كتب نادي الدرعية فصلاً جديدًا في مسيرته الرياضية بعد أن نجح في الصعود إلى دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، متصدرًا مجموعته (B) برصيد 65 نقطة، محققًا 21 انتصارًا وتعادلين، مقابل هزيمتين فقط. وقدم الفريق أداءً هجوميًا مميزًا بتسجيله 58 هدفًا، بينما استقبلت شباكه 22 هدفًا، ليؤكد بذلك جدارته بالصعود المباشر إلى دوري الدرجة الأولى.
أخبار متعلقة
الشباب يصدم فؤاد أنور في أسبوع الأساطير
الشباب.. خصم العبود المُفضل
خاض الدرعية موسمًا استثنائيًا في دوري الدرجة الثانية، حيث أظهر قوة هجومية ودفاعية جعلته أحد أبرز الفرق المتنافسة. منذ انطلاق الموسم، فرض الفريق نفسه كمرشح قوي للصعود، بفضل الأداء المتوازن والتخطيط المحكم من الجهاز الفني والإدارة.
اعتمد الفريق على منظومة لعب جماعية منسجمة، استطاعت التفوق على منافسيها بأسلوب لعب مرن يعتمد على الاستحواذ والضغط العالي، وهو ما مكنه من تحقيق انتصارات متتالية وحسم العديد من المواجهات الحاسمة.
تحول جذري في مسيرة النادي
لم يكن هذا الصعود وليد الصدفة، بل جاء تتويجًا لمرحلة جديدة من التطور شهدها نادي الدرعية، خاصة بعد أن تم تحويل ملكيته إلى شركة نادي الدرعية، ضمن مشروع استثمار وتخصيص الأندية الرياضية الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في يونيو 2023.
هذا التحول منح النادي استقرارًا إداريًا وماليًا، وساهم في تطوير بنيته التحتية واستقطاب المواهب، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لشركة الدرعية، التي تسعى إلى تعزيز مكانة المحافظة كوجهة ثقافية وسياحية ورياضية.
الدرعية.. إرث تاريخي في كرة القدم السعودية
تُعد محافظة الدرعية مهد الدولة السعودية وعاصمتها الأولى، مما يمنح النادي بُعدًا تاريخيًا يعكس هويته الفريدة. تأسس نادي الدرعية عام 1976 في حي الخالدية، ليكون ممثلًا للمنطقة في المسابقات الرياضية، وشهد على مدار عقود تطورات كبيرة أوصلته إلى دوري الدرجة الأولى في عدة مناسبات، وأبرزها خلال فترة رئاسة خالد الطخيم.
استمد النادي ألوانه الحمراء الداكنة من البيئة التراثية للدرعية، بعدما كان يرتدي سابقًا الأزرق والبرتقالي والأبيض. ومنذ تأسيسه، لعب النادي دورًا مهمًا في تطوير المواهب الرياضية، حيث قدم العديد من اللاعبين البارزين للكرة السعودية، أبرزهم صالح الداود، نجم الشباب والمنتخب السعودي في مونديال 1994، إلى جانب أسماء أخرى مثل عبد الرحمن السلوم، سعد عبيد، جاسم الحربي، ونايف العنزي.
إدارة طموحة وتطلعات كبيرة
بعد تحوله إلى شركة رياضية، يتولى الأمير خالد بن محمد بن سعود رئاسة النادي، ويدعمه مجلس إدارة يضم شخصيات بارزة مثل جيري إنزيريلو، محمد الخريجي، أيمن الفلّاج، وحمد البطي، حيث يعمل الجميع على تطوير النادي وفق رؤية مستقبلية طموحة تهدف إلى جعله منافسًا قويًا في دوري يلو، مع الطموح للوصول إلى دوري روشن للمحترفين.
إرث رياضي يتجاوز كرة القدم
إلى جانب كرة القدم، يضم نادي الدرعية العديد من الألعاب الرياضية، حيث يمتلك أكثر من 109 لاعبين مسجلين في مختلف الرياضات، مثل ألعاب القوى، السباحة، وكرة الطائرة. كما يولي النادي اهتمامًا خاصًا بذوي الاحتياجات الخاصة، مما يعكس دوره الاجتماعي في دعم الفئات المختلفة داخل المجتمع.
ماذا بعد الصعود؟
يواجه نادي الدرعية تحديًا جديدًا في دوري يلو، حيث سيحتاج إلى تعزيز صفوفه بلاعبين قادرين على المنافسة في الدرجة الأولى، مع مواصلة العمل الإداري والتقني للحفاظ على المكتسبات التي تحققت.
يأمل عشاق النادي في أن يكون هذا الصعود بداية لعصر جديد، يضع الدرعية على خارطة الكرة السعودية بقوة، ليكون منافسًا حقيقيًا بين كبار أندية المملكة. فهل يتمكن الدرعية من مواصلة الزحف نحو دوري روشن للمحترفين؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال.
0 تعليق