تُقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الثلاثاء، معلومات مهمة عن انخفاض ضغط الدم، أو ما يُعرف بالضغط المنخفض، وهو حالة يكون فيها ضغط الدم أقل من 90/60 ملم زئبقي.
وتضع نشرة المعهد بين يدي القارئ أنواع انخفاض ضغط الدم، والأسباب التي قد تؤدي إلى مثل هذه الحالة، إضافة إلى بيان المضاعفات، وطرق التشخيص والعلاج، والإجراءات والتدابير الوقائية.
قد يكون انخفاض ضغط الدم عند بعض الأشخاص طبيعيًا ولا يسبب أي أعراض. ومع ذلك، قد يؤدي في حالات أخرى إلى أعراض مثل الدوخة والإغماء، وفي الحالات الشديدة، قد يهدد الحياة.
أنواع انخفاض ضغط الدم تشمل:
1. هبوط ضغط الدم الانتصابي (Orthostatic Hypotension): ويُعرف أيضًا بهبوط ضغط الدم الوضعي.
هذا انخفاض مفاجئ في ضغط الدم عند الوقوف بعد الجلوس أو الاستلقاء. تشمل الأسباب الجفاف، الراحة في الفراش لفترات طويلة، الحمل، بعض الحالات الطبية، وبعض الأدوية. هذا النوع من انخفاض ضغط الدم شائع لدى كبار السن.
2. هبوط ضغط الدم بعد الأكل (Postprandial Hypotension): يحدث هذا الانخفاض في ضغط الدم بعد ساعة إلى ساعتين من تناول الطعام. وهو أكثر شيوعًا لدى كبار السن، خاصة أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. كما أن الخطر يكون أعلى لدى كبار السن المصابين بمرض باركنسون أو حالات أخرى تؤثر على ذلك الجزء من الجهاز العصبي الذي يتحكم في الوظائف التلقائية مثل التنفس ومعدل ضربات القلب، وهو ما يُعرف بالجهاز العصبي اللاإرادي. قد تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة في تخفيف أعراض هبوط ضغط الدم بعد الأكل، مثل تناول وجبات صغيرة قليلة الكربوهيدرات، شرب المزيد من الماء، وتجنب الكحول.
3. هبوط ضغط الدم بوساطة عصبية (Neurally Mediated Hypotension): هو انخفاض في ضغط الدم يحدث بعد الوقوف لفترات طويلة. يؤثر هذا النوع من انخفاض ضغط الدم بشكل رئيسي على الشباب والأطفال. قد ينتج عن مشكلة في التواصل بين القلب والدماغ.
4. ضمور الأنظمة المتعددة مع هبوط ضغط الدم الانتصابي (Multiple System Atrophy with Orthostatic Hypotension): هذه حالة نادرة تؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي.
أسباب انخفاض ضغط الدم:
1. الجفاف: يحدث الجفاف عندما يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل دون تعويضها، مما يؤدي إلى انخفاض حجم الدم وبالتالي انخفاض ضغط الدم. يمكن أن يحدث ذلك نتيجة للقيء، الإسهال، الإفراط في استخدام الأدوية المدرّة للبول، أو التمارين الشاقة.
2. النزيف الحاد :فقدان كميات كبيرة من الدم بسبب إصابة أو نزيف داخلي يقلل من حجم الدم في الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض شديد في ضغط الدم.
3. مشاكل القلبو :تتضمن النوبة القلبية، فشل القلب، اعتلال صمامات القلب، وانخفاض سرعة القلب (بطء القلب). تؤثر هذه الحالات على قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
4. الاضطرابات الهرمونية: مثل مرض أديسون الذي يؤثر على الغدد الكظرية. تؤثر هذه الحالات على توازن الهرمونات في الجسم، مما قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
5. العدوى الشديدة (الإنتان): عند دخول عدوى ما إلى مجرى الدم، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم بشكل يهدد الحياة، ويُسمى الصدمة الإنتانية.
6. ردود الفعل التحسسية الشديدة (التأق): تتضمن أعراضُ التفاعل التحسسي الحاد الهبوطَ المفاجئ والشديد في مستوى ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى صدمة.
7. الأدوية: قد تُسبب بعض الأدوية انخفاضاً في ضغط الدم، بما في ذلك الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، مثل مدرات البول، حاصرات بيتا، حاصرات قنوات الكالسيوم، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب أدوية مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات وأدوية مرض باركنسون انخفاضًا في ضغط الدم.
8. الحمل: تزيد التغيرات التي تطرأ في فترة الحمل من تمدد الأوعية الدموية بسرعة، وقد تؤدي هذه التغيرات إلى هبوط مستويات ضغط الدم. من الشائع حدوث انخفاض ضغط الدم خلال أول 24 أسبوعًا من الحمل. بعد الولادة، عادةً ما يعود ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي الذي كان عليه قبل الحمل.
9. نقص التغذية: يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ب12 وحمض الفوليك إلى فقر الدم، مما يؤدي بدوره إلى انخفاض ضغط الدم.
10. اضطرابات الجهاز العصبي المركزي: يمكن أن تؤثر حالات مثل مرض باركنسون على كيفية تحكم الجهاز العصبي في ضغط الدم، مما يؤدي إلى انخفاضه.
11. تناول الكحول أو تعاطي المخدرات: حيث يؤدي استخدام مادة أو أكثر من المواد ذات التأثير النفسي لإحداث حالة وعي متغيرة، إما للمتعة أو لأي غرض آخر غير طبي أو ترفيهي. عندما تدخل المادة ذات التأثير النفسي إلى جسم المستخدم، فإنها تسبب تأثيرًا مسكرًا. يتم تصنيف المخدرات الترفيهية عادةً إلى ثلاث فئات رئيسية:
- المهدئات: وهي المواد التي تسبب الشعور بالاسترخاء والهدوء.
- المنشطات: وهي المواد التي تعزز الشعور بالطاقة والانتباه.
- المهلوسات: وهي المواد التي تسبب تغيرات في الإدراك مثل الهلوسة.
تؤدي هذه المواد إلى خفض ضغط الدم، وكذلك الكحول (لفترة قصيرة). كما يمكن لبعض المكملات العشبية أو الفيتامينات أو العلاجات المنزلية أيضًا أن تخفض ضغط الدم.
مضاعفات انخفاض ضغط الدم:
بالإضافة إلى الأعراض المباشرة، يمكن أن يؤدي انخفاض ضغط الدم إلى مضاعفات خطيرة، مثل:
- السقوط والإصابات المرتبطة به: الدوخة والإغماء الناتجان عن انخفاض ضغط الدم يمكن أن يؤديان إلى السقوط، مما قد يسبب إصابات خطيرة.
- الصدمة: عندما ينخفض ضغط الدم بشكل كبير، يمكن أن يؤثر ذلك على الأعضاء الحيوية عن طريق تقليل كمية الدم التي تتلقاها، مما قد يؤدي إلى تلف الأعضاء أو حتى الصدمة.
التشخيص والعلاج:
يعتمد تشخيص انخفاض ضغط الدم على الأعراض والسبب المحتمل. قد يتضمن التشخيص قياس ضغط الدم في أوضاع مختلفة، واختبارات الدم، وتخطيط القلب، واختبارات أخرى لتقييم وظيفة القلب والأوعية الدموية.
يعتمد العلاج على السبب الأساسي. قد يشمل ذلك زيادة تناول السوائل، تعديل الأدوية، علاج الحالات الطبية الأساسية، أو استخدام جوارب ضاغطة لتحسين تدفق الدم. في بعض الحالات، قد يُنصح بتناول كميات أكبر من الملح، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات في النظام الغذائي.
الوقاية والتدابير المنزلية:
- شرب كميات كافية من الماء: يساعد ذلك في زيادة حجم الدم والوقاية من الجفاف.
- تجنب الوقوف المفاجئ : عند الانتقال من وضعية الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف، يُنصح بالقيام بذلك ببطء لتجنب الدوخة.
- تجنب الكحول : المشروبات الكحولية من مسببات الجفاف ويمكن أن تخفض ضغط الدم، حتى في حال شُربها باعتدال.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة : يمكن أن يساعد ذلك في منع انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام.
- ارتداء جوارب ضاغطة : يمكن أن تساعد في تحسين تدفق الدم وتقليل تجمع الدم في الساقين.
0 تعليق