كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي بدأ استعداداته للانسحاب من مواقعه في محور نتساريم وسط قطاع غزة، في خطوة تأتي كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس.

وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، من المتوقع أن يستكمل الجيش انسحابه من المحور صباح الأحد، ليكون بذلك قد أخلَى كافة مواقعه شمال قطاع غزة، بعد أسابيع من العمليات العسكرية المكثفة التي أدت إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير واسع للبنية التحتية.

أهمية محور نتساريم استراتيجيًا… ولماذا يمثل الانسحاب تحولًا هامًا؟

يُعتبر محور نتساريم أحد أبرز المواقع العسكرية التي احتلتها القوات الإسرائيلية خلال العدوان الأخير على غزة، إذ يمتد على طول الطريق الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، ويعتبر شريانًا حيويًا للحركة والتنقل داخل غزة.

ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن المواقع التي سيتم إخلاؤها تقع شرق محور صلاح الدين، مما يعني أن إسرائيل لن يكون لها وجود عسكري في شمال غزة بعد الانسحاب، وهو تطور قد يعيد ترتيب الأوضاع الجغرافية والسياسية داخل القطاع.

لكن الصحيفة أشارت إلى أن المحور كان عنصرًا استراتيجيًا مهمًا لطموحات المستوطنين الإسرائيليين، الذين يسعون للعودة إلى الاستيطان في شمال القطاع، وهو ما يعكس مخاوف من أن يكون هذا الانسحاب تكتيكيًا وليس نهائيًا.
 

ما الذي يعنيه انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم؟

إنهاء الفصل الجغرافي بين شمال وجنوب غزة: كان محور نتساريم يفصل غزة إلى نصفين، مما أدى إلى إعاقة حركة السكان والمساعدات الإنسانية. الانسحاب منه يعني إعادة التواصل بين أجزاء القطاع.

تخفيف الضغوط على المدنيين الفلسطينيين: مع انسحاب القوات، سيتمكن المزيد من النازحين من العودة إلى منازلهم شمال غزة، وهو ما بدأ فعليًا الأسبوع الماضي، حين سمح الجيش الإسرائيلي بمرور الفلسطينيين سيرًا على الأقدام عبر الطريق الساحلي وبالمركبات عبر طريق صلاح الدين.

مرحلة أولى نحو إنهاء الاحتلال العسكري المباشر في غزة: بحسب اتفاق وقف إطلاق النار، فإنه في اليوم الواحد والعشرين من الهدنة، على إسرائيل أن تنسحب من الممر بالكامل، وتحتفظ فقط بوجود في منطقة عازلة داخل حدود غزة.

هل يشمل الانسحاب محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر؟

رغم الاستعدادات للانسحاب من نتساريم، لا تزال القوات الإسرائيلية منتشرة في محور فيلادلفيا، وهو الشريط الحدودي بين غزة ومصر، الذي تسيطر عليه إسرائيل جزئيًا بموجب الترتيبات الأمنية مع القاهرة.

ووفقًا لصحيفة هآرتس، من المقرر أن تُكمل إسرائيل انسحابها من محور فيلادلفيا خلال اليوم الخمسين من وقف إطلاق النار، إلا أن مصادر أمنية لا تستبعد تأجيل هذا الانسحاب في حال لم يتم الاتفاق على آليات المراقبة الأمنية بين إسرائيل ومصر بشأن الأنفاق الحدودية ونقل السلاح إلى غزة.

مخاوف إسرائيلية من الانسحاب… هل هو دائم أم تكتيكي؟

رغم أن الانسحاب الإسرائيلي يُنظر إليه على أنه جزء من اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن هناك مخاوف داخل إسرائيل من أنه قد يعزز موقف حماس، التي اعتبرت عدم وجود جيش الاحتلال في شمال غزة انتصارًا استراتيجيًا للمقاومة.

وفي هذا السياق، يعتقد بعض المراقبين أن الانسحاب من محور نتساريم قد يكون تكتيكيًا، بهدف إعادة التموضع العسكري بدلاً من إنهاء الاحتلال بالكامل، خاصة في ظل عدم وضوح مستقبل الوضع الأمني في القطاع.