نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من هو الكاتب الصحفي السعودي عيسى المزمومي ؟! وماذا قدم؟!! - تدوينة الإخباري, اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 08:13 مساءً
عيسى عبد الرحمن المزمومي هو صحفي وكاتب سعودي معروف، وُلد في 10 يونيو 1975. بدأ مسيرته الصحفية منذ أكثر من 30 عامًا، وقد تبوأ مكانةً مميزة في الإعلام السعودي بفضل أسلوبه الأدبي المميز الذي يجمع بين الشعرية والفلسفة. يعمل المزمومي كمراسل في صحيفة “خليج الديرة” بالدمام والخبر، كما يساهم في كتابات صحيفة “مكة المكرمة” وغيرها من الصحف مثل “اليوم” و”المدينة المنورة” .
من أبرز أعماله الأدبية كتاب “بصمات على قارعة الوجع” الذي صدر في ديسمبر 2024 خلال فعاليات معرض جدة الدولي للكتاب، والذي يتناول تجارب وشخصيات سعودية بارزة من مجالات متعددة مثل الفن والأدب والإعلام. كما له إصدار سابق بعنوان “أنا ومن بعدي الطوفان” الذي يوثق مراحل مهمة في التاريخ الحضاري للوطن ويطرح تساؤلات وجودية وإنسانية.بفضل رؤيته الثاقبة وقدرته على تسليط الضوء على قضايا مجتمعية وثقافية هامة، يُعد المزمومي شخصية إعلامية وأدبية مؤثرة في المشهد السعودي المعاصر.
عيسى عبد الرحمن المزمومي، الصحفي والكاتب السعودي المعروف، له إسهامات أدبية تتجلى في إصدار كتابين رئيسيين حتى الآن، بالإضافة إلى مشاركاته المستمرة في عموداته الصحفية بالمجلات والصحف السعودية. ومن أبرز مؤلفاته:
1. أنا ومن بعدي الطوفان
يُعدّ هذا الكتاب مجموعة من المقالات الوطنية والاجتماعية والثقافية التي توثق مرحلة مفصلية في التاريخ الحضاري للوطن؛ حيث يستعرض الرحلة التاريخية بدءاً من مؤسس الكيان وصولاً إلى رؤية سمو ولي العهد. يتميز الكتاب بلغة أدبية راقية تجمع بين الأسلوب الشعري والفلسفي، وقد صدر هذا العمل عن دار ريادة للنشر.
2. بصمات على قارعة الوجع
يُظهر هذا الكتاب العمق الإنساني والتأمل الفلسفي في مواجهة الألم والوجع، من خلال نصوص أدبية تسبر أغوار التجربة الإنسانية والهوية والحنين. تميز أسلوب المزمومي في هذا العمل باستخدام الصور البلاغية والمجازات التي تحوّل النص إلى رحلة فكرية وعاطفية. وقد نال الكتاب استحسان النقاد والقراء لما يحمله من رؤى جديدة.
يذكر أن المبدع عيسى المزمومي يساهم بشكل مستمر في المشهد الإعلامي السعودي من خلال مقالاته وكتاباته في صحف مثل “خليج الديرة” و”مكة المكرمة”، مما يجسد التداخل بين الإعلام والأدب في أعماله.
ويعتبر كتاب “أنا ومن بعدي الطوفان” للكاتب عيسى المزمومي هو عمل أدبي مميز يجمع بين المقالات الوطنية والاجتماعية والثقافية، حيث يسعى المزمومي من خلال نصوصه إلى تصوير مراحل حاسمة في التاريخ الحضاري للوطن، بدءًا من مؤسس الكيان مرورًا بفترات التطور والتجدد وصولاً إلى رؤية سمو ولي العهد. فيما يلي قراءة تحليلية لأبرز ملامح الكتاب:
—
1. العنوان والدلالة الرمزية
يحمل العنوان “أنا ومن بعدي الطوفان” دلالة رمزية عميقة؛ فهو يُوحي بأن الفرد، رغم مركزيته في عالمه الخاص، قد لا يكون قادرًا على التحكم في مجريات الأحداث التي تعصف بالمجتمع بأسره. يُستعان بمفهوم “الطوفان” كاستعارة للتغييرات الثورية أو الانهيارات التي تحدث بعد مرحلة معينة من الوجود، مما يثير تساؤلات حول الهوية الفردية ودورها في صياغة المستقبل الجماعي.
—
2. محتوى الكتاب وهيكله
يتكوَّن الكتاب من مجموعة مقالات متداخلة تُعبِّر عن ملامح متعددة للحياة:
الوطنية والحضارية: حيث يستعرض المزمومي رحلة تطور الوطن من جذوره التاريخية وحتى عصر الرؤية الطموحة للمستقبل.
الاجتماعية والثقافية: إذ يتطرق إلى قضايا الحياة اليومية والتحديات الاجتماعية التي يواجهها المجتمع، مع تسليط الضوء على قصص وتجارب شخصية تعكس عمق التحولات التي يمر بها الوطن.
الفلسفية والوجودية: يطرح أسئلة حول المعنى والهوية، ويسلط الضوء على الصراع بين الفرد ومحيطه، إذ يستعرض كيف أن التغيرات التاريخية تؤثر على الوجدان الإنساني وعلى شعور الفرد بمكانته في المجتمع.
—
3. الأسلوب واللغة الأدبية
يمتاز أسلوب عيسى المزمومي في هذا الكتاب برقيه أدبية تجمع بين:
الشعرية والفلسفة: إذ يستخدم الكاتب لغة غنية بالصور البلاغية والاستعارات التي تمنح النص عمقاً ومتانة. لا يكتفي المزمومي بسرد الأحداث، بل يحولها إلى رحلة تأملية تستدعي من القارئ الوقوف عند معانيها.
الحداثة والواقعية: رغم الطابع الفلسفي العميق، يبقى النص قريبًا من الواقع ويعكس تجارب الحياة اليومية، مما يجعل القراءة تجربة تجمع بين التأمل والواقعية.
—
4. الأفكار والرسائل الأساسية
يرتكز الكتاب على عدة محاور فكرية رئيسية:
الذات والهوية: يناقش كيف يشكل الفرد هويته وسط تغيرات الحياة المتلاحقة، وكيف يمكن أن يكون هذا التشكيل مرتبطًا بظروف مجتمعية وتاريخية معينة.
الزمان والتغيير: يستعرض تأثير الزمن كعامل محوري يُحدث تحولاً في مصير الفرد والمجتمع، حيث يصبح “الطوفان” رمزاً للتغيير الجذري الذي لا مفر منه.
الفردية والجماعية: يطرح تساؤلات حول إمكانية العيش بمعزل عن تأثيرات الجماعة، وكيف تتداخل التجارب الشخصية مع التحولات الاجتماعية الكلية.
—
5. الخلاصة والدعوة للتأمل
يعتبر “أنا ومن بعدي الطوفان” أكثر من مجرد مجموعة مقالات؛ فهو دعوة للتأمل العميق في مفاهيم الوجود والتحول. يقدم المزمومي من خلال هذا العمل رؤيته النقدية والإنسانية لمسيرة الوطن، مما يجعل القارئ يعيش تجربة فكرية تجمع بين النقد الذاتي والنظر للمستقبل. إن أسلوبه الأدبي الراقي واللغة الغنية بالتأمل تحفز القراء على إعادة النظر في معاني الهوية والتغيير في عالم يشهد تقلبات مستمرة.
ختاماً، يمثل الكتاب مرجعاً أدبياً وفكرياً يستحق القراءة المتأنية، فهو لا يقدم إجابات جاهزة بل يفتح آفاقاً للنقاش والتفكر في قضايا وجودية وإنسانية شائكة، مما يعكس روح العصر وتحولات المجتمعات في ظل التحديات الراهنة!
كما يُعد كتاب “بصمات على قارعة الوجع” عملاً أدبيًا يعكس بوضوح التجارب الإنسانية العميقة والوجوه المختلفة للألم والمعاناة، حيث يتناول المزمومي من خلال نصوصه تأملات فلسفية وشعرية تكشف عن أبعاد داخلية معقدة. فيما يلي قراءة تحليلية لأبرز ملامح الكتاب:
—
1. الموضوعات والمحاور الرئيسية
يرتكز الكتاب على عدة محاور فكرية وإنسانية:
الألم والغربة:
يستعرض عيسى المزمومي في نصوصه تجربة الألم الذي يمتدّ إلى ما وراء الجسد، ليصبح شعورًا يؤثر في الروح والهوية. كما يتناول حالة الغربة، ليس فقط بغربة المكان، بل بغربة الروح التي يعيشها الإنسان مع نفسه ومع الآخرين، مما يجعل الألم تجربة شاملة تتخلل جوانب الوجود المختلفة ().
الفقد والحنين:
تتطرق نصوص الكتاب إلى موضوع الفقد سواء كان فقد الأحبة أو فقد المعاني التي كانت تشكّل جزءًا من الهوية. يُبرز الكاتب مشاعر الحنين إلى الماضي والذكريات التي تترك بصمات لا تُمحى، وهو ما يعكس عمق الصراع بين الرغبة في استعادة ما مضى وبين الحتمية في المضي قدمًا .
الهوية والوجود:
من خلال طرح أسئلة وجودية حول معنى الحياة والهوية الشخصية، يدعو المزمومي القارئ إلى الوقوف عند معاني الذات والصراع الداخلي الذي يواجهه الإنسان في سبيل إيجاد ذاته وسط تقلبات الزمن والمجتمع .
—
2. الأسلوب واللغة الأدبية
يمتاز أسلوب المزمومي في “بصمات على قارعة الوجع” بما يلي:
لغة شعرية ومجازية:
يستخدم الكاتب صورًا بلاغية واستعارات متقنة تحول النص إلى لوحة حسية تتجاوز حدود الوصف التقليدي. هذا الاستخدام المبدع للغة يجعل النصّ قادرًا على نقل مشاعر عميقة وتجارب داخلية معقدة بطريقة تلامس الوجدان.
تأمل فلسفي عميق:
لا يقتصر النص على السرد أو الوصف، بل يتخلله بعد تأملي فلسفي يُطرح فيه تساؤلات حول طبيعة الألم، والوجود، والزمان. يُظهر المزمومي قدرته على مزج الحسية الشعرية بالتحليل الفكري، مما يُضفي على الكتاب عمقًا يستدعي إعادة القراءة والتفكير .
واقعية مع لمسة فنية:
رغم تأملاته الوجودية، يظل النص متأصلاً في واقع الحياة اليومية، حيث يستمد تفاصيله من التجارب الشخصية والمواقف الاجتماعية التي يمر بها الفرد في المجتمع السعودي، مما يجعله قريبًا من القارئ ومتجاوبًا مع واقع الحياة.
—
3. الرسائل والتأثير
يوجه الكتاب رسالة إنسانية عميقة تتمثل في:
الدعوة للتأمل الذاتي:
يشجع المزمومي القارئ على النظر إلى داخل نفسه واكتشاف بصمات الألم والفرح والحنين التي تشكّل هوية الفرد. هذه الدعوة للتأمل تساعد على فهم أعمق للتجارب الشخصية وتحوّلها إلى مصادر قوة وإلهام.
التعبير عن التعقيد الإنساني:
يُظهر الكتاب أن الألم ليس مجرد حالة سلبية، بل هو جزء لا يتجزأ من تجربة الحياة، وقد يحمل في طياته معاني جديدة وإمكانيات للتجدد والتحول. إن التداخل بين الحزن والجمال في النص يُبرز كيف يمكن للألم أن يكون مصدرًا للإبداع والتأمل .
الرؤية الفلسفية للحياة:
من خلال تسليط الضوء على صراع الفرد مع الزمان والتغيير، يطرح الكتاب تساؤلات حول مصير الإنسان وعلاقته بالعالم من حوله، مما يدعو إلى إعادة النظر في المفاهيم التقليدية للهوية والوجود.
—
4. الخلاصة
يُعد “بصمات على قارعة الوجع” رحلة أدبية تأخذ القارئ إلى أعماق النفس البشرية، حيث يتداخل الألم مع الحنين والوجود مع الهوية. من خلال أسلوبه الشعري الفلسفي واللغة الراقية، يقدم عيسى المزمومي رؤية إنسانية متكاملة تعكس التعقيدات الوجودية والتجارب الشخصية التي يصعب حصرها في كلمات بسيطة. هذا العمل الأدبي ليس مجرد سرد للتجارب، بل هو دعوة للتأمل وإعادة اكتشاف الذات، مما يجعله عملًا يستحق الدراسة والتمعن.
—
بهذه القراءة التحليلية، يظهر الكتاب كمنبر تعبيري يجمع بين الحس الفني والعمق الفلسفي، مما يتيح للقارئ أن يعيش تجربة أدبية فريدة تتجاوز حدود الكلمات لتلامس أبعاد الروح والوجود!
0 تعليق