هل تغير حروب ترامب التجارية وجه العالم؟ وكيف تستفيد منها الصين؟ - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

استهل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ولايته الثانية في البيت الأبيض بشن حرب تجارية على الصين ودول حليفة أخرى متذرعاً بحماية مصالح بلاده، وأثارت تصريحاته بشأن شراء جرينلاند من الدنمارك، واستعادة بلاده السيطرة على قناة بنما، وجعل كندا الولاية رقم 51  ردود فعل سلبية لما تحمله من طابع توسعي.

 

ورغم ما تحمله سياسات "ترامب" الحمائية من آثار سلبية محتملة على الاقتصاد الصيني، فقد تعطي أجندته التجارية الفرصة لبكين كي ترسخ مكانتها كقوة عظمى تربطها بالعالم علاقات أكثر اعتدالاً واتزاناً تراعي المصالح المتبادلة لمختلف الأطراف.

 

 

سياسات ترامب

تعاني أمريكا بالفعل من تدهور علاقاتها مع الجنوب العالمي الذي يضم غالبيته دولاً نامية، وخاصة منطقة جنوب شرق آسيا التي باتت تربطها مصالح أقوى بالصين، وإذا تمادى "ترامب" في سياساته الحمائية فقد تتفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعانيها العالم حالياً بما يضر بمصالح الدول النامية التي قد لا تكون طرفاً مباشراً في النزاعات التجارية.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

عودة النبرة الاستعمارية

أثارت تهديدات "ترامب" بشأن استعادة السيطرة على قناة بنما وضم جرينلاند وكندا للأراضي الأمريكية مخاوف في الأوساط السياسية تجاه تبني الصين نفس النهج التوسعي وضم تايوان لأراضيها، وبسط سيطرتها على منطقة بحر الصين الجنوبي كونها تتعامل مع هذه القضايا من منظور السيادة والأمن القومي.

 

تأجيج الحرب الأوكرانية

تعهد "ترامب" خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وناشد الصين بالتوسط لدى موسكو كونهما حليفتين استراتيجيتين، لكن النهج الحالي للرئيس الأمريكي قد يجعل روسيا أكثر تمسكاً بتحقيق أهدافها في أوكرانيا وفق نفس منطق القوة الذي باتت تتعامل به واشنطن، وهذا من شأنه أن يعزز مكانة روسيا والصين كقطبين مضادين لأمريكا.

 

 

تنامي العلاقات الأوروبية الصينية

رغم كون أوروبا ضمن التكتل الغربي المناهض للصين، لكن تهديدات "ترامب" بفرض رسوم جمركية على القارة العجوز، وسحب الدعم المالي والعسكري لها قد تدفعها للانكفاء للداخل أكثر، وتوجيه مزيد من الإنفاق للتسليح والاستثمار في تقوية صناعاتها واقتصادها بصفة عامة، وزيادة تعاونها في مختلف المجالات مع الصين، وفي مقدمتها التجارة الخارجية وبحث إنهاء الحرب الأوكرانية.

 

انحسار النفوذ الأمريكي عالمياً

وبجانب السياسات التجارية الحمائية، تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تقليص الإنفاق على المساعدات الخارجية، إذ انسحبت من منظمة الصحة العالمية، وتعمل على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ما يفسح المجال أمام الصين للاضطلاع بهذا الدور ويهدد بانحسار النفوذ الأمريكي على الساحة الدولية.

 

 

السكون الاستراتيجي للصين

يرى "جيرمي تشان" خبير الشؤون الصينية لدى "أوراسيا جروب" أن توجهات شعوب مناطق مثل جنوب شرق آسيا تجاه أمريكا أصبحت سيئة بسبب عوامل منها وقف واشنطن المساعدات الخارجية، ولا يتعين على الصين سوى أن تظل ساكنة، وهذا سوف يجعلها تبدو الطرف الخيّر في ظل مثل هذا الوضع.

 

الخلاصة

تهدد سياسات "ترامب" بتشويه صورة الولايات المتحدة في الأوساط العالمية باعتبارها دولة توسعية معادية تمثل خطراً على المصالح السيادية والاقتصادية للدول، ما يفسح المجال أمام تنامي النفوذ الصيني باعتبارها قوة عظمى وشريكة يمكن الاعتماد عليها، وقادرة على إعادة ترتيب العلاقات الدولية واستقطاب حلفاء من الغرب والجنوب العالمي.

 

المصادر: التليجراف – نيويورك تايمز

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق