شارك وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عمرو طلعت في المائدة المستديرة الوزارية للشراكة العالمية للذكاء الاصطناعي (GPAI) والدول المهتمة. عقد اجتماع المائدة المستديرة في مقر وزارة أوروبا والخارجية الفرنسية على هامش قمة عمل الذكاء الاصطناعي في باريس، فرنسا.

تمخض الحدث في النهج الشامل الذي اعتمده GPAI للإدارة العالمية للذكاء الاصطناعي، بهدف استكشاف فرص التعاون المستقبلية عبر مختلف البلدان ودعم التنسيق الدولي في هذا المجال. ومن بين الشخصيات الرئيسية التي حضرت اجتماع المائدة المستديرة وزيرة العلوم والتطوير التكنولوجي والابتكار الصربية جيلينا بيجوفيتش، ووزيرة العلوم والتكنولوجيا والمعرفة والابتكار في شيلي أيسين اتشيفري، ووزيرة الرقمية والابتكارات والفضاء الجوي في كازاخستان، ونائب مدير مدير مديرية العلوم والتكنولوجيا والابتكار أودري بلونك في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

أكد وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال في ملاحظاته أن مصر أطلقت النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2025-2030 في يناير. وأوضح أن الاستراتيجية مبنية على ستة ركائز رئيسية: الحوكمة، التي تضمن الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي أثناء معالجة قضايا مثل الشفافية، والتحيز الخوارزمي، وحماية الخصوصية؛ البيانات، وإنشاء أطر قوية لتعزيز إمكانية الوصول إلى البيانات ومشاركتها؛ والبنية التحتية، التي تهدف إلى توسيع السحابة الذكية خدمات الحوسبة وتنفيذ مشاريع التحول الرقمي وتوفير تطبيقات حوسبة عالية الأداء.

وتشمل الأركان الأخرى النظام البيئي ودعم الشركات الناشئة وتعزيز الابتكار؛ التكنولوجيا التي تركز على تحسين جودة الحياة والكفاءة القطاعية في مختلف القطاعات من خلال تطوير نماذج وخوارزميات مبتكرة للذكاء الاصطناعي، مثل التعلم العميق؛ والمواهب، تعزيز برامج بناء قدرات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (MCIT).

علاوة على ذلك، سلط طلعت الضوء على مشاركة مصر الفعالة في المحافل الدولية التي تعالج القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. وشدد على أن مصر هي أول دولة إفريقية تلتزم بمبادئ منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وتلعب دورا محوريا في الفريق العامل للذكاء الاصطناعي.

علاوة على ذلك، أكد طلعت على تكريس مصر لتعزيز التعاون الإقليمي للذكاء الاصطناعي على الصعيدين العربي والأفريقي من خلال جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. كما شدد على تركيز الأمة على معالجة التحديات المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التحيز الخوارزمي، والشفافية، والمساءلة، بما يتماشى مع المبادرات الدولية في هذا المجال.

كما أشار وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال إلى جهود مصر الاستباقية في التعرف على تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل من خلال برامج تدريبية مصممة لتزويد القوى العاملة بالمهارات الرقمية اللازمة لمواكبة متطلبات الاقتصاد المدفوع بالذكاء الاصطناعي.

بالإضافة إلى ذلك، أكد طلعت التزام مصر الثابت بتعزيز الأمن السيبراني لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وإعطاء الأولوية لحماية الخصوصية ومنع خرق البيانات. كما دعا إلى زيادة الاستثمارات العالمية في الابتكار الذي يحركه الذكاء الاصطناعي للتغلب على تحديات تكلفة البنية التحتية وتعزيز أبحاث الذكاء الاصطلاعي في جميع أنحاء أفريقيا والمنطقة العربية.

كما أكد وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال على التزام مصر بالتعاون الدولي في النهوض بحوكمة الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. سلط الضوء على المشاركة النشطة للبلاد مع GPAI ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تشكيل سياسات الذكاء الاصطناعي العالمية لموازنة الابتكار والاعتبارات الأخلاقية. يتماشى هذا الالتزام مع الدور الرائد للدولة في تطوير سياسات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء أفريقيا والمنطقة العربية.

في الختام، دعا طلعت إلى تقديم المزيد من المبادرات التي تركز على الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التحويلية في قطاعات مثل الرعاية الصحية والزراعة والتعليم. وأعرب عن حرص الأمة على تعزيز التعاون الدولي خلال قمة GPAI القادمة في سلوفاكيا.

جدير بالذكر أن وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال يزور باريس حالياً، فرنسا، للمشاركة في قمة عمل الذكاء الاصطناعي، التي استضافت يومي 10-11 فبراير، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي. تجمع القمة رؤساء الدول والحكومات والوزراء والسفراء والمسؤولين من المنظمات الدولية.

ومن المقرر أن ينخرط طلعت خلال الزيارة في عدة اجتماعات مع مسؤولين من شركات فرنسية لاستكشاف فرص الاستثمار داخل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال. بالإضافة إلى ذلك، سيجتمع مع مسؤولين من المنظمات الدولية لمناقشة التعاون المحتمل في الميادين ذات الصلة.