"الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط".. كتاب لضياء رشوان يكشف تشويه الجماعة لمفهوم الجهاد وتحول إعلامها إلى التحريض ضد الدولة - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط".. كتاب لضياء رشوان يكشف تشويه الجماعة لمفهوم الجهاد وتحول إعلامها إلى التحريض ضد الدولة - تدوينة الإخباري, اليوم الأحد 9 فبراير 2025 02:50 مساءً

ناقش الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، الجرائم التى ارتكبتها جماعة الإخوان المسلمين، وقال إن وسائل الإعلام التابعة للجماعة تعددت  منذ عام 1933 بمجلات وصحف يومية وأسبوعية وشهرية، أبرزها مجلة "النذير" الأسبوعية وجريدة "الإخوان المسلمون اليومية ومجلة "الدعوة"، وغيرها في عصر الإعلام التقليدي القائم على الصحافة المطبوعة، ومع ظهور وانتشار الإنترنت والصحافة الإلكترونية في نهايات الألفية الثانية وبدايات الألفية الجديدة، أولت الجماعة مبكراً، اهتماماً ملحوظاً بها وأسست منابرها المتعددة على الشبكة العنكبوتية.

 

وقال رشوان فى كتابه :"أفضت هذه الأوضاع الجديدة "البائسة" للجماعة الدينية الأكبر والأطول عمراً حول العالم، إلى تغيرات جوهرية في أدائها وأساليب عملها، في النظر إلى أساليب العمل السياسي والجماهيري للجماعة منذ تأسيسها وحتى ما قبل العقد الأخير، ما بعد إطاحة الشعب المصري بحكمها القصير المظلم لبلده بثورته العظيمة في 30 يونيو 2013، يوضح أن الإعلام بمختلف صوره المتعاقبة والمتطورة مع التقدم الزمني، قد مثل واحداً من اهتمامات الجماعة وإحدى وسائلها في الدعاية، والانتشار الجماهيري، والتحريض، والتعبئة".

 

وأوضح رشوان أنه مع كل هذا الاهتمام بالإعلام وحضور الجماعة فيه طوال تلك السنوات، إلا أن ملمحين رئيسيين مرتبطين حكماً بهذا الوجود والدور الإعلامي، الأول هو أن الجماعة الموحدة ظلت حتى قبل العقد الأخير هي الكيان التنظيمي الوحيد بقيادتها، هي التي تدير هذا الإعلام وتعده مكملاً لأنشطتها الأصلية من تجنيد وتنظيم وتحركات جماهيرية وغيرها، وليس بديلاً للجماعة بكل تكويناتها المركبة والملمح الثاني هو أن المهمة الرئيسية لاستمرار الجماعة على قيد الحياة، وهو تجنيد العضوية الجديدة، قد ظلت تمارس بالوسائل المعروفة الموروثة للجماعة منذ تأسيسها، والتي يؤدي الاتصال المباشر فيها الدور المركزي، ولم يكن إعلام الجماعة في ظل هذه الاستراتيجية المستقرة للتجنيد يؤدي دوراً يذكر، هو فقط للدعاية وجذب اهتمام بعض الذين يمكن تجنيدهم فيما بعد بهذه الوسائل الموروثة.

 

ويشير رشوان فى كتابه إلى أنه ومع المرحلة الراهنة التي تمر بها الجماعة منذ عقد تقريباً، لحقت تغيرات هائلة بإعلام الجماعة والملتحق بها الموجه كاملاً من خارج مصر، وأيضاً علاقته بما تبقى من الجماعة نفسها. فكل هذه الملامح تؤكد أن مفهوم الجماعة الواحدة قد انتهي تماماً، وأن رؤوساً أو جماعات متباينة تشكل لكل منها إعلامها. كما أكدت تلك الملامح أن قدرة كل هذه الرؤوس أو الجماعات على التجنيد الجديد بالوسائل المباشرة الموروثة داخل مصر، قد أضحت هدفاً قصي المنال. كذلك، فإن الهزائم الهائلة التي تلقتها الجماعة على صعيد المجتمع المصري، دفعت إعلام فرقها المتباينة إلى تغییر جوهر رسالته القديمة، والذي كان الدعاية للجماعة بما يزيد من شعبيتها إلى حيث أصبح وفقط مستهدفاً التحريض على الحكم في مصر والسعي بأي وسيلة لخلخلته.

 

في ظل كل ملامح هذا الانهيار الكبير، يبدو جلياً أنه على صعيد الإعلام وما تبقى من جماعة الإخوان، أن إعلام فرقها المتباينة أصبح هو الجماعة -أو الجماعات نفسها، فكل الأدوار الأخرى التنظيمية والحركية والجماهيرية المالية وغيرها، التي كانت حكراً على الجماعة وقت وجودها ووحدتها وقوتها قد تلاشت أو هي على وشك هذا، ولم يبق لديها، أو يحل محلها، سوى ذلك الإعلام الخاص بفرقها المختلفة وببعض الملتحقة بهم، لكي تدخل بقايا الجماعة في منعطف تاريخي غير مسبوق منذ تأسيسها، والأكثر رجحاناً هو أننا الآن أمام عملية تحول تاريخية كبرى وتسير بسرعة كبيرة، وهي تحول الجماعة إلى جماعات صغيرة الحجم ذات طابع احتجاجي أو انقلابي عنيف، سيكون بينها من التعارض والصراعات ما سيزيد من تقزم كل منها، وربما يضيف مزيداً من التطرف الفكري والحركي للبعض منها مما سيفقدها - وغالباً لآماد غير منظورة - جاذبيتها التاريخية القديمة لمختلف الطبقات والفئات المصرية التي كانت تنخرط فيها اعتقاداً في وسطيتها واعتدالها وسلميتها.

 

وبحسب الكتاب فكما فعلت مع معظم المفاهيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة النبيلة، زيفت جماعات العنف والإرهاب التي تنسب نفسها للإسلام زوراً وبهتاناً، المفهوم الحقيقي للجهاد الذي ظل طوال تاريخ الإسلام وعقوده الطويلة يحمل عشرات المعاني الإيجابية لدى كل المسلمين.

 

ووفقا لكتاب "الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط" للدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، فقد شوهت هذه الجماعات مفهوم الجهاد، ووضعت تحت عنوانه النبيل ممارساتها الوحشية الدموية، ليتحول لدى كثير من غير المسلمين من شعوب ومجتمعات العالم إلى مرادف للقتل والتدمير والتفجير والدم.

 

ويضيف رشوان موضحا معنى الجهاد:"الحقيقة أن المفهوم في أصله الشرعي بريء تماماً من كل هذه المعاني السلبية التي شوهته بفعل ممارسات جماعات العنف والتطرف، فالنظرة الأولية له توضح أنه يحمل في معانيه التاريخية والنظرية في التراث الإسلامي محددات واضحة يصعب إخراجه من إطارها، فهو نوعان: أحدهما فردى يقوم به الشخص بنفسه تجاه نفسه، وهو جهاد النفس ضد المعاصي والذنوب والأخطاء؛ بحيث ينجو الإنسان بنفسه مما يهدد صفاءها ونقاءها وفطرتها الأولى. أما الآخر فهو جماعي، ويكون موجهاً إلى من هم خارج حدود "الأمة الإسلامية" بالتعريف التراثي، أو الدولة بالمفهوم الحديث، من دول وأمم ومجتمعات أخرى، وبحسب التفسيرات السائدة له في الفكر الإسلامي، ينقسم الجهاد الموجه إلى من هم خارج الأمة أو الدولة بدوره إلى نوعين: جهاد دفاعي وجهاد هجومي، أو "جهاد الدفع" و "جهاد الطلب"، وأما الأول وهو الجهاد الدفاعي، فإنه فرض على المسلمين للدفاع عن عقيدتهم وأرواحهم وأرضهم الإعراضهم عند وقوع أي هجوم عليهم من عدو قادم من خارج الأمة أو الدولة، والمعادل لهذا النوع من الجهاد الخارجي في عالمنا الحديث اليوم، هو حق "المقاومة الوطنية" الذي يجمع القانون الدولي الحديث على اعتباره حقاً لا شبهة فيه للشعوب والأمم التي تتعرض للاعتداء الخارجي."

 

ويتابع :"أما الجهاد الهجومي، فهو في الأصل ممارسة واقعية وليست فرضاً دينياً. ظلت "الدولة الإسلامية الموحدة، أو الخلافة، تقوم به في العصور المتقدمة وصولاً إلى العصور الوسطى، لإدخال شعوب ومناطق جديدة غير مسلمة إلى سيادتها بداخل "دار الإسلام"؛ بحيث تضحى جزءاً من الأمة الإسلامية، أو دولة الخلافة. وكان الجهاد الهجومي في تلك المراحل التاريخية طبيعياً في علاقات الدول والإمبراطوريات، حيث كان التوسع على حساب الغير بحسب القوة والقدرة عليه هو المميز لممارساتها، وظل قائماً حتى العصور الحديثة، ولنا في التوسعات الاستعمارية الأوروبية والحروب الشرسة بين دول القارة العجوز مثال بارز على هذا ، وبخلاف الجهاد الدفاعي الذي اجتمعت كل مذاهب ومدارس الفكر الإسلامي على اعتباره فرض عين للدفاع عن النفس؛ فإن الجهاد الهجومي ظل دوماً فرض كفاية يخضع لتقدير مصالح الأمة أو الدولة ومدى وفائه بها أو تصادمه معها. وفي حالتي الجهاد، فإن ضوابط ممارسته تبدو واضحة جلية في كل تعاليم الإسلام، بما يحول بينه وبين أن يتحول إلى إرهاب أو عنف يروع المدنيين وغير المقاتلين ويهدد حياتهم، وأمنهم وأعراضهم وممتلكاتهم".

 

وبحسب رؤية رشوان فإن  التفسير المغلوط والمشوه للجهاد  والذي تتبناه كل جماعات العنف والإرهاب التي تنسب نفسها للإسلام زوراً وبهتاناً. فهي تتجاهل تلك الفوارق الواضحة بين نوعي الجهاد. بل وتذهب إلى أبعد من هذا بكثير، حيث انتحلت اسم "الجهاد " لتضعه على ممارسات عنفها وارهابها التي تقوم بها داخل المجتمعات والدول المسلمة ضد سلطاتها وشعوبها ومصالحها؛ بهدف اقتلاعها وتأسيس ما تسميه "الدولة الإسلامية" بدلاً منها، والواضح هو أن وضع هذه الجماعات مفهوم "الجهاد" عنوانا لعنفها وارهابها وعدوانها وممارساتها الدموية ضد دولها ومجتمعاتها. إنما كان يعكس، من ناحية، رؤيتها لتلك الدول والمجتمعات باعتبارها "كافرة" معادية للإسلام، بحسب تصورهم المشوه. كما يبدو واضحاً، من ناحية أخرى، أن جماعات الغلو والعنف والإرهاب قد لجأت لذلك التحوير منذ فجر الإسلام للاستفادة من الشحنة المعنوية والإيمانية الإيجابية التي يحملها المعنى الأصلي الحقيقي للجهاد لدى عامة المسلمين، في تبرير خروجها على المجتمعات والدول المسلمة التي تعيش فيها وشن القتال والحرب عليها وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء فيها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق