عاجل

الشارقة تمنح جلال الدين الرومي «8 قرون من الحضور» - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

17 قطعة متحفية تعرض للمرة الأولى خارج حدود تركيا
3 مخطوطات تحمل توقيع أبرز علماء وفلاسفة التصوف

يقدم بيت الحكمة في الشارقة لزواره تجربة استثنائية يبحروا من خلالها في داخل التجربة الإنسانية عبر معرض «جلال الدين الرومي: 750 عاما من الغياب... ثمانية قرون من الحضور»، في رحلة آسرة عبر الزمن والمكان، مستعرضا الإرث الفكري والإنساني لواحد من أبرز رجال الفكر والفلسفة والشعر على امتداد التاريخ الإسلامي.
بين أروقة المعرض، يعيش الزوار تجربة ثرية وسط المخطوطات القديمة والقطع المتحفية النادرة التي تحمل بين ثناياها قصصا خالدة انتقلت عبر القرون. ويتجول زوار المعرض بين محطات بارزة في حياة جلال الدين الرومي، ويعايشون لحظة التحول الفارقة التي أرست دعائم منهجه الروحي القائم على المحبة والتسامح، وهو منهج انتقل عبر الأجيال متجاوزا حدود مدينة قونية التركية ليصل صداه إلى العالم أجمع.
ينقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام رئيسية، يمثل كل منها مرحلة جوهرية في حياة الرومي، بداية من «السنوات الأولى والرحلة الجغرافية» من بلخ إلى قونية، ومرورا بمرحلة «اليقظة والتحول الروحي»، وانتهاء بما تركه من «إرث خالد وأثر لا يفنى».
خريطة تفاعلية
يستهل رواد المعرض زيارتهم بالقسم الأول الذي يركز على السنوات الأولى من حياة جلال الدين الرومي، بداية من مسقط رأسه في مدينة بلخ، ورحلة الهجرة التي خاضتها العائلة بين مدن عدة إلى أن استقر بها المقام في مدينة قونية التركية. ومن خلال خريطة تفاعلية وعدد من المخطوطات والقطع المتحفية النادرة، يتعرف الزوار على الشخصيات التي شكلت فكر الرومي وأثرت في رؤيته الروحية والفلسفية.
بعدها، ينتقل الزوار إلى مدينة نيسابور، التي شكلت محطة مهمة في حياة الرومي، التقى فيها بالشيخ فريد الدين العطار، الذي أوقد فيه شغف التصوف وحب المعرفة، بعدما رأي على الفتى اليافع علامات النبوغ فأهداه كتابه «أسرار نامة» وأوصى والده قائلا «اعتن بهذا الولد فعن قريب سينفث في العالم نفسا مشتعلا».
تستمر رحلة العائلة إلى حاضرة الخلافة الإسلامية في بغداد، المدينة التي اتسعت فيها معارف الرومي عبر دراسته في المدرسة المستنصرية العريقة، ثم إلى مكة المكرمة، حيث أدى مناسك الحج، وصولا إلى رحلة الشام في حلب ودمشق، إذ مكث سبع سنوات تلقي خلالها جلال الدين علوم الشريعة والفقه على يد كبار العلماء من أمثال الشيخ كمال الدين بن العديم والشيخ سعد الدين الحموي وغيرهما، إلى أن استقر المقام بالعائلة في مدينة قونية، التي تصدى فيها الرومي للتدريس والوعظ والإفتاء وشهدت نضوجه الفكري والروحاني.
مقتنيات نادرة
يتيح المعرض للزوار معاينة مقتنيات نادرة تم الحصول عليها من جهات مختلفة من بينها 17 قطعة متحفية من متحف «مولانا» في قونية تعرض للمرة الأولى خارج حدود تركيا. من بين هذه المقتنيات في هذا القسم الأول نسخة قديمة من القرآن الكريم من العصر السلجوقي تعود إلى عام 692 هـ (1314 م) نسخها الخطاط الشهير ياقوت المستعصمي؛ ومخطوطة لكتاب «معارف بهاء ولد»، أو ما يعرف باسم «كتاب المعارف»، وهو مجموعة مؤلفات في علم الكلام والفقه والتصوف، وواحد من أهم الكتب التي شكلت تفكير الرومي وفلسفته الروحية في الزهد والتصوف.
يعاين الزوار كذلك أوعية فخارية مميزة بالألوان الأزرق والأسود والفيروزي، تجسد أناقة الفن الإسلامي في تلك الحقبة، وهي من مقتنيات هيئة الشارقة للمتاحف، بالإضافة إلى مخطوطة نادرة لكتاب «الفتوحات المكية» لمحي الدين بن عربي، وإلى جانبها ثلاث مخطوطات عن الفلسفة والتصوف تعود إلى القرن الثامن الهجري، تتناول الحكمة الفلسفية المتعلقة بالوجود، وتحمل توقيع أبرز علماء وفلاسفة التصوف مثل محي الدين ابن عربي وصدر الدين القونوي.
ولإبراز جماليات العمارة والفن الهندسي، يعرض القسم الأول من المعرض صورة للمدرسة المستنصرية في بغداد، التي كانت إحدى المحطات التعليمية المهمة في حياة الرومي. ومن خلال هذه الصورة، تكتمل ملامح رحلة الرومي عبر المراحل التي أسهمت في تشكيل مسيرته الفكرية والروحية، وصولا إلى اللقاء الفارق الذي غير مسار حياته، وأشعل في روحه وهج التحول الأكبر، لتبنى على أثره فلسفته الخالدة القائمة على المحبة والتسامح.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق