نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القصرين: مستثمر من منطقة الأفران بفوسانة يحقّق نجاحا لافتا في تجربة زراعة الزعفران البيولوجي - تدوينة الإخباري, اليوم الأحد 9 فبراير 2025 09:10 مساءً
نشر في باب نات يوم 09 - 02 - 2025
(وات/تحرير لطيفة مدوخي) - حقّق المستثمر محمد الروافي أصيل منطقة الأفران بمعتمدية فوسانة من ولاية القصرين ناجحا لافتا في تجربة زراعة الزعفران البيولوجي أو ما يعرف ب"الذهب الأحمر" والتي يخوضها منذ سنة 2020، وأثبت من خلالها جدوى هذا القطاع الواعد نظرا للقيمة الغذائية العالية للزعفران وفاعليته الطبية، كما يعتبر من المشاريع الزراعية ذات المردودية الاقتصادية العالية ما جعل منه خيارا صائبا لهذا المستثمر الطموح.
مميزات مسقط رأسه الأفران المرتفعة على مستوى سطح البحر بأكثر من 650 مترا ، وتربتها الخصبة ومناخها المعتدل ساعدته على تجسيد مشروعه على أرض الواقع، مع التركيز على الأساليب البيولوجية التي تعتمد على السماد العضوي والرّي الذكي، دون اللجوء إلى المبيدات الكيميائية لضمان منتوج عالي الجودة.
ورغم هذه العوامل الملائمة، لم تخل تجربة زراعة الزعفران البيولوجي بولاية القصرين من التحديات، فقد بدأ المستثمر مشروعه في إكثار بصيلات الزعفران بعد أن تمكن من جلبها من فرنسا بمعية قريبه المقيم هناك، باعتبار عدم توفرها في تونس، وجهز الأرض وانخرط في النمط البيولوجي لتعزيز القيمة التجارية للمنتوج وتعرّف بشكل معمق على هذا النمط الزراعي وخصوصياته ومتطلباته، كما أنجز وحدة لصناعة السماد العضوي الطبيعي قرب الضيعة، فضلا عن قيامه بدراسة للسوق.
ومنذ السنة الأولى للتجربة، تكاثرت نبتة الزعفران وأعطت نتائج مبهرة شجّعت الروافي على مزيد التوسع في المساحات، والتفكير في بعث مشاريع جديدة مكمّلة لمشروعه تتمثل في وحدة لتربية النحل لإنتاج عسل الزعفران مع زراعة "الكبار" الخالي من الشوك خلال السنوات المقبلة.
وفي تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، كشف الروافي أن نبتة الزعفران هي نبتة مقاومة للجفاف وغير مستهلكة للماء (الماء يهدّد الزعفران)، وتُزْرَعُ في تربة خفيفة وسهلة الصرف المائي وفوائدها لا تحصى ولا تعد، حيث تستعمل في صناعة أغلى الأدوية في العالم، كما تعد من أغلى وأرقى التوابل.
لم يكن نجاح هذا المستثمر في زراعة الزعفران البيولوجي مجرد صدفة، بل كان ثمرة شغف كبير بالفلاحة وحبه للأرض، فقد كان مرتبطا بالطبيعية منذ صغره، يرى في الأرض مصدرا للحياة والعطاء، ما جعله يعمل على تحقيق مشروع زراعي بيولوجي يجمع بين حبّه للفلاحة ورؤيته لريادة الأعمال المستدامة وذلك بعد تقاعده من عمله بشكل مبكر.
اليوم، ينظر المستثمر محمد الروافي الى مزرعته الصغيرة بفخر ويرى فيها مثالا حيا على أن حبّ الأرض والعمل بجد هو طريق النجاح رغم الصعوبات التي واجهها .
وفي ذات السياق، أكّدت المهندسة الفلاحية رئيسة دائرة الشباك الموحد للتوجيه في الفلاحة البيولوجية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، فطوم عبايدي، في تصريح لوكالة "وات"، أنّ تجربة المستثمر محمد الروافي في زراعة الزعفران البيولوجي بمنطقة الأفران في فوسانة تعتبر تجربة نموذجية والأولى من نوعها بولاية القصرين.
وذكرت عبايدي أن قطاع الفلاحة البيولوجية هو قطاع واعد بالجهة، وهو نمط زراعي منظم ومقنّن ويخضع لكراسات شروط، وفي ظلّ كثرة الأمراض الموجودة حاليا تعتبر الفلاحة البيولوجية الضامن الوحيد للصحة لخلو منتوجاتها من المواد الكيميائية.
وأضافت أن المساحات الجملية المصادقة عليها بيولوجيا خلال سنة 2024 بولاية القصرين، تقدّر بحوالي 23 ألف هكتار منها قرابة 4500 هكتار انتاج نباتي من زيارتين وتين شوكي وأشجار مثمرة والبقية مساحات غابية في مجال استغلال الإكليل، علما أنه من السهل تحويل عدد من الغراسات إلى النمط البيولوجي وهي غراسات الزياتين واللوز والفستق وغراسات التين الشوكي .
وقالت إن "المندوببية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين تعمل على التوسع في هذه المساحات، وعلى ادراج النباتات الطبية والعطرية المزروعة لدى الهياكل المهنية مثل الشركات التعاونية ومجامع التنمية ضمن النمط البيولوجي، مع العمل على توجية الفلاحين إلى الزراعات التي تضمن الديمومة والمتأقلمة مع التغيرات المناخية مثل زراعة الزعفران .
ولفتت إلى أن ولاية القصرين تتوفر على 11 مؤسسة تحويلية للتين الشوكي وعلى معصرة بيولوجية ووحدة لتقشير اللوز، وتعليب زيت الزيتون، إلى جانب وحدة لصنع المستسمد البيولوجي .
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
.
0 تعليق