نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. مخطّط ترامب وقمّة العرب .. - تدوينة الإخباري, اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 10:40 مساءً
نشر في الشروق يوم 10 - 02 - 2025
على وقع المخطّط الخطير الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في غزّة، ومن بعده رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تجاه السعودية، يجتمع القادة العرب في ال27 من الشهر الجاري في القاهرة، لوأد هذه المخططات في مهدها.
الجديد في الصراع العربي الصهيوني في المنطقة، أن الوجوه والمخططات خاصة أصبحت مكشوفة وبوقاحة وغطرسة واستهداف مباشر لأمن الدول العربية، وإهانة ما بعدها إهانة للأنظمة العربية المشتتة والمتناحرة فيما بينها، بينما الخطر الحقيقي يرتع بسلام.
والملاحظ هذه المرة أن كل سبل السلام والحوار مع الاحتلال وداعمه الأمريكي قد استنفدت، ولا مناص من رصّ الصفوف والوحدة والمواجهة، فمن كان يظنّ يوما أنّه غير مستهدف ويمكن ان يكون صديقا لكيان محتلّ، أتى عليه الدور والحقيقة المطلقة أن الجميع مستهدف.
ليس من العبث اطلاق مسمى القضية الاولى للعرب على القضية الفلسطينية، فإدارة الوجه لهذه المحورية والوجودية والتخاذل في سبيل نيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة إما بالصمت او التطبيع، سيعود بالوبال على الجميع وهو مفتاح تفكيك المنطقة العربية وتسييد الكيان الصهيوني عليها.
ومع تأكيد وإصرار الصهاينة على أن السلام مع العرب مجرّد وهم وأن القوة هي الوحيدة التي تسود، حان الوقت للعرب أيضا لنفض غبار الانكسار والهزيمة والخذلان عليهم والضرب على الطاولة بكل قوة ولتذهب الأمور إلى ما هي ذاهبة إليه.
حانت اللحظة المناسبة تماما ليجمع العرب شتاتهم وردم الهوة والخلاف بينهم، وأنّه إما أن يعيشوا معا كإخوة متّحدين وإما أن يفنوا ويتفتتوا معا كأغبياء، ولا خيار لهم غير ذلك ولا يجب على التاريخ أن يعيد نفسه كمهزلة.
المشروع الاستعماري الصهيوأمريكي في المنطقة العربية مرّ الى السرعة القصوى، وفي ذلك اشارة واضحة ان الاستهداف والتفكيك قادم على الجميع ممالك وأنظمة ومجموعات، ولن يستثنى أحدا مهما كان حجم تملّقه وانبطاحه للصهاينة ومن ورائهم الأمريكان.
والقمّة العربية المزمع عقدها في القاهرة، يجب أن تكون لحظة فارقة في الوجود العربي، وفي مفصلية البقاء أو الموت والاندثار الدولة تلوى الأخرى، وإلا ف"اسرائيل الكبرى" على الأبواب وحينها لن ينفع البكاء على أمّة لم يدافعوا عنها كالرجال.
من يستخدم القوة لا يفهم إلا لغة القوة هذه هي الحقيقة المطلقة السائدة في الشرق الاوسط، وعلى القادة العرب أن يسطّروا صفحة جديدة تماما من الكرامة والعزّة ، مشرّفة لهم ولشعوبهم في اتخاذ قرارات حقيقية تشفي غليل المواطن العربي المقهور.
قرارات الادانة والشجب والاستنكار، لن تكون أبدا رادعة بل ستكون مضحكة وفي نفس الوقت مشجّعة لرجل عقارات مهووس بالمال ومجنون آخر مجنون بالحروب الدينية التوراتية.
التهجير القسري يعني الحرب مع كل الدول العربية مجتمعة والتراجع عن كل تطبيع قديم أو جديد حصل مع الاحتلال الفاشي، هكذا نوع من القرارات هو الذي يجب ان يخرج عن القمة العربية في هذا الوقت الحرج.
كفى استسلاما وذلاّ وانبطاحا، كفى قتلا وتدميرا وتشريدا، كفى تقسيما واعادة تفكيك للدول العربية وشعوبها، إنّها لحظة كرامة وجودية لا تقبل التهاون او الخوف، فإذا كانت المواجهة ضرورة حتمية فليتمّ خوضها ببسالة حتى النهاية.
بدرالدّين السّيّاري
.
0 تعليق