الغَربُ ( الاستعماري ) أمس واليوم - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الغَربُ ( الاستعماري ) أمس واليوم - تدوينة الإخباري, اليوم الأحد 9 فبراير 2025 07:26 مساءً

الرئيسية مـقـالات مـقـالات الأحد, 9 فبراير, 2025 - 7:24 م

الغَربُ ( الاستعماري ) أمس واليوم

عبد السلام بدر

عبد السلام بدر

عن ديمقراطية الغرب ومناداته بحقوق الإنسان، وذَرف دموعه حُزنا على ضحايا الحروب، ومقارنة مواقفه الحالية من مجازر الصهاينة في "فلسطين" وتشريد أهلها، تذكرت أني وعمري ست سنوات عندما كانت تقيم أسرتي بمدينة "الإسماعيلية" ١٩٥٦م شاهدتُ أرتال الدبابات والعربات المُصفَّحة وحاملات الجنود تتجهُ إلى "بورسعيد" وقد اصطف ( الإسمعلاوية ) كبارًا وصغارًا على جانبيْ الطريق يهتفون لجنودنا ويرددون: " الله أكبر". لم أَكُن أُدرِك أنه العدوان الثلاثي على مصر، ولماذا وقع. و بالصف السادس الابتدائي عرَفتُ أن هناك دولا تحتل غيرها بالقوة طمعا في ثرواتها، واستغلالا لمواقعها المهمة، وأن " فرنسا " احتلت مصر ( ١٧٩٨م - ١٨٠١م )، واحتلت " الجزائر" ١٨٣٠م و" المغرب " ١٩١٢م، وباتفاقية "سان ريمو" ١٩٢٠م مع إنجترا احتلت فرنسا سوريا ولبنان، واحتلت إنجلترا العراق والأردن وفلسطين. وقرَأتُ بعد ذلك في كُتُب التاريخ أن بريطانيا حاولت احتلال مصر ١٨٠٧م وفشلتْ، لكنها تمكَّنت في ١٨٨٢م من احتلالها ٧٥سنة إبَّان نظام حكمٍ ملكي خانع وخاضع للاحتلال. كما أدرَكْتُ معنى اعتداء القوي على الضعيف، ونَمَا شعوري بكراهية الظُلم والاعتداء. و عرَفْتُ أن البلاد التي تأثر بثقافاتها بعض المفكرين والعُلماء المصريين والعرب وعادوا منبهرين بأضواء "باريس" وحضارتها فأطلق عليها أحدهم مدينة النور ( و كان يعنى نور العلم ) ما هي إلا دول استعمارية دموية، تستنزف خيرات الشعوب الضعيفة. وربما أثَّرت قصصُ الحُب التي عاشها بعضهم في افتتانهم بأوروبا أثناء بعثاتهم، مع تعظيمي لدور كل منهم في تطور العلوم والفنون وإثراء الأدب العربي وما خلَّفه من تراث فِكري ومَعرِفيّ. هؤلاء عبَّروا عن مشاعرهم الشخصية ربما متناسين أو متجاهلين التاريخ الوحشي و العدواني لدول الغرب في أماكن كثيرة من العالم، فقد انشغل كل منهم بدراسته التي سافَرَ من أجلها متنَعِّما بوجه أوروبا المُضيء فكرًا والمُشِع فنا وأدبا وثقافة. والغريب أنه في الوقت الذي كان منهم من يتأبط ذراع حسنائه الشقراء، كانت بريطانيا تحتل وتستنزف خيرات مصر وتدوس رقاب أهلها منتهكة ببشاعة وصَلَف كل حقوق الإنسان. هنا أيقنت أن الغرب الاستعماري القديم بأطماعه وعجرفته وعنصريته ومحاولاته الدائمة، باستخدام قوته العسكرية والاقتصادية، تفريق وشَرذَمة الدول العربية ( ففي اتحادها قوة تُهدد مصالحه وأمن صنيعته إسرائيل ) هو ذاته الغرب الحالي المُخادِع بجلدٍ ناعم، يخفي قُبْحَه بقناعٍ بريء الملامح، ولسان عذب الحديث في المطالبة بتطبيق الديمقراطية، ومراعاة حقوق الإنسان ولكن في غير أراضيه.

293f4390c5.jpg

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق