أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الجمعة، بيانًا رسميًا ردًا على قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض عقوبات على مسؤوليها، وذلك بسبب ما وصفه بـاضطهاد الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك إسرائيل.

إدانة المحكمة ورفضها للعقوبات

أعربت المحكمة عن إدانتها الشديدة للقرار الأمريكي، معتبرة أن الأمر التنفيذي الصادر عن واشنطن يهدد استقلالها القضائي ويقوض عملها المحايد في ملاحقة مرتكبي الجرائم الدولية.

وجاء في البيان:

"المحكمة الجنائية الدولية تقف بحزم إلى جانب موظفيها، وتتعهد بمواصلة جهودها في تحقيق العدالة وتقديم الأمل لملايين الضحايا حول العالم، بغض النظر عن التهديدات والعقوبات التي تواجهها."

ودعت المحكمة الدول الأعضاء الـ125 والمجتمع الدولي إلى التكاتف ضد محاولات تقويض العدالة وحقوق الإنسان الأساسية.

عقوبات أمريكية على المحكمة الدولية

وكان البيت الأبيض قد أعلن، في وقت سابق من اليوم، أن ترامب وقع مرسومًا بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، متهمًا إياها بـتجاوز صلاحياتها وفتح تحقيقات ضد مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

وقال ترامب في قراره التنفيذي:

"ستفرض الولايات المتحدة عواقب ملموسة على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، تشمل تجميد ممتلكاتهم وأصولهم، إضافة إلى تعليق دخولهم إلى الولايات المتحدة، وذلك لأن وجودهم على أراضينا يشكل تهديدًا لمصالح الأمن القومي الأمريكي."

وأضاف أن المحكمة تسعى إلى استهداف الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك إسرائيل، عبر تحقيقات غير شرعية تهدف إلى تقويض سيادتهم الوطنية.

مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

يأتي هذا التصعيد بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية، في نوفمبر 2024، بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.

ووفقًا للائحة الاتهام، تشمل الجرائم المنسوبة إليهما:

استخدام التجويع كسلاح حرب

القتل والاضطهاد

ارتكاب أعمال غير إنسانية

ويعد هذا القرار أحد أبرز الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات انتقامية ضد المحكمة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لمنع أي مساءلة قانونية لمسؤوليها أو حلفائها.

تصعيد دولي وتداعيات محتملة

في ظل هذا التوتر المتزايد بين المحكمة الجنائية الدولية والإدارة الأمريكية، يبقى السؤال الأهم:

هل ستنجح المحكمة في فرض سلطتها على القوى الكبرى، أم ستؤدي هذه المواجهة إلى إضعاف دورها في تحقيق العدالة الدولية؟

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك