كشفت مصادر مطلعة عن عقد مليشيات الحوثي سلسلة اجتماعات موسعة خلال الأسبوع الأخير من يناير الماضي، بهدف تقييم مكاسب الانخراط في ملف غزة العام الماضي، والعمل على ترسيخها، خاصة على المستوى الشعبي.

وبحسب الصحفي عدنان الجبرني، فقد ناقش الحوثيون ما وصفوه بـ"الخطر الأبرز" الذي يواجه الجماعة حاليًا، والمتمثل في اهتزاز معنويات حاضنتهم الشعبية، لا سيما بعد نجاح الثورة السورية، وخطورة تصاعد النقاشات بشأن "الخلاص من الجماعة"، والتي باتت تُطرح بشكل متزايد في المجالس العامة ووسائل النقل وحتى عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن الجماعة تفاجأت من استمرار رفضها شعبيًا رغم اعتقادها بأنها اكتسبت شرعية واسعة، ما دفعها إلى تبني حملة إعلامية ودعائية مضادة تستهدف المناطق المحررة، بمشاركة قياداتها وعناصرها، بهدف نقل النقاش العام إلى تلك المناطق وإثارة المخاوف حول أوضاعها. وأكد أن هذه الحملة بدأت فعليًا منذ نحو خمسة أيام، بتوجيهات عليا من قيادات الجماعة.

في المقابل، أشار الجبرني في منشور آخر إلى أن مأرب، التي ظلت مركز الثقل في الحرب منذ بدايتها، تشهد تحركات متزايدة استعدادًا لأي تصعيد جديد من قبل الحوثيين. وأوضح أن المدينة لا يكاد يمر فيها يوم دون تنظيم وقفات قبلية، أو تخريج دفعات عسكرية متخصصة، أو عروض مسلحة، في حالة من الجهوزية العالية.

ودعا إلى ضرورة توسيع هذه التعبئة العسكرية والاستعدادات لتشمل جميع المحافظات المحررة، وعدم الاكتفاء بمأرب وحدها، في ظل تحشيد الحوثيين المستمر للجبهات العسكرية.

معارك شرسة

وخلال الساعات الماضية، تمكنت قوات الجيش، من إحباط محاولات تسلل نفذتها مليشيات الحوثي التابعة لإيران، في عدد من جبهات القتال بمحافظتي مأرب والجوف، مكبدة المليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

وأفادت مصادر عسكرية، اليوم الإثنين، أن قوات الجيش أحبطت ثلاث محاولات تسلل لعناصر حوثية على مواقع متفرقة جنوب وشمال مأرب، بعد رصد تحركاتها والتعامل معها بقوة، ما أجبرها على التراجع تحت وطأة الخسائر.

وفي جبهة الأعيرف، ردت القوات المسلحة على قصف مدفعي شنته المليشيات، حيث تمكنت من إسكات مصادر النيران المعادية. وأسفر القصف عن إصابة ثلاثة من أبطال الجيش.

وفي محافظة الجوف، تمكنت القوات المسلحة من تحييد مصادر النيران الحوثية والتصدي لتحركات عدائية، إضافة إلى إعطاب معدات حفر كانت تستخدمها المليشيات لاستحداث طرق وتحصينات في مناطق التماس بجبهة الجدافر.

والسبت الماضي، شنت مليشيات الحوثي هجمات مكثفة على مواقع الجيش في مختلف القطاعات بمحافظتي مأرب والجوف، مستخدمة المدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيّرة، إلى جانب انتشار قناصتها في خطوط التماس.

وأكدت المصادر أن الجيش تمكن من تدمير آليات عسكرية ومعدات ثقيلة تابعة للمليشيات كانت تستخدم لتعزيز تحصيناتها وشق طرق جديدة في الجبهات الأمامية، في ظل محاولات الحوثيين المستمرة لتعزيز مواقعهم واستحداث خنادق وسواتر ترابية، إلى جانب تكثيف زراعة الألغام في المناطق الملتهبة.