حرب الهوية.. الأردن في مواجهة مؤامرة التهجير والدولة البديلة - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

لم يعد الصمت خيارًا، ولم يعد التردد مقبولًا.. ما يواجهه الأردن اليوم ليس مجرد ضغوط سياسية أو تفاهمات دبلوماسية، بل هو حرب هوية وجودية، تستهدف كيان الدولة الأردنية وتضرب في عمق مكوناتها الوطنية. ما تطرحه الإدارة الأمريكية ليس إلا عبثًا بمصير الشعوب، وهو ليس مجرد حلٍّ سياسي، بل مشروع تصفية للقضية الفلسطينية على حساب الأردن، وتحويله إلى ما يُعرف بالدولة البديلة، وهو ما يرفضه الأردنيون قيادة وشعبًا.

في ظل الضغوط المتزايدة، يُظهر الأردن صلابة غير مسبوقة، مدعومًا بمواقف إقليمية من السعودية ومصر، اللتين تدركان أن أي مساس باستقرار الأردن سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها. لكن الأهم من ذلك أن الشارع الأردني دخل في مزاج التحدي والتصدي، فالشعور السائد هو أن ما يُطرح ليس مجرد تسوية سياسية، بل محاولة طمس الهوية الوطنية وفرض واقع جديد بالقوة.

إن خروج الشارع الأردني عن صمته ليس مفاجئًا، بل هو رد فعل طبيعي لمؤامرة مكشوفة. أي محاولة لفرض توطين الفلسطينيين أو تهجيرهم إلى الأردن تعني تفجير استقرار البلاد، وتمزيق نسيجها الوطني لصالح أجندات خارجية، لا ترى في الأردن إلا مجرد ورقة تُلعب على طاولة المصالح الكبرى.

الرفض الأردني لما يُطرح من مشاريع تصفية بات أكثر صلابة، ليس فقط في الخطاب الرسمي، ولكن أيضًا في تحركات الدولة داخليًا وخارجيًا. لم يعد الأردن في موقع المتلقي للضغوط، بل انتقل إلى موقع الفاعل الذي يفرض معادلة الرفض والمقاومة، مستندًا إلى دعم شعبي واسع، وإدراك عربي متزايد لخطر ما يجري.

كل الأنظار تتجه الآن إلى اللقاءات القادمة، حيث من المتوقع أن تزداد الضغوط، لكن الواضح أن الأردن لن يساوم على هويته، ولن يسمح بأن يكون ثمن أي تسوية هو استقراره ومستقبله.

ما يجب أن يفهمه الجميع أن الأردن ليس مجرد جغرافيا يمكن إعادة تشكيلها وفق المصالح الدولية، بل هو دولة ذات سيادة، وشعب له قراره، وهوية لا يمكن العبث بها. الرسالة واضحة: لن يكون الأردن وطنًا بديلًا، ولن يكون الفلسطينيون إلا في وطنهم فلسطين. أي محاولة لفرض سيناريوهات التهجير أو التوطين ستُواجه برفض شعبي ورسمي لا تهاون فيه.

في هذه اللحظة الفاصلة، يُعيد الأردن صياغة موقفه على أسس أكثر صلابة.. لم يعد هناك مجال للمراوغة أو التردد، بل مواجهة مفتوحة مع أي محاولة لتغيير هوية البلاد. فالرهان على استسلام الأردن رهان خاسر، والتاريخ شاهد على أن هذا البلد، الذي وُلد من رحم التحديات، لم ولن يقبل أن يكون مجرد ورقة في لعبة القوى الكبرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق