نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تصريحات ترامب حول غزة تفجر أزمة جديدة… هل يعود خطر الحوثيين إلى البحر الأحمر؟ - تدوينة الإخباري, اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 09:34 مساءً
لم تقتصر تداعيات تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول نقل سكان غزة إلى دول مجاورة وفرض سيطرة أميركية على القطاع على موجة من التنديد السياسي، بل امتدت آثارها إلى حركة الشحن البحري في البحر الأحمر، ما قد يعيد حالة الاضطراب إلى واحد من أهم الممرات المائية العالمية.
في ظل سعي الشركات الملاحية لاستعادة استقرارها بعد أكثر من عام من التوترات الأمنية، كشف مسؤولون تنفيذيون في قطاع الشحن أن خطة ترامب أضرّت بآمال العودة السريعة إلى الملاحة الطبيعية عبر البحر الأحمر، بعدما كادت المخاطر الأمنية التي فرضتها هجمات الحوثيين تتراجع عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
تصريحات ترامب تثير مخاوف من تجدد تهديدات الحوثيين
بحسب تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن تصريحات ترامب زادت من حالة عدم اليقين في المنطقة، حيث يخشى المستثمرون من أن تؤدي هذه التصريحات إلى تغيير موقف الحوثيين في اليمن، بعدما أعلنوا في وقت سابق أنهم سيوقفون استهداف معظم السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر.
وأوضح جان ريندبو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "نوردن" للشحن، أن خطة ترامب حول غزة زادت من مخاطر عدم استقرار الوضع الأمني في المنطقة، مما قد يؤدي إلى إطالة أمد الأزمة الملاحية في البحر الأحمر، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي.
عودة التوترات في البحر الأحمر
يأتي هذا القلق في وقت حساس، حيث كان قطاع الشحن يأمل في استعادة بعض الاستقرار بعد إعلان الحوثيين في 19 يناير عن رفع العقوبات عن معظم السفن التجارية، باستثناء السفن المسجلة في إسرائيل أو المملوكة بالكامل لكيانات إسرائيلية.
ورغم هذا الإعلان، فإن التهديدات التي أطلقها الحوثيون في أواخر 2023 لم تقتصر فقط على السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، بل شملت أيضًا السفن التابعة لشركات بريطانية وأميركية، مما أدى إلى تعطل الشحنات التجارية العالمية، وإجبار العديد من السفن على اتخاذ مسارات أطول عبر رأس الرجاء الصالح بدلاً من عبور مضيق باب المندب.
انتعاش مؤقت لحركة الشحن… ولكن المخاطر لم تختفِ
وفقًا لبيانات شركة "لويدز ليست إنتليجنس"، فإن عدد السفن العابرة لمضيق باب المندب ارتفع بنسبة 4% بعد إعلان الحوثيين تخفيف قيودهم، حيث بلغ عدد السفن العابرة 223 سفينة خلال الأسبوع الذي أعقب الإعلان، مما أعطى بعض الأمل بعودة الاستقرار للممر البحري.
إلا أن تصريحات ترامب الأخيرة أعادت إشعال المخاوف من احتمال تصعيد جديد، حيث بدأت بعض شركات الشحن في اتخاذ احتياطات إضافية استعدادًا لأي تغيرات مفاجئة في موقف الحوثيين.
في الوقت الذي تحاول فيه بعض الشركات العودة إلى مسار البحر الأحمر، كشفت شركة بيانات السلع الأساسية (ICIS) أن إحدى ناقلات الغاز الطبيعي المسال غادرت سلطنة عُمان مؤخرًا، متجهة إلى ميناء تركي عبر البحر الأحمر، في أول رحلة من هذا النوع منذ أكثر من عام.
ومن المتوقع أن تصل الناقلة إلى وجهتها في 16 فبراير، مما يشير إلى إمكانية استعادة النشاط التجاري عبر البحر الأحمر تدريجيًا، لكن القلق من تغيير الحوثيين لموقفهم لا يزال قائمًا.
قطاع الشحن بين أزمة التصعيد السياسي وتحديات التجارة العالمية
مع استمرار التوترات السياسية التي أشعلتها تصريحات ترامب بشأن غزة، بدأت شركات الملاحة الدولية في إعادة تقييم المخاطر المحتملة، وسط مخاوف من ارتفاع تكاليف الشحن مجددًا، وزيادة أوقات العبور بسبب احتمالية اضطرار السفن إلى اتخاذ طرق بديلة حول القارة الأفريقية.
وكان قطاع الشحن يأمل في أن تخفيف الحوثيين لقيودهم على السفن قد يمهد الطريق لعودة الملاحة الطبيعية، لكن يبدو أن الأوضاع قد تعود إلى مربع الأزمة مجددًا في حال تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة.
0 تعليق