- تُعد قصة حياة "راي داليو"، المستثمر الأمريكي المعروف ومؤسس أكبر صندوق تحوط في العالم، مثالًا مُلهِمًا للتغلب على التحديات والتحلي بالبصيرة والحكمة.
- بوصفه خبيرًا ماليًا مُخضرمًا، فقد ألهم داليو الملايين بأفكاره ومبادئه المؤثرة في عالم الاستثمار.
- وفقًا لمجلة فوربس، تُقدر ثروة "راي داليو" الصافية بحوالي 20 مليار دولار في يناير 2022، مما جعله ضمن قائمة أثرى 100 شخص في العالم وقتها، وهو عضو دائم في قوائم الأثرياء طيلة الوقت.
- يُعد "راي داليو" أحد أعظم المبتكرين في عالم التمويل، حيث ابتكر العديد من الممارسات الشائعة الاستخدام في هذا المجال، مثل تكافؤ المخاطر، وتراكب العملات، وإدارة السندات المرتبطة بالتضخم العالمي.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
فلنستكشف سويًا قصة حياة هذا العبقري الاستثماري الملهم.
الحياة المبكرة
- وُلد رايموند "داليو" في الثامن من أغسطس عام 1949 في نيويورك. عمل والده عازفًا للجاز، بينما كانت والدته ربة منزل.
- انكبّ "راي" في طفولته على الرياضة واللعب مع أقرانه، رغم نفوره من الروتين المدرسي، وخاصةً الحفظ عن ظهر قلب.
- وكان يعمل في أوقات فراغه في وظائف موسمية لتأمين بعض المال، مثل قص العشب وإزالة الثلوج وتوزيع الصحف.
- منذ بلوغه سن الثانية عشرة، عمل حاملاً للعصا في نادي لينكس للجولف، وهو ملعب مرموق من بين زبائنه دوق وندسور والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، إلى جانب نخبة من المستثمرين في وول ستريت.
- اشترى "داليو" أسهم شركة نورث إيست للطيران بمبلغ 300 دولار ادخرها من عمله. كان هذا السهم، الذي لم يتجاوز سعره 5 دولارات، الوحيد الذي استطاع تحمل تكلفته.
- شاءت الأقدار أن تصبح نورث إيست هدفًا لعملية اندماج، فضاعف الفتى البالغ من العمر 12 عامًا استثماره ثلاث مرات. يا له من اكتشاف!
- انكبّ "راي" على قراءة التقارير السنوية لكبرى الشركات، وتحدث إلى كبار المستثمرين، وخاض غمار الاستثمار بالتجربة والخطأ. ومن خلال هذه التجربة، ترسخت لديه المبادئ التي لازمته طوال مسيرته المهنية في عالم الاستثمار.
- وعند تخرجه من المدرسة الثانوية، كان قد جمع محفظة أسهم تُقدر قيمتها بعدة آلاف من الدولارات، وهو مبلغ كبير بالنسبة لمراهق في ذلك الوقت.
حياته الجامعية وبداية مسيرته المهنية
- لم يتمكن "راي داليو" من الالتحاق بكلية مرموقة بسبب مستواه الدراسي المتواضع في المرحلة الثانوية، فانتهى به المطاف في كلية سي دبليو بوست.
- وخلال دراسته الجامعية، انكب على شراء الأسهم وبيعها، مبديًا اهتمامًا بعقود السلع الآجلة.
- وبعد تخرجه بشهادة بكالوريوس في التمويل، عمل كاتبًا في بورصة نيويورك، حيث عاصر قرار نيكسون بالتخلي عن معيار الذهب، وما نتج عنه من تضخم. وقد اكتسبت خبرته في تداول السلع الأساسية آنذاك قيمة مضاعفة.
- وبعد قبوله في كلية هارفارد للأعمال، أسس مع زملائه شركة بريدجووتر أسوشيتس (Bridgewater Associates)، التي لم تُحقق أرباحًا تُذكر في البداية.
- وبعد حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال من هارفارد، أصبح خبيرًا في تداول السلع، وبدأ المستثمرون يتطلعون إليه طلبًا للمشورة.
بدء العمل في "بريدجووتر"
- انضم "راي داليو" إلى شركة "شيرسون هايدن ستون" المرموقة في وول ستريت، لكنه لم ينسجم مع أساليبها المتشددة، وسرعان ما تعارض مع رئيس قسمه.
- ورغم ذلك، حافظ على ثقة بعض العملاء الذين دفعوه إلى تأسيس بريدجووتر من شقته المتواضعة، حيث قدم استشارات مالية متخصصة.
- ببلوغه سن السادسة والعشرين، ذاع صيته، وبدأ المستثمرون الكبار، مثل "ماكدونالدز"، يطلبون مشورته. لكن طموحه كاد أن يودي به.
- ففي مطلع الثمانينيات، توقع "داليو" علنًا حدوث كساد وشيك، لكن تنبؤه لم يتحقق، بل انتعش الاقتصاد الأمريكي بشكل غير مسبوق.
- تكبد "داليو" خسائر فادحة اضطرته إلى تسريح موظفيه والاقتراض من والده، ورغم هذه النكسة، لم يستسلم، بل درس أخطاءه، وتعلّم دروسًا قيّمة حول أهمية التواضع الفكري.
- وبدأ تدريجيًا في استعادة عملائه، وتمكّن من إعادة بناء شركته لتزدهر من جديد.
إعادة بناء الشركة
- خلال إعادة هيكلة أعماله، قسّم "راي داليو" استثماراته إلى نوعين: "بيتا" و"ألفا". تعتمد "بيتا" على إدارة سلبية ومخاطر السوق الاعتيادية لتحقيق العوائد، بينما تسعى "ألفا" إلى تحقيق عوائد أعلى بإدارة نشطة.
- كان هدف "داليو" هو بناء محافظ استثمارية متنوعة وغير مترابطة، تركز على توزيع المخاطر لا الأصول.
- ومع توسع قاعدة عملاء بريدجووتر، تبنَّت الشركة نهج "الاقتصاد الكلي العالمي"، باستثمارات عالمية واسعة النطاق بناءً على عوامل اقتصادية كلية.
- تخصصت بريدجووتر في توقع تغيرات أسعار العملات والسلع والتضخم والناتج المحلي الإجمالي، وفي عام 1985، انضم كلٌ من صندوق تقاعد البنك الدولي وكوداك لاحقاً إلى قائمة عملاء بريدجووتر.
- تُعد بريدجووتر اليوم أكبر صندوق تحوط في العالم، إذ تُدير 160 مليار دولار لأكثر من 350 مؤسسة عالمية، بما في ذلك صناديق التقاعد والأوقاف والمؤسسات العامة والخاصة والبنوك المركزية والحكومات.
- كما تصنف خامس أكبر شركة خاصة في الولايات المتحدة. يُعتبر صندوق "Pure Alpha" صندوقَها الرئيسي، محققاً عائداً سنوياً متوسطاً قدره 18%.
التأمل المتسامي (Transcendental Meditation)
- يُقصد بالتأمل المتسامي أسلوبًا من التأمل يعتمد على استخدام "مانترا" (كلمة أو عبارة قصيرة) للمساعدة في تهدئة العقل والوصول إلى حالة من الاسترخاء العميق.
- منذ أيام دراسته الجامعية، ألهمت ممارسة التأمل المتسامي، التي يواظب عليها "داليو" حتى يومنا هذا، مسيرته، ويرى أن هذه الممارسة كانت العامل الرئيسي وراء نجاحه في الحياة.
- ويذكر أنها تمنحه شعوراً بالسلام، وتُمكِّنه من التفكير بوضوح وإبداع أكبر عند اتخاذ القرارات.
- كما ساعده التأمل المتسامي على التخلص من نزعاته العدوانية، وغيَّر نظرته من التمسك الدائم بصحة رأيه إلى التساؤل: "كيف لي أن أتأكد أنني على صواب؟"
مبادئ "داليو"
- ألّف "داليو" كتابًا قيّمًا بعنوان "المبادئ"، وهو بمثابة خلاصة لمبادئه في الحياة والعمل، وفلسفاته، ودروسه، وتأملاته التي جمعها على مدار مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من أربعين عامًا.
- رأى أن السبيل الوحيد إلى النجاح يكمن في تبنِّي الصدق المطلق والشفافية، والجدارة الفكرية، والسعي الدؤوب والمنظم نحو التطور.
- وعلى مر السنين، اضطلع "داليو" بدور المستشار الاقتصادي الكلي القيّم للعديد من صانعي السياسات حول العالم، حتى أن مجلة تايم صنّفته ضمن "أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم".
- يُعد "داليو" أسطورة في عالم المال، كما يُطلق عليه لقب "ستيف جوبز الاستثمار" نظرًا لأسلوبه الإداري الصارم والمبتكر.
- وهو رجلٌ خيّرٌ نشطٌ يهتم بشكل خاص باستكشاف المحيطات، كما يُساهم في معالجة انعدام تكافؤ الفرص في التعليم والرعاية الصحية والتمويل. وقد تبرع بما يقارب المليار دولار لهذه القضايا الخيرية من خلال مؤسسة "داليو".
- يصف "داليو" نفسه بأنه مفكر فضولي ومستقل، ولديه شغف دائم وتحمُّس لتحقيق أهدافه. وقد سعى جاهدًا لتحقيق إنجازات طموحة، والتعلم من إخفاقاته.
- ومن أشهر مقولات "داليو" أنه في التداول، يجب أن تتبنى نهجًا دفاعيًا وهجوميًا في آن واحد، فإذا لم تكن هجوميًا، فلن تكسب المال، وإذا لم تكن دفاعيًا، فلن تحافظ عليه.
المصدر: في آر دي نيشن
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق