تتجه أنظار عشاق كرة القدم إلى المواجهة المرتقبة بين مانشستر سيتي وريال مدريد، والتي أصبحت واحدة من أكثر اللقاءات تكرارًا في تاريخ دوري أبطال أوروبا. للموسم الرابع على التوالي، يتجدد الصدام بين العملاقين في البطولة القارية، وهو ما لم يحدث سوى في ثلاث مواجهات سابقة في تاريخ المسابقة، وهي ديبورتيفو لاكورونيا ضد يوفنتوس (2000-2004)، تشيلسي ضد ليفربول (2004-2009)، وأتلتيكو مدريد ضد ريال مدريد (2013-2017).
تفوق مدريدي في المواجهات الإقصائية
رغم أن مانشستر سيتي خسر ثلاث مباريات فقط من أصل 12 مواجهة ضد ريال مدريد في دوري الأبطال، إلا أن الفريق الإنجليزي عانى أكثر من أي فريق آخر أمام النادي الملكي في الأدوار الإقصائية، حيث أقصاه ريال مدريد من البطولة في ثلاث مناسبات سابقة. من جهة أخرى، أثبت ريال مدريد تفوقه التاريخي على الفرق الإنجليزية في دوري الأبطال، حيث نجح في إقصاء نادٍ من الدوري الإنجليزي في 13 مرة سابقة، وهو ثاني أكبر عدد من الإقصاءات لفريق أمام منافس من دولة محددة بعد إقصاءه لأندية ألمانية في 16 مناسبة.
هيمنة مدريدية على الأندية الإنجليزية
واصل ريال مدريد فرض سيطرته على الأندية الإنجليزية في المواسم الأخيرة، حيث أقصى ممثلين من البريميرليغ في كل من النسخ الأربع الماضية من دوري الأبطال:
2020-21: أخرج ليفربول من البطولة.
2021-22: أطاح بتشيلسي، مانشستر سيتي، وليفربول في طريقه إلى اللقب.
2022-23: أقصى ليفربول وتشيلسي.
2023-24: جدد تفوقه على مانشستر سيتي.
إحصائيات بارزة قبل المواجهة
يُعد مانشستر سيتي واحدًا من أكثر الفرق دقة في التمرير تحت الضغط في دوري الأبطال هذا الموسم، حيث حقق نسبة تمرير ناجحة تجاوزت 90% في ظروف الضغط العالي في ثلاث مناسبات، اثنتان منها كانت للفريق الإنجليزي، بما في ذلك مباراة أمام كلوب بروج التي وصل فيها إلى 90.6%.
أما ريال مدريد، فيُعد ثاني أكثر الفرق كسرًا لخطوط دفاع الخصوم من خلال التمريرات الحاسمة، حيث نفذ 87 تمريرة تجاوزت الخطوط الدفاعية، وهو ما لم يتفوق عليه سوى بايرن ميونيخ (108 تمريرات). ويعد لوكا مودريتش ورودريغو أكثر من نفذوا هذه التمريرات في الفريق الملكي (11 تمريرة لكل منهما)، بينما يُعتبر كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور أكثر من استفادوا منها بواقع 14 استلامًا لكل لاعب.
نجوم المواجهة: دي بروين يسجل.. وهالاند يبحث عن هدفه الأول
يبرز البلجيكي كيفن دي بروين كواحد من أكثر اللاعبين تأثيرًا في مباريات دوري الأبطال ضد ريال مدريد، حيث ساهم بشكل مباشر في ثمانية أهداف خلال ثماني مواجهات أمام الفريق الإسباني (أربعة أهداف وأربعة تمريرات حاسمة)، ليصبح أكثر لاعب تأثيرًا أمام الميرينغي في تاريخ البطولة، إلى جانب جيوفاني إلبير. كما أنه اللاعب الوحيد الذي تمكن من التسجيل والصناعة في أكثر من مباراة أمام ريال مدريد في دوري الأبطال (فبراير 2020 وأبريل 2022).
على النقيض، يعاني النرويجي إيرلينغ هالاند أمام ريال مدريد، حيث لم يتمكن من هز شباك الفريق الإسباني في أربع مواجهات لعبها ضدهم (359 دقيقة)، رغم محاولته بـ13 تسديدة دون نجاح. يُعد ريال مدريد الفريق الذي واجهه هالاند أكثر من أي خصم آخر مع مانشستر سيتي دون أن يسجل.
فينيسيوس ورودريغو.. تهديد دائم لدفاع السيتي
رغم هيمنة مانشستر سيتي في الاستحواذ والتمريرات الدقيقة، فإن ريال مدريد يمتلك سلاحًا هجوميًا قاتلًا يتمثل في ثنائيه البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريغو. كلا اللاعبين ساهم في خمسة أهداف ضد السيتي في دوري الأبطال، وهو رقم لم يتفوق عليه أمام السيتي سوى ليونيل ميسي (9) وكريم بنزيما (7).
ختامًا.. صدام العمالقة يتجدد
مع كل هذه الأرقام والحقائق، يُتوقع أن يكون اللقاء بين مانشستر سيتي وريال مدريد بمثابة نهائي مبكر في دوري الأبطال. المواجهة لا تقتصر فقط على الصراع بين فريقين كبيرين، بل تمتد إلى صراع فردي بين نجوم الصف الأول في كرة القدم العالمية، حيث سيبحث السيتي عن فك عقدته أمام ريال مدريد، بينما سيحاول الميرينغي تعزيز سطوته على الفرق الإنجليزية.