نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الأمل إلى الألم: رحلة أم مع طفلها المصاب بطيف التوحد - تدوينة الإخباري, اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 09:13 صباحاً
لم أكن أعلم أن حياتي ستنقلب رأسًا على عقب بعد عشر سنوات من الزواج، لم أتخيل أن الرجل الذي ظننته سندي سيكون هو من يهدد حياتي وحياة ابني.. لم أتوقع يومًا أن أُحارب وحدي من أجل حق صغيري في الحياة.
بداية القصة
تزوجت منذ عشر سنوات، وكنت كأي امرأة تحلم بالأمومة، لكني اكتشفت بعد الزواج أن زوجي يعاني من مشكلة في الإنجاب، ظللنا نحاول لثلاث سنوات، كنت أتحمل وحدي نظرات الناس وكلامهم، حتى قررنا اللجوء إلى أطفال الأنابيب، وبفضل الله، حملتُ بابني الأول عبدالله، كم كانت فرحتي حينما علمت أنني سأصبح أمًا!
لكن فرحتي لم تدم طويلًا، فعندما كبر عبدالله قليلًا، لاحظت تصرفاته المختلفة، لم يكن كباقي الأطفال.. لم يكن يستجيب لي كما يفعل غيره، لم يكن ينظر في عيني، كان يتحرك بلا توقف، يصرخ كثيرًا، وحينما عرضته على الأطباء، جاءت الصدمة.. "ابنك يعاني من طيف التوحد وفرط الحركة"، كان وقع الكلمات كالصاعقة، لكني تماسكت.. إنه طفلي، قطعة من روحي، هل يُمكن أن أتخلى عنه؟
قرار الأب القاسي
حينما أخبرت والده، توقعت أن يقف بجانبي، لكنه بدلًا من ذلك رأيته يبتعد، قال لي إن تكلفة العلاج مرتفعة، وإن علاجه في مصر سيكون أرخص من السعودية، فعدت إلى بلدي، ظننت أني بذلك أحافظ على استقرار أسرتي، لكني لم أكن أعلم أن ذلك لم يكن إلا تمهيدًا *للطعن في ظهري.
فوجئت يومًا بمكالمة من مأذون يخبرني بأن زوجي طلقني غيابيًا! لم أصدق، حاولت الاتصال به، لكنه حظرني من كل شيء، وكأنني لم أكن في حياته أبدًا، وكأن ابنه لم يكن له وجود.
عائلته.. والعار الذي يجب التخلص منه
ذهبت إلى أقاربه لأفهم ما الذي يحدث، وكانت الصدمة الأكبر حين أخبروني بكل برود أن ابني عارٌ على العائلة، قالوا لي صراحةً: "تخلصي منه.. هذا الطفل لا مكان له بيننا"، لم أكن أصدق ما أسمعه، كيف لأب أن يتخلى عن فلذة كبده؟ كيف لعائلة أن تعتبر طفلًا بريئًا "عارًا" فقط لأنه مختلف؟
محاولة القتل.. والتهديد بالموت
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل عاد زوجي إلى مصر ذات يوم، واجهته، طلبت منه أن ينفق على ابنه، لكنه ثار بجنون، حمل سكينًا ووضعه على رقبتي، نظر في عيني وقال لي بصوت مخيف: "ابنك ده عار عليه.. واقتله وهأقتلك" لم أشعر بالخوف على نفسي بقدر خوفي على عبدالله، حمل الأطفال وحبسهم بعيدًا عني، ثم أعادهم إلى مصر وأخذ قرارًا نهائيًا بالخروج من حياتنا تمامًا.
النضال من أجل حق ابني
لم يكن أمامي خيار إلا رفع دعوى نفقة، فهذا حق عبدالله.. لكن زوجي تهرب، رفض الاعتراف بمسؤوليته، ولم يدفع جنيهًا واحدًا لعلاج طفله، رغم أنه يتقاضى راتبًا كبيرًا يصل إلى 260 ألف جنيه شهريًا.
نداء إلى أصحاب القلوب الرحيمة
أنا لا أريد شيئًا لنفسي، كل ما أريده هو أن أرى ابني بخير، أن يحصل على العلاج والتأهيل الذي يحتاجه، لذلك أناشد الملك سلمان بن عبد العزيز أن يتدخل لإلزام والده بالإنفاق عليه، وأتوجه بالنداء إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي* لمساعدتي في علاج طفلي، فهو يحتاجني، يحتاج أن يكون له مكان في هذا العالم، فهو ليس عارًا.. إنه *ابني وأمانتي في الحياة*.
0 تعليق