"ترامب" يفرض جمارك 25% على الصلب والألومنيوم.. أزمة تجارية جديدة تهدّد استقرار الأسواق الدولية - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

تم النشر في: 

10 فبراير 2025, 8:12 صباحاً

بدأت الأحداث التجارية العالمية تتزعزع مع الإعلان الجديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ عن فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة، ويندرج هذا القرار ضمن سياسة تجارية صارمة تهدف إلى إعادة صياغة علاقات التجارة الدولية، إذ يسعى ترامب إلى مواجهة ما يعتبره ممارسات غير عادلة من قِبل شركاء التجارة. هذه الخطوة التي صدرت من قلب الأجواء السياسية المتوترة، أثارت موجة من ردود الفعل المتباينة سواء داخل الولايات المتحدة أو على المستوى العالمي، مما يجعلها موضوعاً محورياً يستحق الوقوف عند آثاره وآفاقه المستقبلية.

مواجهة تجارية

تستمر سياسة ترامب التجارية في التطور؛ فقد عُرفت ولايته الأولى بفرض رسومٍ جمركية على الصلب بنسبة 25% وعلى الألومنيوم بنسبة 10%، إلا أنه حينها منح بعض شركاء التجارة حصصاً معفاة؛ لضمان استمرار العلاقات الاقتصادية مع حلفاء إستراتيجيين مثل كندا والمكسيك. وعملت إدارة جو بايدن؛ على تمديد بعض تلك الإعفاءات لتشمل بلداناً أخرى؛ كبريطانيا واليابان والاتحاد الأوروبي، لكن قرار ترامب الحالي يُعيد فتح ملف المواجهة التجارية بشكلٍ جريء، حيث يتصاعد الحديث عن "التعريفات المتبادلة" التي تُفرض رداً على الرسوم التي تُفرض على السلع الأمريكية في الأسواق العالمية.

ويتوقع محللو الاقتصاد أن لهذا القرار تبعات كبيرة على الأسواق العالمية؛ فمن جهة، ستزداد تكاليف الإنتاج في عديدٍ من الصناعات التي تعتمد على الصلب والألومنيوم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الأساسية على مستوى العالم. كما أن الدول التي تصدّر هذه المعادن إلى الولايات المتحدة ستواجه تحديات جمة، إذ سيتعيّن عليها إما تحمل ارتفاع التكاليف وإما محاولة التفاوض على إعفاءات جديدة. وفي هذا السياق، شهدت بعض الحكومات -مثل الحكومة الكندية- تصريحات حادّة انتقدت ما وصفته بتغييراتٍ مستمرة في قواعد التجارة، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة ترتيب الأولويات في السياسات التجارية والدبلوماسية.

التأثيرات والمخاطر

ويُبرز الخبر المخاطر المحتملة لاندلاع حرب تجارية شاملة؛ إذ إن فرض تعريفات متبادلة قد يحفّز الدول المتضررة على اتخاذ إجراءات انتقامية بحق سلعٍ أمريكية أخرى. وبدأت الصين، على سبيل المثال، باتخاذ خطوات مماثلة من خلال فرض رسوم على بعض الواردات الأمريكية، مما يزيد من حدة التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديين. هذه الاضطرابات قد تؤثر ليس فقط في معدلات النمو الاقتصادي في الدول الكبرى؛ بل تمتد لتطول الاقتصاد العالمي بشكلٍ عام، خاصةً في ظل ترابط سلاسل الإمداد التي أصبحت تشكّل شريان حياة الصناعة الحديثة.

وعلى صعيد الاقتصاد الأمريكي، يُعد القرار جزءاً من محاولة الإدارة لضبط عجز التجارة وتعزيز الإنتاج المحلي؛ إذ يرى ترامب أن فرض هذه التعريفات سيُحفز الشركات الأمريكية على تحويل أنشطتها الإنتاجية إلى الداخل، مما يُسهم في توفير فرص عمل جديدة وتحسين ميزان المدفوعات. ومع ذلك، فإن زيادة تكاليف المواد الخام قد تنعكس سلباً على أسعار المستهلكين، حيث من المحتمل أن تُرفع أسعار المنتجات النهائية في ظل زيادة التكاليف التشغيلية للشركات. إن هذا التوازن الدقيق بين حماية الصناعات المحلية وتحمُّل تأثيرات الارتفاع في الأسعار، يُعد من أبرز التحديات التي تواجه السياسات الاقتصادية في الولايات المتحدة.

تحديات مستقبلية

وتتجلى التحديات المستقبلية في المخاطر التي قد تنجم عن تصاعد النزاعات التجارية؛ فمن المحتمل أن تؤدي التعريفات الجديدة إلى زيادة معدلات التضخم على المستويين المحلي والعالمي، كما قد تُحدث اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، مما يضع الشركات أمام خيار إعادة هيكلة خطوط إنتاجها وتكاليفها. علاوة على ذلك، فإن الضغوط الدبلوماسية قد تتصاعد مع الدول المتضرّرة التي تسعى إلى حماية مصالحها الاقتصادية، مما قد يُفضي إلى مفاوضات جديدة أو حتى إلى إجراءات قانونية على المستوى الدولي. هذه الديناميكية تجعل من قرار ترامب؛ مسألة إستراتيجية تحمل تبعات بعيدة المدى تتطلب متابعة دقيقة وتقييماً مستمراً للتطورات.

وفي الوقت الذي يتطلع فيه المستثمرون والاقتصاديون إلى قراءة مؤشرات السوق وتوقع تأثير هذه السياسات على سلاسل التوريد، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى قدرة الولايات المتحدة وشركائها على تجاوز هذه الأزمة دون الإضرار بالاقتصاد العالمي. يلوح في الأفق احتمال إعادة التفاوض على اتفاقيات تجارية قديمة، وتبني سياسات جديدة تستهدف إعادة استقرار الأسواق، إلا أن الطريق نحو ذلك مليء بالتحديات والتعقيدات التي تتطلب تعاوناً دولياً واسعاً. مع استمرار تصاعد التوترات التجارية وتحول ملامح السياسة الاقتصادية، يبقى المستقبل مفتوحاً لتداعيات قد تشكّل نقطة تحول حاسمة في تاريخ التجارة الدولية. هل ستكون هذه الخطوة نقطة انطلاق لعصر جديد من العلاقات التجارية المتوازنة أم أنها مجرد بداية لسلسلة من النزاعات التي قد تعصف بالاقتصاد العالمي؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق