جيمي ماكغيفر*
منذ تولي دونالد ترامب رسمياً مقاليد الأمور بوصفه رئيساً للولايات المتحدة، يُقدّم مضاربو العملات أقوى دعم للدولار الأمريكي، فاق حتى ما قدّموه في مستهل ولايته الأولى قبل 8 سنوات.
والسؤال الآن هو ما إذا كان هذا يشير إلى مزيد من قوة الدولار في المستقبل أو يمثل ذروة الدورة الحالية ل «الدولار القوي»، كما أشار ترامب في أواخر العام الماضي؟
لقد شهدت تداولات العملة الخضراء أداء صعودياً ملحوظاً منذ أواخر سبتمبر/أيلول عندما بدأ المستثمرون في الرهان على اقتصاد أمريكي أقوى، وأسعار فائدة أعلى لفترة أطول، وفوز المرشح الجمهوري آنذاك.
وفي الأشهر الثلاثة اللاحقة، حوّلت صناديق لجنة تداول السلع الآجلة مركزاً قصيراً صافياً بالدولار مع رافعة مالية مقابل العملات الرئيسية والأسواق الناشئة بنحو 15 مليار دولار إلى مركز طويل صافٍ بالاستدانة بقيمة تزيد على 35 مليار دولار. وهذا هو أكبر مركز طويل منذ يناير/كانون الثاني 2016. والمركز الطويل هو في الأساس رهان على أن قيمة أحد الأصول سترتفع، أما القصير فهو رهان على أن سعره سينخفض.
ومع بدء عصر «ترامب 2»، أصبح مؤشر الدولار أعلى بنحو 20% من متوسطه المعروف على مدى الربع الأخير من القرن الماضي، وبمستويات نادراً ما نراها منذ ثمانينات القرن العشرين.
في المقابل، لاحظ خبير الاقتصاد الكلي لدى «سوسيتيه جنرال» كيت جوكس، أن الدولار ربما يكون قوياً ولكنه «يتقدم على نفسه قليلاً». ويتفق المحللون في «مورغان ستانلي» مع هذا الرأي، حيث أعلنوا الجمعة الماضية أنهم أصبحوا متشائمين بشأن الدولار، وأوصوا ببيعه مقابل اليورو والجنيه الاسترليني والين.
ويزعمون أن معظم الأساسيات والديناميكيات الاقتصادية التي عززت الدولار مؤخراً، وكان هناك الكثير منها، مدرجة بالكامل في سعر صرف الدولار، أو حتى مبالغ في تسعيرها في بعض الحالات.
كما يشيرون إلى أن عائدات الخزانة قد بلغت ذروتها، وأن رواية «الاستثناء الأمريكي» لم يعد لها أي قيمة، وأن المستثمرين متفائلون للغاية بشأن حجم ونطاق التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب لصالح الدولار، فضلاً عن أن التشاؤم المحيط بثروات أوروبا مبالغ فيه.
ولو جمعنا كل هذا معاً، فإن التوقعات قريبة الأجل للدولار ليست وردية تماماً، على الأقل من منظور تكتيكي إن لم يكن أساسياً في الأمد البعيد، وخاصة مع تحيز الصناديق والمستثمرين إلى هذا الحد.
وكما كتب استراتيجيو النقد الأجنبي في «مورغان ستانلي» مؤخراً، «نحن ندرك أن هناك قدراً كبيراً من عدم اليقين بشأن تسلسل ونتيجة السياسة الأمريكية. ولكن في الأمد القريب، نعتقد أن المخاطر غير المتكافئة تفضل بوضوح ضعف الدولار إلى جانب انخفاض العائدات».
لا شك أن وجهة نظرهم بشأن الدولار ليست متفقة على أي شيء. فعلى سبيل المثال، رفع المحللون في «غولدمان ساكس» توقعاتهم الصعودية للدولار، مشيرين إلى استمرار الأداء الاقتصادي الأمريكي المتفوق، وعوائد سندات الخزانة الداعمة، مع ترسيخ الاعتقاد بأن التأثير الإيجابي للدولار الناجم عن الرسوم الجمركية المتوقعة من ترامب لم يتم تسعيره بالكامل بعد.
مع ذلك، ونظراً لمواقف المضاربين الممتدة تجاه الدولار، فقد لا يستغرق الأمر الكثير لدفع «الدولار القوي» إلى الانزلاق من هذا الارتفاع العالي. حيث قال مسؤول في إدارة ترامب مؤخراً، إن الرسوم الجمركية لن تُفرض على شركاء الولايات المتحدة التجاريين على الفور. وهذا ما دفع العملة الأقوى في العالم إلى الانخفاض بأكثر من 1%، ما وضعها على مسار أسوأ يوم لها منذ أغسطس/آب.
* كاتب صحفي ومحلل مالي في «رويترز»
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق