اني هنا استعير حناجر الشباب الاردني المنتمي لشريحتي فقط الذين اكلت المدارس والجامعات سينين صباهم ، المبعثرين خوفا من اليأس والفراغ في الكازيات والمطاعم ووسائل النقل المختلفه
المصطفين على ابواب السفارات حلما بالهجره ، ارد بأسمهم على تنظيرات المسؤولين حول ضرورة مشاركتنا في التجربه الوطنيه والحياه الحزبيه لتعزيز وعينا
واقول ان الواسطه وانعدام الامل في تحصيل عمل كريم هو الخطر الحقيقي الذي يهدد وعينا ، وان هذا الكلام الموجه للشباب الاولى توجيهه لابنائهم انفسهم فهم القادرين على تشكيل الاحزاب المدعومه من السلطه الحكوميه والماديه المتوارثه بل وترأس سدنة بعض الاحزاب .
هم اصحاب الالهامات الفريده والرؤيه الحديثه والعصي السحريه التي تجعل كل الافاق والابواب ابوابهم مفتوحه .
وان الحاله البائسه والكئيبه التي يعيشها شبابنا هو انعكاس طبيعي للواقع المأزوم ، هو نتيجه طبيعيه لتقدم العمر دون تحقيق شي ، وان البطاله هي المصنوعه وان قصور المسؤولين هي المصنوعه وسياراتهم الفخمه هي المصنوعه ورواتبهم العاليه ، ومكاتبهم الفخمه وقفزاتهم من موقع لاخر وقفزات ابنائهم وبناتهم والمنح المتنوعه وتكاليف سفرهم .
وان محاوله اقناعنا باننا نهمهم وان مشاركتنا تهمهم وانهم يسهرون الليل من اجل حل مشاكلنا اصبحت اسطوانه لا تقنع احد .
لقد اقنعونا بان العلم هو الوسيله التي تجنبك شقاء الحياه وهو السبيل لحياة كريمه وبسيطه ولقد دفعت الاسر الاردنيه بالفعل كل ما تملك من اجل تحصيل الشهادات لابنائها ، باعت اراضيها واستدانت من البنوك ديون لاخر العمر ، دون فائده .
هل تعرف احد يوصلني لذلك المسؤول ؟ هل تعرف احد يدخلني على ذلك النائب ؟
هل تستطيع معرفه عنوان صاحب المعالي او صاحب الدوله الفلاني ؟
هل لديك ما يعوض سنين التعب والدراسه والوحده في الخارج ؟
هل لديك ما يعوض خوف الام على ابنها الذي ما يزال يكبر امامها بلا عمل بلا زواج بلا امل ؟
هل لديك مزيد من الصبر لي ؟
هل لديك ما يعوض قلق والدي على مستقبلي ؟
خوفه على تحطيم احلامي امام عيونه ، ما يعوضه اراضيه الثمينه التي ضحى بها من أجلي ؟
هل لديك ما يفك رهن البيت المرهون للبنك من اجل دراسه اخوتي؟
هل تستطيع معرفة احد يحرك طلبي المهمل في ديوان الخدمه المدنيه منذ عشر سنين ؟
هل تعرف احد ينقذ ما تبقى من احلامي ؟
هل تعرف احد يقبل طلبي ويقابلني بلا واسطه بلا مكالمه؟
هل تعرف احد ينهي حالة القلق الدائم ؟
هل تعرف احد ينسيني طعم المرار الذي شعرت به حينما قدموا احدا مكاني لاشغال تلك الوظيفه التي كنت الاحق بها والموعود بها ؟
هل تعرف احد ينسيني الخيبات المتتاليه والهزائم المتكرره امام المعرفه ، امام الواسطه ، امام السلطه الابويه ، أمام العزائم والولائم .
هذه أسئلة الشباب لكم
انهم ينتظرون ردكم عليها
وبعد ذلك اسألوهم عن مشاركاتهم الوطنيه .
0 تعليق