يشكل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" والملياردير "إيلون ماسك" التحالف الأكثر أهمية في أمريكا حاليًا، لكن تلك العلاقة الوثيقة بينهما لم تبدأ إلا قبل حوالي ستة أشهر فقط، بعدما انتقدا بعضهما البعض علنًا قبل سنوات.
لكن مكن "ترامب" حليفه المقرب من أن يصبح قائًدا ومنفذًا لجهود إدارته للتخلص من البيروقراطية وخفض الإنفاق، وربما تؤدي جهودهما معًا إلى إعادة تشكيل الولايات المتحدة، وبالتالي يصبح التساؤل الأهم حاليًا هو: رغم تطور تلك العلاقة، إلى متى يمكن استمرارها؟
انتقادات سابقة
قبل أيام من انتخابات 2016، ذكر "ماسك" إن "ترامب" ليس الرجل المناسب وأنه لا يتمتع بالنوع من الشخصية التي تعكس صورة جيدة للولايات المتحدة، لكن بعد فوز "ترامب" وافق المدير التنفيذي لـ "تسلا" على أن يصبح عضوًا في مجموعة استشارية تجارية للرئيس، لكنه غادرها بعد قرار أمريكا بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
علاقة اتسمت بالتقلب
وبعد سنوات وتحديدًا في يناير 2020، خلال مقابلة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أعاد "ترامب" إحياء العلاقة بعدما أشاد بالملياردير "ماسك، واصفًا إياه بأنه أحد العباقرة العظماء وشبهه بـ "توماس إديسون"، وفي مايو من نفس العام، أعرب عن دعمه لجهود إعادة فتح مصنع "تسلا" في كاليفورنيا، وكذلك انتقد "ماسك" قرار حظر حساب الرئيس على "تويتر".
التحول من النقد إلى الدعم
بعدما كان "ماسك" ينتقد "ترامب" علنًا، بدأ يخبر أصدقاءه في العام الماضي أنه يريد دعمه بشكل سري، واقترح عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه من الضروري هزيمة "بايدن"، وعزز دعمه عندما أصيب "ترامب" برصاصة في أذنه في بنسلفانيا، وأصبح داعمًا رئيسيًا له في حملته الانتخابية وتبرع بحوالي 288 مليون دولار، وتطورت علاقتهما سريعًا.
سمات مشتركة
ربما لا تظهر الكثير من القواسم المشتركة بينهما للوهلة الأولى، لأن "ترامب" مطور عقاري بالأساس يبلغ من العمر 78 عامًا ويقضي ساعات في ملعب الجولف، أما "ماسك" -53 عامًا – ولد في جنوب أفريقيا، وحقق ثروته في وادي السيليكون ويدير حاليًا شركتي "تسلا و"سبيس إكس"، لكن يشترك كلاً منهما في الميل إلى كسر القواعد، وإثارة الجدل، وزعزعة الوضع الراهن.
خفض الإنفاق الحكومي
منح "ترامب" – الذي أضاف 8 تريليونات دولار للدين في ولايته الأولى- الرجل الأكثر ثراءً في العالم مسؤولية خفض الإنفاق الحكومي، وبالفعل بدأ "ماسك" في ذلك دون الالتزام بالسلطات اللازمة من الكونجرس، مما أثار مخاوف قانونية بشأن التدابير التي يتخذها والنفوذ الذي يتمتع به.
ترامب واثقًا من هيمنته
لكن يبدو أن الرئيس غير مبال لتلك المخاوف إذ يعتقد أن "ماسك" لن يستطيع فعل أي شيء بدون موافقته، كما أنه أعلن صراحة إن "ماسك" لن يتولى الرئاسة، قائلاً: هذا لن يحدث.
صدام حتمي
يزخر التاريخ بأمثلة من المتبرعين والداعمين للحملات الانتخابية الذين هددوا بسرقة الأضواء لكنهم دفعوا الثمن في النهاية، وربما ينضم "ماسك" إلى القائمة الطويلة من رجال الأعمال الذي تم التخلي عنهم بلا مبالاة بعد الاستفادة منهم.
علاقة تكافلية
يشير التاريخ إلى أن تلك العلاقة قد لا تستمر طويلاً، لكن يرى آخرون إنها علاقة تكافلية وبالتالي يمكن استمرارها، وهو ما أوضحه "جو والش" النائب الجمهوري السابق والناقد لـ "ترامب": إنهما أقوى شخصين على هذا الكوكب حاليًا، ويحتاجان إلى بعضهما بشدة، إنهما مثل وحشين وكل يوم تزداد قوتهما.
صدامات محتملة
لكن تلك العلاقة ربما تواجه صدمات منها على سبيل المثال أن سياسة "ترامب" المتشددة تجاه التجارة مع الصين قد تضر بأعمال "ماسك" فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، وتحديدًا مستقبل مصنع "تسلا" في شنغهاي.
الخلاصة
إذا أعاد التاريخ نفسه، فإن علاقة "ترامب" و"ماسك" ستكون متقلبة وسوف يتوخى كليهما الحذر تجاه الآخر، وربما لن تدوم طويلاً لأن الرئيس لن يشارك انتصارته أو يتقاسم الأضواء مع أي شخص.
المصادر: نيويورك تايمز - الجارديان – سي إن إن
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق