ويعتبر من أوائل من جسدوا شخصية بطل الحرب والسلام، وكذلك الفنان "محمد رمضان" في عام 2012 ضمن مسلسل "كاريوكا"، وفي عرض مسرحي بالعاصمة الأمريكية واشنطن، جسد الفنان خالد النبوي، شخصية الرئيس الراحل أنور السادات، في مسرحية "كامب ديفيد" عام 2014، وحضر العرض أسرة الزعيم الراحل متمثلة في زوجته السيدة جيهان السادات، ونجله جمال السادات.

وكان الراحل عبد الله غيث، ممن جسدوا شخصية السادات في مسلسل "الثعلب" عام 1993، وكذلك الفنان أحمد عبدالعزيز، في فيلم "الجاسوسة حكمت فهمي" عام 1994، والفنان محمود البزاوي في فيلم "ناصر 56" عام 1996، فضلا عن طلعت زين في فيلم "جمال عبد الناصر" عام 1999.

ويعتبر الفنان محمد نصر الوحيد الذي جسد شخصية الزعيم الراحل في 3 أعمال فنية مختلفة جميعها بالدراما "العندليب، صديق العمر، الجماعة"، كما جسده الفنان"مفيد عاشور" في مسلسل "إمام الدعاة"، وفي مسلسل "فارس الرومانسية" جسد الفنان زين نصار شخصية السادات، بينما عاصم نجاتي قدم دور السادات في مسلسل "ناصر".

وقدمت شخصية الزعيم الراحل في ثلاث أجزاء من مسلسل "أوراق مصرية" الذي عرض أول مرة عام 1998 واستمر حتي 2004، إذ جسده في أول جزأين الفنان محمود عبدالمغني، وفي الجزء الثالث الفنان أحمد بدير.

كرم مطاوع.. الشهيد إبراهيم عبد التواب
بطل ملحمة "كبريت"

قدم الفنان كرم مطاوع المسلسل الإذاعي "أبطال علي مدي الأزمان" وجسد فيه شخصية الشهيد المقدم إبراهيم عبدالتواب، بطل ملحمة "كبريت" التي انتهت في 14 يناير 1974، وهي النقطة الفاصلة بين الجيشين الثاني والثالث الميداني، إذ جري حصار من العدو علي القائد وجنوده لمدة وصلت 3 أشهر قاوم خلالها الجنود الجوع والعطش بعد أن فقدوا الاتصال بالقيادة، واستشهد منهم 150 جنديا مصريا آخرهم الشهيد "عبدالتواب".

قدمت الدراما التليفزيونية أيضا العديد من الأعمال المستوحاة من ملفات المخابرات المصرية لعديد من الأبطال في ملف الجاسوسية، وكان لهم دورا كبيرا لانتصارات كبيرة حققتها البلاد علي أعدائها، حيث لعبوا دورًا كبيرًا في إمداد البلاد ببعض المعلومات السرية والبيانات ذات الحساسية في مواجهتها مع بعض الدول المعادية، منهم البطل الشهير "أحمد الهوان"، الذي جسده عادل إمام في مسلسل "دموع في عيون وقحة" وكان اسمه "جمعة الشوان" وايضا "رفعت الجمال" الشهير برأفت الهجان، والذي صنع لمسيرته الخالدة مسلسلا من بطولة النجم الراحل محمود عبد العزيز.

أحمد السقا في دور عاطف السادات

جسد الفنان أحمد السقا، شخصية الشهيد طيار عاطف السادات، شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، مع الفنان أحمد زكي في فيلم "أيام السادات" من إخراج محمد خان، والذي استشهد في يوم النصر بأكتوبر 1973.

مصطفي شعبان يجسد البطل عمرو طلبة

"العميل 1001" مسلسل تليفزيوني من بطولة مصطفي شعبان، قدم من خلاله قصة الشهيد عمرو طلبة، الذي لعب دورًا كبيرًا في انتصار أكتوبر المجيد، بعد أن قضي سنوات في إسرائيل علي أنه مواطن يهودي اسمه "موسي زكي رافع"، والتحق بالجيش الإسرائيلي بتخطيط من المخابرات المصرية، التي أرسلته إلي تل أبيب بعد عامين من النكسة، ليكون عميلا سريًا بين صفوف العدو، ونال شهادته في يوم عبور الجيش المصري لقناة السويس وتحقيق الانتصار.

أفلام لم تعرض عن نصر أكتوبر

رغم الأهمية الكبيرة التي يحملها انتصار حرب أكتوبر 1973، إلا أن الأفلام التي تناولت هذه الفترة التاريخية لا تزال قليلة جداً بالنسبة لأهمية الحدث نفسه، بعض هذه الأفلام تم إيقاف إنتاجها أو منع عرضها بسبب الظروف السياسية أو تناولها للوضع السياسي بشكل صريح، ما جعلها غير مرحب بها من قبل السلطات.

معظم الأفلام التي تم إنتاجها حول حرب أكتوبر تركزت علي بطولات المحاربين أو الأبطال الفرديين دون أن تسلط الضوء بشكل كافي علي تفاصيل الحرب نفسها، وقد تكررت هذه الأفلام بشكل دوري في المناسبات السنوية لذكري أكتوبر وتحرير سيناء، مثل "العمر لحظة"، و"الطريق إلي إيلات"، و"الرصاصة لا تزال في جيبي"، و"أبناء الصمت"، ما جعلها تُعتبر تقليدية ومتكررة.

في المقابل، هناك العديد من الأفلام الوثائقية التي تسرد بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر، ولكنها لا تحظي بشعبية كبيرة بين الجماهير، وقد لا يعرف الكثيرون كيفية العثور عليها.

من بين أهم الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر، نجد أن بعضها تم منعه تماماً من العرض أو لم يعرفه الجمهور بسبب مشاكل في الميزانية أو الترويج، من هذه الأفلام:

الاستعراض الأخير: أخرجه محمد فاضل، ويتميز بأنه يعرض جانباً غير معتاد من الحرب من خلال مقارنة بين الاستعراض العسكري الإسرائيلي قبل الحرب والاستعراض المصري للأسلحة والمدرعات الإسرائيلية المدمرة، الفيلم، الذي قام ببطولته النجم الراحل نور الشريف، لم يعرض سوي نادراً، وقد أوقف عرضه بسبب عدم اهتمام المسؤولين به.

زائر الفجر: أخرجه ممدوح شكري عام 1973، وهو فيلم يروي الوضع السياسي في تلك الفترة، تم منع الفيلم من العرض بسبب الإسقاطات السياسية التي يحتويها، ما أصاب منتجته ماجدة الخطيب بالإحباط.

 حائط البطولات: أنتجه "قطاع الإنتاج" بالتعاون مع عادل حسني عام 1999، ويعتبر من الأفلام المهمة التي تناولت دور سلاح الدفاع الجوي في الحرب، ومع ذلك، تم منع الفيلم من العرض لمدة 12 عاماً بسبب قضايا تتعلق بالسياسة.

 الكتيبة 418: أنتجته المجموعة 73 مؤرخين عام 2015، ويتناول بطولات الكتيبة 418 خلال حرب أكتوبر، الفيلم الذي يمتد لـ76 دقيقة، كان إنتاجه بجهود ذاتية ويفتقر إلي الترويج الكافي.

أسد سيناء: أنتج عام 2016، ويتناول قصة البطل سيد زكريا خليل. الذي وحده استطاع إيقاف كتيبة إسرائيلية كاملة خلال حرب أكتوبر. تم تصوير الفيلم في أماكن حربية حقيقية وشارك فيه عمرو رمزي.

أفلام لم تكتمل عن النصر

كان قد صرح المخرج وائل إحسان منذ سنوات إنه يستعد لمشروع سينمائي يتناول المقاومة الشعبية في مدن القناة وقت حرب أكتوبر مبرراً أن الأجيال الجديدة من حقها أن تعرف بطولات أجدادها وهي بطولات حقيقية، موضحاً أن السينما الأمريكية تنتج أفلاما تعبر عن بطولات وهمية ونحن هنا نتجاهل بطولات حقيقية تتشرف بها الأمم، وهذه النوعية من الأفلام تحتاج لشجاعة من المنتجين ولدعم من الدولة ممثلة في مؤسساتها.

وفي أكتوبر 2019، أعلن الفنان محمد إمام. عن تحضيره لفيلم جديد يجسد من خلاله شخصية بطل الصاعقة وقائد مجموعة 39 في نصر أكتوبر، إبراهيم الرفاعي، وكتب في منشور عبر حسابه الرسمي علي "انستجرام" "مشروع ظهر فجأة عن بطل مفاجأة انتظروني إن شاء الله في فيلم عن أسطورة الجيش المصري إبراهيم الرفاعي"، إلا أن العمل الفني لم يقدم أو يطرح حتي الآن.

في الختام، يمكن القول إن السينما المصرية لم تقدم بعد عملاً سينمائياً جديراً يعكس انتصار أكتوبر بالشكل الذي يستحقه، ربما يكون السبب في ذلك هو نقص الميزانيات، لكن من الممكن أن تُنتج أفلام فنية ذات قيمة عالية تستطيع أن تقدم حرب أكتوبر بشكل مميز وجاذب للجمهور، إننا بحاجة لأفلام تعكس الجوانب المختلفة لهذا الانتصار وتقدم صورة واضحة للأجيال القادمة، مستفيدين من تجارب السينما العالمية في تقديم قصص الحروب والبطولات.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل