أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن أزمة غزة أدت إلى خسائر كبيرة في إيرادات القناة، بلغت نحو 7 مليارات دولار حتى الآن، بسبب تراجع أعداد السفن المارة عبر المجرى الملاحي نتيجة التوترات في البحر الأحمر.

تأثير أزمة البحر الأحمر والتصريحات الأمريكية

وأوضح ربيع، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON، أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن احتمال عدم استقرار اتفاق الهدنة في غزة، ساهمت في زيادة حالة اللايقين لدى شركات الملاحة، ما عزز المخاوف من استئناف الحوثيين هجماتهم على السفن التجارية.

وأشار إلى أن متوسط عدد السفن المارة حاليًا عبر القناة يتراوح بين 30 إلى 32 سفينة يوميًا، مقارنة بـ72-75 سفينة قبل الأزمة، وهو ما يعكس الانخفاض الحاد في حركة الملاحة بسبب التوترات الأمنية.

مؤشرات على تحسن الأوضاع

وأضاف رئيس هيئة قناة السويس أن هناك مؤشرات إيجابية على تحسن الأوضاع، منها:

آخر هجوم حوثي في البحر الأحمر كان في 2 ديسمبر 2024، بينما أعلن الحوثيون وقف العمليات الهجومية في 19 يناير 2025 بعد اتفاق غزة.

في 9 يناير 2025، عبرت 6 سفن تابعة للولايات المتحدة وإنجلترا البحر الأحمر دون أي تهديدات، ما عكس تراجع المخاطر.

في 2 فبراير 2025، عبرت ناقلة النفط "كريساليس"، التي ترفع علم ليبيريا، البحر الأحمر، رغم تعرضها سابقًا لهجوم حوثي في يوليو 2024، مما يعكس تحسن الوضع الأمني.

اجتماعات مع كبرى شركات الملاحة

وكشف ربيع عن عقد اجتماعات مع 32 شركة ملاحة عالمية، حيث أبدت تلك الشركات رغبتها في الحصول على مزيد من الضمانات بشأن أمان الملاحة في البحر الأحمر. ورد عليهم قائلاً: "ليس هناك تأكيدات أقوى من عبور السفن التي ذكرتها، بالإضافة إلى إعلان الحوثيين وقف الهجمات، لذا لا داعي للانتظار حتى منتصف 2025 لاتخاذ القرار". لكنه أشار إلى أن الشركات تنتظر استقرار المرحلة الثانية من الهدنة، خوفًا من أي تصعيد قد يعيد الهجمات البحرية.

توقعات التعافي في الملاحة

توقع الفريق أسامة ربيع أن تشهد الملاحة في القناة تعافيًا تدريجيًا مع نهاية مارس 2025، مع بدء السفن الكبيرة في استئناف رحلاتها، على أن تصل الملاحة إلى ذروتها بحلول منتصف 2025، بشرط استمرار الهدنة وعدم وجود تهديدات جديدة.

أرقام تكشف حجم الأزمة

الخسائر في الإيرادات تقدَّر بـ61-62%، أي نحو 7 مليارات دولار خلال العام المالي المنتهي في يونيو 2025.

إجمالي الخسائر خلال 15 شهرًا بلغ 6.8 مليار دولار، وقد يرتفع إلى 7 مليارات دولار إذا لم يبدأ التعافي في مارس.

منذ 19 نوفمبر 2023، عبر 10,517 سفينة عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وهي سفن كان يفترض أن تمر عبر قناة السويس لولا التهديدات الأمنية.

تكلفة النقل عبر رأس الرجاء الصالح

أوضح ربيع أن التحول إلى طريق رأس الرجاء الصالح لم يكن خيارًا اقتصاديًا مثاليًا، حيث أدى إلى:

زيادة تكلفة النقل بسبب طول الرحلة.

ارتفاع أجور البحارة نتيجة المخاطر والتأخير.

تأثير سلبي على سلاسل الإمداد بسبب تأخر وصول الشحنات عن مواعيدها المعتادة.

واختتم ربيع حديثه بالتأكيد على أن هيئة قناة السويس تعمل بشكل مكثف لإعادة ثقة شركات الملاحة في أمان المجرى الملاحي، مشيرًا إلى أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الملاحة العالمية.