترونية' بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) في مؤتمر (COP28). تهدف هذه المبادرة إلى تطبيق تنظيمات دولية تساهم في الحد من النفايات الإلكترونية عالميًا، مع التركيز على الاقتصادات النامية مثل زامبيا ورواندا وباراغواي.

مشاركة المجتمع في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

تعمل جمعية 'ارتقاء' على تبني مفهوم 'حفظ النعمة الرقمية' من خلال جمع الأجهزة الإلكترونية المستعملة، وتأهيلها وتوزيعها على الجهات الاجتماعية والتعليمية. منذ تأسيس الجمعية، تمكنت من جمع أكثر من 223 ألف جهاز، وأُعيد تأهيل وتوزيع أكثر من 97 ألف جهاز استفاد منها أكثر من 3 آلاف جهة. كما ساهمت الجمعية في الحد من الانبعاثات الكربونية بنحو 13 مليون كجم من خلال إعادة التدوير.

مبادرة "دوّر جهازك": نجاحات كبيرة في إعادة تدوير الأجهزة

أطلقت هيئة الاتصالات بالتعاون مع وزارة الاتصالات والمركز الوطني لإدارة النفايات 'موان' مبادرة 'دوّر جهازك'، التي أسهمت في جمع أكثر من 100 ألف جهاز إلكتروني، بمشاركة 20 ألف فرد. تم إعادة تدوير أكثر من 240 طنًا من النفايات الإلكترونية، وتوزيع الأجهزة المُعاد تدويرها على أكثر من 120 مدرسة وجمعية خيرية.

الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير "سرك"

تأسست الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير 'سرك' بهدف قيادة الاستثمار في قطاع إعادة التدوير داخل المملكة. تساهم الشركة في تعزيز الاقتصاد الدائري عبر تفعيل الاستثمارات في 12 نوعًا من أنواع النفايات، بما في ذلك النفايات الإلكترونية. وتعمل شركة 'إليكتا' التي تم إنشاؤها من قبل 'سرك' على معالجة وتدوير النفايات الإلكترونية والكهربائية.

إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.. عملية معقدة وآمنة

شركة 'إعادة' التابعة لـ'سرك' تقوم بإعادة تدوير النفايات الإلكترونية باستخدام تقنيات متقدمة. تشمل هذه العملية تفكيك الأجهزة يدويًا لاستخراج المكونات الثمينة، مثل لوحات الدوائر والمحركات، وإزالة المواد السامة مثل البطاريات والزئبق. كما تقدم الشركة خدمات التخلص الآمن من البيانات باستخدام تقنيات متطورة لضمان إتلاف البيانات بشكل آمن.

مستقبل النفايات الإلكترونية في المملكة: استدامة وتطوير

تستمر المملكة في تعزيز الاستثمارات في قطاع إعادة التدوير، حيث تساهم الشركات الحكومية والخاصة في خلق بيئة مستدامة من خلال تبني الاقتصاد الدائري وتقليل النفايات الإلكترونية. تتزايد الجهود لتطوير تقنيات وأدوات فعالة في إدارة النفايات الإلكترونية بما يحقق الأهداف البيئية والاقتصادية.

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية

كل ما تريد معرفته عن النفايات الإلكترونية