إراحة الضمير بصنع الأساطير - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إراحة الضمير بصنع الأساطير - تدوينة الإخباري, اليوم الأحد 9 فبراير 2025 11:54 صباحاً

شهد يوم الاثنين 27 يناير 2025 حدثًا خارقًا، عندما قرر آلاف الفلسطينيين، العودة سيرًا على الأقدام إلى ديارهم في شمال، وهم الذين كان الاحتلال قد فرض عليهم النزوح إلى أقصى جنوب غزة.

كان المشهد ينتمي لعالم الأرواح والأشواق وليس لعالم الحسابات العقلية البادرة، كان المشهد رسالة واضحة جدًا: نحن شعب غير قابل للهزيمة.

أثناء الزحف سيرًا على الأقدام قال بعضهم: سنقيم خيمنا فوق أنقاض بيوتنا.

آخرون دعوا الله أن يرشدهم لأنقاض بيوتهم.

بعد الوصول، ذهبت السكرة وجاءت الفكرة، لا وجود لأي شيء من مقومات الحياة، لا بيوت ولا مدارس ولا مستشفيات ولا كهرباء ولا ماء ولا صرف صحي ولا بنوك ولا طرق، فكيف سيعيش هؤلاء؟

نشر موقع روسيا اليوم تصريحات على لسان مصدر فلسطيني جاء فيها: "لم يتم إدخال أي بيوت متنقلة مؤقتة إلى شمالي القطاع أو جنوبه، ونحو ثلثي الشاحنات التي دخلت قطاع غزة تحمل مواد غذائية.

وذكر أنه تم إدخال 197 شاحنة وقود للقطاع لا يستفيد منها الدفاع المدني ولا البلديات ولا شركات الكهرباء، كما لفتت المصادر إلى أنه لم يتم إدخال أي آليات أو معدات ثقيلة إلى القطاع لإزالة الركام والبحث عن الجثث.

وتابع أنه لم يتم أيضا، إدخال أي مواد بناء إلى غزة رغم الحاجة الماسة إليها في الترميم وإعادة التأهيل، وكذلك لم يتم إدخال أي من مستلزمات الطاقة الشمسية رغم الحاجة الماسة إليها، ولا حتى الأجهزة والأدوات الطبية إلى المستشفيات بشكل كاف، مشيرة إلى أن شمالي قطاع غزة يعاني من أزمة مياه خانقة بسبب تضرر أكثر من 75% من الآبار.

وختم المصدر قائلًا: لم يتم إدخال السيولة النقدية للبنوك في قطاع غزة رغم الأزمة الشديدة في توفر العملة".

الهدف الحقيقي من عدوان الاحتلال على غزة بدأ في الظهور شيئًا فشيئًا، الهدف هو التهجير ولا شيء غيره، ودع عنك القضاء على حماس وتحرير الأسرى بالقوة، فحماس ها هي تستعرض الأسلحة التي غنمتها من العدو أثناء حفلات إفراجها عن الأسرى، والأسرى أنفسهم لم يتم تحريرهم إلا بالتفاوض.

توارى نتانياهو المشغول بترميم حكومته وبالدفاع عن نفسه أمام القضاء ليحل محله دونالد ترامب رئيس القوى العالمية المسيطرة.

رفع ترامب غلالة الستر وقال: على مصر والأردن قبول أعداد كبيرة من الفلسطينيين.

هذا هو التهجير العاري الذي لا تستر عريه أكاذيب حقوق الإنسان وفق التعريف الغربي والأمريكي.

هبت مصر والأردن لرفض كلام ترامب، وصدرت عن قيادات البلدين تصريحات هي الأقوى منذ زمن بعيد، تصريحات واضحة قاطعة حاسمة، لخصتها مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسى:" تهجير الفلسطينيين ظلم لن نشارك فيه".

هل سكت ترامب؟

حتى ساعة كتابتي لهذه السطور، يبدو مصرا على كلامه رغم الرفض المصري الأردني!

الأمر جد لا هزل فيه، ولذا فقد أغضبني الغضب كله كلام كتبه وصرح به بعض الذين ينسبون أنفسهم لعالم السياسة.

هؤلاء لعبوا اللعبة الخبيثة المريحة، فلكي يريحوا ضمائرهم لجأوا إلى تحويل الموقف المصري والفلسطيني إلى أسطورة!

قائلين: صمود مصر وصلابة موقفها وكذا صمود أهل غزة لن ينكسر.

ما هذا؟

هي إراحة للضمير لا أكثر ولا أقل، مصر وغزة والأردن في مواجهة مع أعتى قوة عالمية، فإن لم يتم دعم الأطراف الثلاثة بقوة، فنحن نلقي بهم إلى العراء الكوني.

وما أصدق الشاعر الذي قال:

أَلقاهُ في اليَمِّ مَكتوفاً وَقالَ لَهُ

إِيّاكَ إِيّاكَ أَن تَبتَلَّ بِالماءِ.

لا شيء بالمجان، ومصر والأردن وأهل غزة سيدفعون ثمن موقفهم الرافض للتهجير، فإذا لم يحصلوا على دعم حقيقي، دعم على الأرض وليس في سماء الغناء والشعارات، فلن يستمر صمودهم إلى الأبد.

مصر الأن في وجه المدافع، والكل يعلم ما تحتاجه مصر، والتسويف والمماطلة لن تكون في صالح أحد، لأنه ببساطة وصراحة، إذا لا قدر الله انكسرت الإرادة المصرية، فسيضيع كل شيء ولن ينجو أحد.

أهل غزة الذين عادوا إلى الشمال، بعضهم لم يعرف أين شارعه الذي ولد وعاش على ترابه، فكيف نطالب هذا بالصمود الأبدي؟

إذا لم يسارع الفاعلون، وكلنا نعرفهم إلى تقديم الدعم فهم وبصراحة يدفعون للتهجير التهجير ولكن بشكل طوعي، إنهم يريدون من أهل فلسطين أن يطلبوا بألسنتهم إخراجهم من محرقة غزة.

مصر والأردن وغزة، قدموا ما في وسعهم ورفضوا خطة ترامب بوضوح وحسم، وهم الآن في حاجة ماسة لكل دعم ومساندة، هذا وإلا فالضياع التام الكامل لكل الذين يظنون أن حصونهم مانعتهم.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق