كتب طاهر العدوان *
بقراراته وسياساته الهوجاء، يزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يريد بناء أمريكا العظمى، لكنه في الواقع يسحبها (باقواله وأفعاله) إلى الدرك الأسفل ليجعلها ألعوبة بيد الصهيونية وعصابتها في تل أبيب.
كنا نعتقد أن الكيان هو مجرد قاعدة عسكرية استعمارية متقدمة لامريكا، لكن منذ ان اصبح شغل ترامب الشاغل، وضع توقيعه على القرار بعد الآخر ضد الفلسطينيين والعرب والعالم، وضد الأمم المتحدة وهيئاتها ومجالسها، خدمة للاحتلال وجرائمه. يمكن القول بأن امريكا في عهده اصبحت الخادمة المطيعة الى درجة "الهبل" لعصابة الصهاينة في تل ابيب والكونغرس.
هناك رأي يفسر جنون ترامب وانحيازه لحرب الابادة الصهيونية بأن هذا الرجل يسعى للانتقام من الديموقراطية والعدالة في امريكا وتقويض مؤسساتها وقيمها، وبناء نظام مختلف يقوم (حول شخصه) وما يطمح اليه من امريكا عنصرية انعزالية .وحتى يحمي نفسه داخليا من قوى الشعب الأمريكي والوصول الى هدفه فإنه يرهن نفسه ومواقفه للصهيونية ولوبياتها ولليمين العنصري في تل ابيب و الكونغرس.
من يستمع لتصريحات رئيس مجلس النواب الأمريكي ووزراء ترامب، من مواقف عنترية ضد غزة المدمرة وشعبها الصامد الصابر، يمتلئ سخرية من دولة تدّعي انها عظمى وزعيمة العالم الحر.. انها مدرسة للانحطاط والكذب وتزوير الحقائق، وللسخافة السياسية والجلافة اللغوية، وكأن العالم أمام عصابة من المجرمين المتعطشين لسفك دماء الابرياء.
ليعذرني القارئ، على مثل هذه الأوصاف بالكتابة، فجميعنا مرغم على ذلك أمام حالة عالمية نعيشها، تهدد امننا القومي بالصميم.
لقد تعارفت الحضارات على أن لغة السياسة هي فن إدارة العلاقات الدولية باحترام وبلغة الحكمة والعقل وتبادل المصالح وفي ظل القيم الإنسانية ومبادئ الشرعية الدولية ،لغة تفرض عليك استخدامها حتى وانت تخاطب عدوك وخصمك! لكن ما نسمع ونشاهد من تصريحات ترامب واعضاء إدارته ومن تحالفاته واتفاقاته مع المجرم نتنياهو، لا تجد جدوى (على الاقل من باب الاعلام) في مقارعة ذلك بالحجة والقول الحسن، اللغة الوحيدة التي يستحقونها هي السخرية واستخدام اوصاف مثل (كذابون، مزورون، سفاحون، مجرمون) وفي تصريحاتهم وقراراتهم وافعالهم ما يوثق ذلك ..
* الكاتب وزير إعلام أسبق
0 تعليق